يترقب عشاق ومحبو نادي الترجي حدثا يعتبره البعض الأبرز في تاريخ النادي، ويرى آخرون أنه الأبرز في السنوات الخمس الأخيرة بالإضافة إلى إنجازي صعود الفريق الأول لكرة القدم بنادي الترجي لمصاف دوري الدرجة الثانية واحراز فريق رفع الأثقال للبطولة الآسيوية على مستوى الشباب والرجال. حدث حلم به كل من مر عبر أروقة ذلك النادي، من أعضاء مجلس ادارة وأجهزة إدارية وفنية وطبية، وكذلك لاعبين عشقوا هذا الكيان حتى النخاع، منذ الاندماج الكبير والمؤثر الذي حدث بين ناديي البدر والشاطئ في العام (1401) هـ، معلنين عن انطلاق كيان جديد في قلب القطيف أطلق عليه مسمى الترجي . نادي البحارة كما يحب عشاقه ومحبوه أن يطلقوا عليه، يعتبر منجما خصبا لتخريج النجوم والمدربين والإداريين الناجحين ليس على مستوى محافظة القطيف وحسب، بل على مستوى المملكة، فأسماء كعثمان مرزوق ونزار عباس وأيمن عباس في لعبة كرة القدم وإحسان الجشي وحسين إخوان في لعبة كرة اليد، وغيرهم من النجوم في مختلف الألعاب الفردية والجماعية، لا يمكن لأحد أن يمحوهم من ذاكرة وتاريخ الرياضة السعودية مهما طال الزمن. لكن السؤال الذي حير الجميع منذ ما يقارب الـ (35) عاما، هو: كيف لنادي بحجم وإنجازات نادي الترجي ألا يملك منشأة نموذجية، تحتوي جميع ألعابه، وتشعر منسوبيه بالانتماء الحقيقي للكيان وبالقاعدة الصلبة التي يمكن لهم الاستناد عليها؟! الجواب الصريح جاء عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العام (2012)م، حينما أعلن رسميا عن اعتماد منشأة نموذجية لنادي الترجي ضمن الميزانية المعتمدة للرئاسة في ذلك العام إلى جوار عدد من المنشآت الرياضية في مختلف أرجاء المملكة، وسط دعم كبير ومتواصل من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تحرص كل الحرص على أن يكون لكل ناد بالمملكة منشأة نموذجية خاصة تساهم في الارتقاء بجميع ألعابه، وتحوي شبابه، الفئة التي توليها حكومة المملكة العربية السعودية كامل العناية والاهتمام، كونها الفئة الأهم والأكثر تأثيرا على المستقبل القريب والبعيد المدى من الناحية القيادية والاستراتيجية للمملكة العربية السعودية. وفي العام (2015)م، ما زال أبناء الترجي في انتظار المنشأة النموذجية، التي تأخر العمل فيها عقب اعتمادها بسبب بعض المشاكل التي أحاطت بالأرض المختارة في البداية، قبل أن يتم اختيار الأرض المجاورة لمدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية بالقطيف لبناء المنشأة الحلم لبحارة القطيف. أما الآن، وعلى بعد أيام معدودات من استلام الترجي لمنشأته التي طال انتظارها، فإن درجة الترقب بين منسوبيه وعشاقه في ازدياد مضطرد، خاصة مع ما فرض عليها من سرية وغموض حتى من المقربين من البيت الترجاوي، تحسبا لما ستضمه من ملاعب وتجهيزات تساهم فعليا في تطور كافة الألعاب في النادي، وبناء قاعدة صلبة لها من خلال توفر الأدوات اللازمة للعمل في المدارس التي تضم لاعبين في الفئة العمرية التي تسبق مرحلة الناشئين. وحسب المعلومات الأولية التي تحصل عليها الميدان ، فإن منشأة الترجي تحتوي على: ملعبين لكرة القدم، أحدهما كان الملعب الرديف لمدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية، إضافة لصالة رياضية لكافة الألعاب، ومسبح مغطى، وكذلك صالة لألعاب القتال والدفاع عن النفس ورفع الأثقال التي يبرز فيها نجوم نادي الترجي، مع وجود عدد من الملاعب الخارجية، التي قد تستخدم لتدريبات ومباريات بعض فرق الفئات السنية في الأوقات التي تنخفض فيها درجات الحرارة في المملكة. من ناحيته، وصف رئيس نادي الترجي إحسان الجشي اللحظة التي سيستلم النادي فيها المنشأة بنقطة التحول الحقيقية في تاريخ نادي الترجي، حيث سيساهم وجود الملاعب المعدة خصيصا للتدريبات والمباريات في ارتفاع المستوى الفني لكافة الألعاب دون أدنى شك، خاصة تلك التي تتدرب داخل الصالة الرياضية، مشيرا إلى أن معظم تلك الفرق تتدرب في الوقت الحالي بالتعاون المدارس الحكومية في صالات غير نظامية من ناحية المقاسات والأمور التقنية، لكنها أفضل بكثير من الملاعب الاسمنتية الخارجية، والتي قد تتسبب في حدوث إصابات كبيرة للاعبين، قد تنهي مستقبلهم الرياضي. وأضاف: سنعمل بكل ما نملك من إمكانيات لاستغلال هذه المنشأة من أجل بناء قاعدة صلبة، تخدم مختلف الألعاب في النادي لسنوات طويلة، وصناعة تاريخ جديد من الانجازات للترجي على المستويين المحلي والخارجي . وأكد الجشي في ختام حديثه بأنه لا موعد محددا لاستلام المنشأة حتى الآن، لكن ما نملكه من أخبار أنها جاهزة للاستلام وقد تم الاتفاق مع شركة خاصة لتقوم بأعمال الصيانة فيها، وكل ما يتبقى لاستلامها رسميا بعض اللمسات البسيطة فقط. من جهة أخرى، دارت العديد من الأحاديث خلال الفترة الأخيرة حول الموقع التي أقيمت عليه المنشأة، حيث يرى البعض بأن الموقع الجديد لها إيجابي جدا، كونه سيستقطب فئة جديدة من اللاعبين في المناطق السكنية القريبة من المنشأة بالتنافس مع الأندية الواقعة في نفس النطاق السكاني كالهداية والابتسام، فيما لن يجد لاعبو النادي الحاليون خاصة في الفئات السنية أي صعوبة في الوصول للمنشأة في ظل توافر المواصلات من قبل النادي، فيما يرى البعض الآخر أن وقوعها بالقرب من مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز بالقطيف، سلب النادي واحدة من أهم مميزاته، وهي وقوعه في قلب القطيف، حيث يعتبر الوصول له سهلا جدا من كافة مناطق وقرى المحافظة.
مشاركة :