تشهد الكرة الأرضية السبت 29 ربيع الآخر 1443 الموافق 4 ديسمبر، كسوفًا كليًّا للشمس، سيكون مشاهَدًا عبر القارة القطبية الجنوبية- أنتاركتيكا؛ في حين سيشاهد جزئيًّا في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، ولن يكون مشاهدًا في السعودية أو الوطن العربي وهو الكسوف الثاني والأخير سنة 2021. وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن مراحل هذا الكسوف كافة ستستمر 4 ساعات و7 دقائق ما بين الساعة 8:30 صباحًا حتى الساعة 12:37 ظهرًا بتوقيت مكة (5:30- 9:37 صباحًا بتوقيت غرينتش)، ونظرًا لأن هذا الكسوف يحدث بعيدًا في القارة القطبية الجنوبية؛ فإن عددًا محدودًا جدًّا من الناس يشمل العاملين في محطات البحوث العلمية في أنتاركتيكا وعلى متن السفن القطبية أو الطائرات سيتمكنون من مشاهدته. وأضاف "أبو زاهرة": يحدث الكسوف عندما يعبر القمر بداية الشهر أمام الشمس.. وعلى الرغم أن الشمس أكبر بـ400 مرة من القمر؛ لكنها أيضًا تبعد حوالى 400 مرة؛ وبالتالي يغطيها تمامًا ويسقط ظله على سطح الأرض. وتابع: عادة ما يتحرك ظل القمر أثناء كسوف الشمس الكلي من الغرب إلى الشرق، ولكن بالنسبة لهذا الظل؛ فإنه سيتحرك في الاتجاه المعاكس لأنه يحدث بالقرب من القطب الجنوبي؛ حيث سينحني مسار الكسوف من محيط القارة القطبية الجنوبية إلى الجرف الجليدي. وأكد أبو زاهرة أنه خلال هذا الكسوف سيكون القُطر الظاهري للشمس 1.5٪ أكبر من المتوسط، وسيكون القمر في أقرب مسافة من الأرض (الحضيض)؛ مما سيجعل حجمة الظاهري كبيرًا جدًّا، ففي بداية ونهاية الخسوف، وعند الذروة العظمى سيكون بنسبة 5.6٪ عن المتوسط؛ لذلك سيغطي الشمس تمامًا؛ مما سيجعله كسوفًا كليًّا. وتابع: سيبدأ مسار ظل القمر في المحيط المتجمد الجنوبي على بعد حوالى 500 كيلومتر جنوب شرق جزر فوكلاند، وسيعبر القارة القطبية الجنوبية وينتهي فوق المحيط المتجمد الجنوبي وستمر الحافة الشرقية لمسار الكسوف على بُعد 360 كيلومترًا من جورجيا الجنوبية، وستكون جزر (أوركني) الجنوبية اليابسة الوحيدة في مسار الكسوف الكلي قبل الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية. وأضاف: ستبلغ مدة الكسوف الكلي من الساحل الشرقي لجزيرة (لوري) الواقعة في أقصى الشرق، دقيقة واحدة و8 ثوانٍ، وستكون الشمس على ارتفاع 8 درجات فوق الأفق. ويستمر المسار جنوبًا عبر بحر (ودل)؛ حيث ستحدث لحظة الذروة العظمى للكسوف عند الساعة 10:33 صباحًا بتوقيت مكة (07:33 صباحًا بتوقيت غرينتش) لمدة دقيقة واحدة و54 ثانية، وارتفاع الشمس 17 درجة، باتجاه الأفق الجنوبي الشرقي. وأوضح أبو زاهرة أنه أثناء ذلك سيصل القمر منزلة الاقتران عند الساعة 10:43 صباحًا بتوقيت مكة (7:33 صباحًا بتوقيت غرينتش) منتقلًا من شرق الشمس إلى غربها. وخلال ذلك سيمر مسار الكسوف عبر جرف (رون) الجليدي، وبسرعة عبر القارة القطبية الجنوبية ويصل إلى ساحل بحر (أموندسن) عند الساعة 11:08ص بتوقيت مكة (8:08ص بتوقيت غرينتش)، وستنخفض مدة الكسوف الكلي إلى 1 دقيقة و38 ثانية، وارتفاع الشمس 7 درجات فوق الأفق، والآن بالتوجه شمالًا ينتهي مسار الظل بعد ثلاث دقائق؛ حيث يغادر الظل الأرض فوق المحيط المتجمد الجنوبي، إضافة لذلك سيشاهد الكسوف في شكله الجزئي في جنوب إفريقيا والزاوية الجنوبية الشرقية لأستراليا وجزيرة تسمانيا بنِسَب متفاوتة في المناطق التي ستقع ضمن شبة ظل القمر، وتشمل سانت هيلينا في المحيط الهادي بنسبة (52%)، وناميبيا (5%)، وجنوب إفريقيا (11%)، وجورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية في المحيط الأطلسي (97%)، وجزر فوكلاند جنوب المحيط الأطلسي (28%)، والأرجنتين (20%)، وتشيلي (13%)، ونيوزيلندا (46%)، وأستراليا (43%). وأضاف: بشكل عام سوف سينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 12:37 ظهرًا بتوقيت مكة (09:37 صباحًا بتوقيت غرينتش)، وتنتهي كامل مراحل الكسوف، وخلاله سيشاهد الراصدون للسماء ضمن مسار ظل القمر العديد من الظواهر الفريدة، مثل ظاهرة "خاتم الألماس"؛ حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء، وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر. وأكد أنه نظرًا لأن سطح القمر ليس أملس تمامًا يمكن رؤية تأثير يسمى "خرزات بيلي" مباشرة قبل حدوث الكسوف الكلي بلحظات، وهو بسبب ضوء الشمس المندفع بين الجبال والأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر، وهذه الخرزات من الضوء تتلألأ حول حافة القمر. وأخيرًا عند كسوف الشمس الكلي يمكن رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف باسم "الهالة "، عندها سوف تتكيف عين الراصد مع مستوى الضوء المنخفض الجديد، ومع تكيف العين فإن الهالة الشمسية تصبح مرئية، هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة ومشحون كهربائيا -البلازما- وتمتد ملايين الكيلومترات إلى الخارج نحو الفضاء. وأوضح أبو زاهرة، أن كسوف الشمس الكلي يعتبر توقيتًا مثاليًّا للقيام بعدة دراسات؛ منها دراسة الهالة الشمسية كمصدر للتوهجات والجسيمات المشحونة التي تتدفق من الشمس؛ فالمعلومات قليلة عنها بسبب صعوبة رصدها في الأحوال العادية؛ ولكن كسوف الشمس الكلي يمنح فرصة لمراقبتها. جدير بالذكر أن كسوف الشمس الكلي سيتكرر في القارة القطبية الجنوبية مرة أخرى في 15 ديسمبر 2039.
مشاركة :