من أنجح أفلام الأكشن الهندية في الألفية الجديدة، ثلاثية دووم، نجحت بأجزائها الثلاثة في بوليود، وتخطى نجاحها القارة الآسيوية، ليصل تقريبا لكل العالم، خاصة الجزء الثالث، الذي وصل للبوكس أوفيس الأميركي وصالات العرض الأميركية،ونافس خلال عرضه أكبر الأفلام المحلية وتصدر قائمة العشرة أفلام الأولى لبعض الأسابيع. الجزء الأول منه كان سنة 2004، من إخراج سانجاي غادهي والإنتاج للسينمائي الهندي المعروف أديتيا شوبرا، الذي كتب قصة الفيلم رفقة السينمائي فيجاي كريشنا اشاريا وكانت البطولة فيه لأبهيشك باتشان في دور الشرطي المحقق، وعدي شوبرا أخ المنتج، في دور مساعد المحقق، وهما الشخصيتان الحاضرتان في كل أجزاء الثلاثية الشهيرة. شارك في بطولة الجزء الأول: جون ابراهام في دور المجرم، وإيشا ديول في دور المجرمة التي يغيرها الحب، وهي شخصية تتكرر في الجزء الثاني تقريبا لكن مع ممثلة أخرى (أيشواريا راي) تلعب الدور بإسم آخر وشخصية مختلفة، لكن يغيرها الحب هي أيضا. من الأبطال المساعدين، الممثلة ريمي سن، التي لم يكن دورها محركا للأحداث أوذوتأثير، لكن ظهورها المتحرر في استعراض وأغنية سكيدوم، كان مميزا ولافتا، حيث كانت بوليود في تلك الفترة تدخل تجارب جديدة مع التعري غير المعتاد، وسلسلة أفلام أخرى سارت في طريق الإغراء، سواء من حيث المضمون كلية، أوعلى الأقل خلال تصوير الاستعراضات، وهي الفترة التي أصبح فيها مسموحا بالقبلة الفرنسية في بوليود، ومشاهد الفراش الساخنة، وظهور البيكيني بكثرة في الأفلام، حتى دون ضرورة درامية لذلك. اختيار جون ابراهام في دور المجرم في الجزء الأول كان موفقا، وكانت مشاهد الأكشن في الفيلم جيدة واحترافية، وهو ما يميز كل أجزاء الفيلم. كما أن الأغاني عنصر مهم جدا في نجاح هذا الفيلم والترويج له، مثل الكثير من الأفلام الهندية، وهو تقليد معروف جدا في بوليود، حيث يتم نشر الأغاني صوتيا في الشرائط والأقراص واليوتيوب والسوشيل ميديا، قبل صدور الفيلم، كسياسة ترويجية للفيلم، تزيد من حماس الجمهور للذهاب لدور العرض ومتابعة الفيلم. أغاني الجزء الأول مميزة جدا، تماما مثل أغاني كل أجزاء الثلاثية، تم اختيارها بعناية، وتم تصميم الاستعراضات بطريقة مبهرة وتصويرها بطريقة احترافية، وهو الأمر الذي أصبحت تبرع فيه بوليود كثيرا، وأصبحت بمثابة المدرسة في هذا المجال، التي يتعلم منها بقية السينمائيين في العالم، طريقة تصوير الاستعراضات بكل أنواعها، التقليدية والعصرية، في البلاتوهات الضخمة الواسعة أو في الشوراع الضيقة. الجزء الثاني تم إنتاجه سنة 2006، عامين بعد الأول، وكان ناجحا مثل الأول، تم فيه الحفاظ على دور المحقق ومساعده لنفس البطلين، مع إضافة هيريتيك روشن وأيشواريا في دور المجرمين، وبيباشا باسوفي دور مساعد ومزدوج، حيث تلعب في الأول دور شرطية يتم قتلها، وبعد ذلك تظهر في دور أختها التوأم. وطبعا، لما تكون بيباشا حاضرة في أي فيلم، تتم الاستفادة من صورتها كنجمة إغراء معروفة في الهند، مع أن أيشواريا في هذا الفيلم ظهرت في مشاهد أقرب للأفلام اللاتينية منها للأفلام الهندية، خاصة وأن كثير من المشاهد الخارجية للفيلم تم تصويرها في البرازيل. استعراضات الفيلم كانت أقوى من استعراضات الجزء الأول، بحكم وجود هيريتيك روشان، المصنف مع أحسن الراقصين في العالم، كما أن أيشواريا راي تم تدريبها جيدا على الرقص العصري واللاتيني في هذا الفيلم، وقامت بإنقاص وزنها كثيرا ليناسب شخصيتها في الفيلم، التي تتطلب لياقة بدنية عالية في التحرك والأكشن والهروب وكل ما يتطلبه الدور. مخرج الجزء الثاني هو نفسه مخرج الأول، وكذلك المنتج، الذي كتب القصة مع نفس الكاتب السابق. أما في الجزء الثالث، فقد تغير المخرج، حيث لم يكتفي فيجاي كريشنا اشاريا بالمشاركة في كتابة القصة مع المنتج فقط، بل هو من أخرج الجزء الثالث، ليضع لمسته المميزة ويصل به لكل دول العالم. تم فيه طبعا الحفاظ على دور المحقق ومساعده، لأبهيشيك باتشان وعدي شوبرا، مع ممثلة مساعدة أسترالية هي تابرات بيتهيل. ولعب دور المجرم في هذا الجزء أحد أكبر خانات بوليود، وأكثرها تميزا، عامر خان، بدور مزدوج، دور توأم، أحدهما ذكي وماكر، والآخر طيب وعنده ما يشبه التأخر الذهني. وأبدع عامر في تمثيل الدورين وكان مقنعا في الانتقال من شخصية لأخرى، إلى جانب الممثلة كاترينا كييف التي تم تدريبها جيدا هي أيضا على الرقص الغربي والعمل على تحسين لياقتها البدنية جيدا، لأنه بالفيلم استعراضات تشبه حركات السيرك والجمباز، وتم أحيانا اللجوء لاستعمال الخدع السينمائية في بعض الحركات والاستعراضات نظرا لصعوبتها، ومع ذلك كانت كاترينا ممتازة جدا في رقصها، وكأنها أخذت الشعلة من كاريسما كابور المصنفة سابقا كأحسن ممثلة هندية تتقن الرقص الغربي. حاليا، الريادة في هذا المجال، هي للممثلة شرادها كابور، والراقصة المغربية نورة فتحي. بالجزء الثالث ضيف شرف، هو الممثل المخضرم جاكي شروف، الذي يلعب دورا مؤثرا جدا في الأحداث رغم مساحته الصغيرة. تبقى ثلاثية دووم ليومنا هذا، أنجح أكشن هندي تمت صناعته بطريقة احترافية، بعيدا عن الصورة النمطية للأكشن الهندي التي بقيت عالقة في ذهن الكثير من المتابعين للسينما، لكنه أكشن مطعم بالكثير من التوابل الهندية (الرومانسية، الأغاني والاستعراضات). يذكر ان جزءا رابعا من السلسلة في الطريق الى القاعات.
مشاركة :