كانت أوروبا والولايات المتحدة بحاجة إلى بعبع مخيف في هذه المرحلة لتبرير إجراءاتها وقيودها لكبح الموجة الجديدة من جائحة كورونا، حيث شهدت أوروبا وأمريكا موجة عدوى تفوقت أحيانا على المراحل السابقة، ومع فرضها قيودا وفرض التطعيم الإجباري ومنع الموظفين غير الملقحين من ارتياد أعمالهم وعامة الناس غير الملقحين من السفر وارتياد المقاهي والمطاعم وخروج مظاهرات اتسمت بالعنف في كثير المدن ضد اللقاح جاء الفرج من بوتسوانا في جنوب إفريقيا مع بدء ظهور متحور أوميكرون الملعون . وللصدفة تزامن ظهور أوميكرون مع الذكرى الثانية لظهور جده كورونا في ووهان في الصين في ديسمبر 2019. فالحكومات الغربية وغيرها فور سماع نبأ ولادة الفيروس الجديد أعلنت الطوارئ وضخمت مخاطر الفيروس الجديد ووجدت سببا مرعبا لتبرير قيودها في الحركة والتنقل والاستمرار في إقناع الرافضين للقاح بأنهم إذا لم يأخذوه سيصيبهم الغول أوميكرون ويقضي عليهم برمشة من عينه إن كانت له عين. وفور ذلك خسرت البورصات العالمية مئات المليارات ومنها بريطانيا التي فقدت أسهمها 97 مليار دولار في يوم واحد. ناهيك عن أن الاقتصاد العالمي خسر الفي مليار دولار في السنوات السابقة بسبب كورونا ومتحوراته المستمرة. وفور الإعلان عن الكشف الجديد للفيروس الفريد أعلن ناطقون باسم شركات إنتاج اللقاح والدواء المباح للأثرياء وغير المتاح للفقراء أن لقاحهم قادر على مقاومة اوميكرون بضربة واحدة وأن شركة اخرى أعلنت أن اللقاح المضاد للفيروس البوتسواني سيكون جاهزا خلال أسابيع . وقد تجاهل هؤلاء أن بعض المصابين بأوميكرون تلقى بعضهم ثلاث جرعات من اللقاح كما حدث مع بعض الاسرائيليين فيما أعلن علماء أنهم يحتاجون لإجراء فحوص مخبرية على الفيروس الجديد .فكيف سارعت شركات اللقاح إلى الإعلان عن لقاحات قريبة له قبل دراسته ومعرفة عاداته وتقاليده وحسبه ونسبه وأن كان بدينا ام نحيفا يدخن السيجار أو النارجيلة او يتعاطى المنكر الخ من المعلومات القيمة! المشهد المتخيل كان كالتالي: مدير شركة لقاحات فور سماعه النبأ السار عن الفيروس اتصل بمدير العلاقات العامة لديه وطلب منه الاستعداد للإعلان عن لقاح أوميكرون المجنون. واتصل بمدير الإنتاج وطلب من إعداد عبوات جديدة للحقن وعليها اسم كوفيد أوميكرون 21 ، وإنتاج بضعة ملايين مسبقا . وستعمل الشركات الأخرى الأمر نفسه فهي كدست اكثر من 150 مليار دولار خلال السنتين الماضيتين وتستعد لمثلها لاحقا. النتيجة أن الاقتصاد العالمي يترنح فالشركات العملاقة خاصة التكنولوجية تضاعفت أرباحها عشرات المرات وشركات الأدوية أيضا بينما استحوذت شركات كبرى على مصانع وشركات متعثرة وازداد ثراء الأثرياء وبؤس الفقراء. وانخفضت الأسهم واشترى الكبار اسهما بمبالغ زهيدة لإعادة بيعها بعد انتهاء فقاعة اوميكرون بالشفاء الوهمي من اللقاحات نفسها . وهكذا فالفيروس نفسه واللقاحات نفسها. فالمسألة باتت بزنس إز بزنس أو فيروس .ودقي يا مزيكا.
مشاركة :