فيما يقود حزب الله اللبناني الإرهابي مخططا لتأجيل الانتخابات في لبنان، حذر زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من إصابة لبنان بـ(الموت البطيء) نتيجة المخطط الذي يتبعه الحزب، وأكد أن اتباع حسن نصر الله يعملون على تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 2022.وأشار في مقابلة مع وكالة (رويترز) الإنجليزية، إلى أن نجاح مخطط تأجيل الانتخابات يقود لبنان إلى مزيد من «الموت البطيء»، لافتا إلى أن حزب الله وحلفاءه يخشون من خسارة تلوح في الأفق وتبدو مؤكدة، وقال «إن حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون سيعملان على تأجيل الانتخابات أو تعطيلها؛ لأنهم شبه متأكدين أنهم سيخسرون الأكثرية النيابية التي بحوزتهم». وأضاف من مقر إقامته في بلدة معراب الواقعة بالجبال المطلة على بلدة جونيه الساحلية «الوضع الحالي كما تسير الأمور.. مؤسسات الدولة وبالتالي الدولة إلى تحلل يوما بعد يوم».حزب القوات اللبنانية: منظومة عسكرية أسسها بشير الجميل عام 1976. تعد الذراع العسكري للجبهة اللبنانية. حول اتفاق الطائف المنظومة إلى حزب سياسي. تسلم سمير جعجع رئاسة الحزب من عام 1994. يعد ثاني أكبر حزب مسيحي في البرلمان. يرفض المشاركة في مجلس الوزراء منذ انتفاضة ضد النخبة الطائفية في 2019. يعتبر أكبر الأحزاب المعارضة لتمدد ونفوذ حزب الله.تحلل الدولةومضى قائلا «الاستمرار بالوضعية الحالية سيؤدي إلى تحلل الدولة، وهذا هو الموت الذي من الممكن أن نصل إليه.. من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جدا وهي عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أي وقت آخر».وقال «إنه دون انتخابات في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفائه بالأغلبية «سترى المزيد من الشيء نفسه»، في إشارة إلى الانهيار المالي في لبنان الذي تقول الأمم المتحدة «إن الأزمة جعلت 80 بالمئة من شعبه في حالة فقر».وأضاف «إذا في عندنا أي أمل بإعادة الأحداث إلى الوراء، بمعنى أن تتخذ الأحداث في لبنان منحى مختلفا عما هي عليه في الوقت الحاضر وأن نبدأ بعلمية إنقاذ جديدة، فهي بهذه الانتخابات بالذات، وبالتالي من غير المقبول مهما كان السبب أن تتأجل أو تتعطل هذه الانتخابات».وتابع «أهم شيء الآن الانتخابات النيابية لنخرج بأكثرية نيابية مختلفة، ماذا وإلا إذا اللبنانيون لم يتحملوا مسؤوليتهم ورجعنا على الأكثرية النيابية ذاتها، (..) سيستمر الوضع على ما هو عليه. من بعد الانتخابات النيابية لكل حادث حديث».شلل سياسيوحذر جعجع مرارا من هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة، وأكد أن الدولة بسبب الحزب الشيطاني باتت منحازة تماما للمحور الفارسي، ووصف جعجع الأزمة بين لبنان ودول الخليج بأنها «استراتيجية»، معتبرا أن «الدولة اللبنانية بفعل تحكم حزب الله على مفاصلها، باتت منحازة تماما للمحور الفارسي، مما يتطلب من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التدخل لتغيير المسار بكامله»، وفق ما نقلت عنه صحيفة النهار الثلاثاء.وتعيش لبنان في شلل سياسي على مدى 13 شهرا، وبعد أن تشكلت حكومة برئاسة نجيب ميقاتي لم تجتمع منذ ما يقرب من 50 يوما وسط سعي حزب الله وحلفائه لإقالة المحقق العدلي الذي يحقق في الانفجار الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.وتبددت آمال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في حشد المساعدات الإقليمية والدولية بسبب أسوأ أزمة دبلوماسية منذ سنوات بين لبنان والسعودية التي سحبت سفيرها وطردت المبعوث اللبناني وحظرت الواردات من لبنان على خلفية تصريحات لوزير الإعلام لبناني.واتخذت الكويت والبحرين خطوات مماثلة بينما سحبت الإمارات العربية المتحدة جميع دبلوماسييها من بيروت.مواجهة مسلحةوأضاف أنه في حال إجراء الانتخابات فإن حزبه سيكون أول من يربح بينما سيخسر التيار الوطني الحر، حليف حزب الله.وقال «إن الانتخابات بالدرجة الأولى ستكون لصالح القوات اللبنانية وبالدرجة الثانية ستكون لصالح مستقلين عندهم نفس السياسة. وبالتالي على الجهتين نحن رابحون»، مضيفا أن الانتخابات «ستكون لصالح من لديه مشروع سياسي آخر».ولم يستبعد جعجع تحالفات مماثلة لانتخابات 2018 التي خاضها مع تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الدرزي وليد جنبلاط.وقال جعجع «إن حزب القوات اللبنانية لا يسعى إلى مواجهة مسلحة مع حزب الله ولا يخشى اندلاع عنف طائفي، نظرا لدور الجيش اللبناني في الحفاظ على السلم الأهلي.وكان المانحون الغربيون الذين يعتمد عليهم لبنان في وقف انهياره المالي قد تحدثوا عن ضرورة إجراء الانتخابات. وقال السياسيون من كافة الأطياف، بما في ذلك حزب الله، مرارا إنه ينبغي إجراء الانتخابات وإلا تلقت البلاد ضربة جديدة.مؤامرة نصر اللهويخطط حسن نصر الله وجماعة حزب الله اللبنانية إلى تأجيل الانتخابات كمؤامرة جديدة، في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد وخاصة مع تراجع ثقة الطيف المسيحي في حزب التيار الوطني الحر حليف الجماعة، ويبدو أن إصرار سمير جعجع على إجراء الانتخابات في موعدها يشير إلى ثقته في إمكانية هزيمة خصمه التقليدي واستقطاب جزء كبير من خزانه الانتخابي مع تصاعد غضب المسيحيين من أداء الحزب ومؤسسه الرئيس ميشال عون.وتشير المصادر أن حزب الله أجرى تقييما للأوضاع السياسية في البلاد وتيقن من أن حليفه المسيحي يعاني من تراجع من حيث نسب الثقة وبالتالي لن يكون قادرا على تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة على غرار الانتخابات الماضية.ووفق نفس التقييم فان الشباب المسيحي لم يعد له ثقة كبيرة في التيار الوطني الحر وأنهم ربما يختارون مقاطعة الانتخابات أو القيام بتصويت عقابي لصالح القوات اللبنانية خاصة وأن التيار الوطني لم يعد قادرا على تقديم الدعم السخي الذي كان يقدمه في مناسبات سابقة.غضب الشارعويعاني حزب ميشيل عون من تداعيات العقوبات المفروضة عليه وعلى داعميه الرئيسيين مثل حزب الله وإيران مع خسارة التمويل الذي كانت تقدمه دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.ويرى حزب الله الإرهابي أن الظروف الاقتصادية السيئة للغاية وتصاعد شعبية المناوئين للنفوذ الإيراني والغضب من الطبقة السياسية الحالية التي حملت مسؤولية الأزمة ستدفع اللبنانيين إلى تعديل بوصلتهم وانتخاب خصوم الحزب بغاية تجاوز الأزمة وإعادة الدعم الخليجي الذي توقف.وأسهم التيار الوطني الحر في فتح المجال أمام حزب الله للسيطرة على الوضع السيادي ومقاليد الدولة وجرها تماما إلى المحور الإيراني وهو أمر لم يعد يستسيغه اللبنانيون الذين باتوا في عزلة إقليمية ودولية ويريدون تغييره عبر الانتخابات.انهيار ماليمن جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب أن لبنان ينهار بسبب غياب الإصلاحات المالية، والاقتصادية والنقدية، متمنيا أن تجتاز بلاده هذا الوضع الصعب ويعود لبنان كما في السابق لا يعتمد على المساعدات.ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية أمس عن بو حبيب قوله، خلال مشاركته في النسخة السابعة لمؤتمر «حوارات المتوسط» الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما في الفترة من الثاني إلى الرابع من الشهر الجاري «إن الخطوات ما زالت بطيئة نحو هذا الهدف وعلينا الإسراع لأن كل يوم يمر دون القيام بالإصلاحات يزداد الوضع سوءا، صندوق النقد الدولي يتعاون معنا ليساعدنا، لذا علينا الإسراع».وأشاد بإعلان القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفل) تقديم مساعدات للجيش اللبناني تشمل الغذاء والوقود، قائلا «الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبلاد ... لذلك أتقدم بالشكر لليونيفل ولما تقوم به هي ودول أخرى لمساعدة الجيش».
مشاركة :