قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن الإشارات القادمة من المباحثات النووية في فيينا، «لا تبعث على التفاؤل»، في إشارة إلى استمرار العقبات أمام إحياء الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران سنة 2015، ثم انسحبت منه واشنطن. وأضاف بلينكن، في تصريح للصحافيين خلال زيارته السويد، أنه «سيتضح في المستقبل القريب جدا، ما إذا كانت إيران تنوي الدخول في مباحثات الملف النووي بنوايا حسنة»، من أجل العودة إلى الاتفاق. ووجه بلينكن انتقادات لإيران، قائلا: «لن نقبل أن تواصل إيران برنامجها النووي، بينما تجري مباحثات في فيينا». في غضون ذلك، شكّل الملف النووي الإيراني محور المحادثة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع وزير الخارجية الأمريكي، في استوكهولم. وزار بلينكن العاصمة السويدية للمشاركة في اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولي عدد من الدول. وقال بينيت إن إيران تقدم على «ابتزاز نووي» باعتباره أحد تكتيكات إجراء المفاوضات، لافتا إلى أن الرد المناسب على ذلك ينبغي أن يكون وقف المفاوضات فورا، واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال المحادثات، أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة بوردو تحت الأرض، وقال إن إيران تنفذ «ابتزازا نوويا» كتكتيك مفاوضات، وأنه يجب الرد بوقف فوري للمفاوضات واتخاذ إجراءات قاسية ضدها من جانب القوى العظمى. من جهته، لوح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس باحتمالية شن عملية عسكرية ضد إيران إذا واصلت نهجها الحالي، على حد تعبيره. وقال غانتس في تصريحات صحافية إن الولايات المتحدة ستفي بوعدها ومسؤوليتها لضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي. وبعد أيام من محادثات إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، أن إيران تحرز تقدما على مسار تخصيب اليورانيوم. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو النووية التي تم تشييدها داخل جبل، ما يقوض بدرجة أكبر الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018. ويبدو أن الإعلان يقوّض المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن عودتهما الكاملة للامتثال للاتفاق المتعثر، والتي استؤنفت هذا الأسبوع بعد انقطاع دام 5 أشهر بسبب انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي. ويخشى المفاوضون الغربيون أن تخلق إيران حقائق على الأرض لزيادة أوراق الضغط التي تملكها في أثناء المحادثات. في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أمس الخميس، أن طهران قدمت للقوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مسودتين بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية. وقالت الوكالة الإيرانية للأنباء إن «كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري أعلن في محادثات فيينا أن إيران قدمت مقترحاتها بشأن مسألتي رفع العقوبات الجائرة والقضايا النووية»، ولم تذكر تفاصيل أخرى. وقال علي باقري للصحافيين في فيينا: «قدمنا لهم مسودتي مقترحين. يحتاجون بالطبع لفحص النصوص التي قدمناها لهم. إذا كانوا مستعدين لاستكمال المحادثات، نحن في فيينا لاستكمالها». وأكد دبلوماسي أوروبي تسليم المسودتين. في سياق متصل، يستعد مجلس الشيوخ الأمريكي بالتنسيق مع المعارضين الإيرانيين، لمواجهة مساعي طهران لإسكات منتقديها في الخارج. وأعلنت الناشطة المدنية والصحفية الإيرانية المعارضة في واشنطن، مسيح علي نجاد، خطة اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين لمواجهة جهود السلطات الإيرانية لإسكات خصومها من خلال الإرهاب والاضطهاد في الخارج. وكتبت مسيح علي نجاد على «تويتر»: «من المقرر أن يقدم عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري باتريك تومي والديمقراطي بن كاردان تفاصيل الخطة في مؤتمر مشترك مع السيدة علي نجاد اليوم الخميس». والغرض من هذه الخطة هو إجبار إيران لتحمل المسؤولية عن الإجراءات التي تتخذها لإسكات خصومها في الخارج، وفرض عقوبات على النظام.
مشاركة :