تشارك مملكة البحرين دولة الإمارات العربية المتحدة احتفالاتها بعيد الاتحاد الخمسين، في ظل ما يربط بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين من علاقات أخوية متينة أرساها الآباء والأجداد وتجذرت عبر السنوات، وتجسيدًا لحجم المحبة والتقدير الذي يكنه شعب البحرين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديرًا لما حققته الإمارات من إنجازات رائدة ونجاحات متميزة ومكانة عالمية رفيعة تبعث على الفخر والاعتزاز. وتُعد العلاقات البحرينية الإماراتية نموذجًا فريدًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول والأشقاء، فهي ترتكز على مقومات تاريخية وطيدة ووشائج اجتماعية قوية، وهو الأمر الذي كان له عظيم الأثر في تطور هذه العلاقات وتعدد مظاهرها لتصل إلى مستويات متقدمة من التلاحم والتكامل والتفاهم تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ويأتي على رأس أبرز العوامل التي أسهمت في تميز العلاقات بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية الشقيقة، ما يجمع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، من علاقات المحبة مع أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وإخوانه قادة دولة الإمارات، ما جعل العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين تأخذ آفاقًا أوسع تحقق المصالح المشتركة وتلبي تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين. وتشهد العلاقات البحرينية الإماراتية مرحلة متميزة من التقارب والتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والإعلامي والثقافي، تعززت برؤية قيادة البلدين الشقيقين والزيارات المتبادلة، كان أبرزها مؤخرًا زيارة جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، إلى أبوظبي في أكتوبر 2021، وزيارتي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، إلى دولة الإمارات في نوفمبر الماضي، وخروجهما بنتائج إيجابية، أثمرت عن توقيع 16 اتفاقية وافتتاح مقر القنصلية العامة للمملكة في دبي، إلى جانب حضور سموه احتفال العيد الوطني بجناح مملكة البحرين في إكسبو دبي. وتتميز مسيرة العلاقات البحرينية الإماراتية بتنوع أطرها واتجاهاتها، لتشمل مجالات التربية والتعليم العالي، العمل وتنمية الموارد البشرية، الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الصحة، الطاقة، النقل والمواصلات والخدمات اللوجستية، التجارة، الاستثمار، أسواق الأوراق المالية، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والتعاون البيئي بشأن تغير المناخ، وغيرها، إضافة إلى الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والإعلامية والاجتماعية، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال الاتفاقيات الموقعة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ويمثل التعاون الاقتصادي واتفاقيات التفاهم والتعاون التي تربط بين البلدين ملمحًا مهمًا في مسيرة العلاقات المزدهرة بينهما، كما جاء إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين في أبريل 2000 وانعقاده برئاسة وزيري الخارجية في البلدين ليؤكد مدى الحرص المشترك على الانتقال بالعلاقات الثنائية وتطويرها وفق رؤية شاملة للتكامل، والرغبة الأكيدة في وضع لبنات مؤسسية للتعاون البناء والايجابي بين البلدين. وتولي مملكة البحرين أيضًا اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون والتنسيق الأمني والدفاعي مع دولة الإمارات على المستوى، الثنائي وفي الإطار الخليجي والعربي، بما يسهم في ترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي ويدعم الجهود المشتركة في مكافحة التطرف والإرهاب والجرائم الدولية المنظمة، انطلاقًا من حرص مملكة البحرين على دعم كل جهد يسهم في حماية أمن الدول الشقيقة وصون استقرارها وتأمين سلامتها، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية مستقرة تعزز من رفاه مواطنيها. كما أن هناك آفاقًا واعدة للتعاون الاستثماري وتبادل الخبرات الفنية والتقنية والمعلومات في العديد من القطاعات، ومنها استكشاف الفضاء وعلوم المستقبل بالتنسيق بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، وفي مجالات الطاقة المتجددة والأمن السيبراني والاتصالات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تدعيم الإنجازات الاقتصادية المحققة في إطار مجلس التعاون الخليجي.
مشاركة :