حكم قضائي يعيد سيف الإسلام إلى قائمة مـرشـحـي الانـتـخـابـات الـرئاسية في ليبيا

  • 12/3/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أفادت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬ليبية‭ ‬أنّ‭ ‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬البلاد‭ ‬قضت‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬بإعادة‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي،‭ ‬نجل‭ ‬العقيد‭ ‬الليبي‭ ‬الراحل‭ ‬الديكتاتور‭ ‬معمّر‭ ‬القذافي،‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬مرشّحي‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقررة‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬بعدما‭ ‬قبلت‭ ‬طعناً‭ ‬قدّمه‭ ‬بقرار‭ ‬إقصائه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭. ‬ ونقلت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬محلية‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة‭ ‬قولها‭ ‬إنّ‭ ‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬سبها‭ ‬قضت‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬الذي‭ ‬قدّمه‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬وإعادته‭ ‬إلى‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬استبعدته‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬المرّشحين‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لمخالفته‭ ‬شروط‭ ‬الترشّح‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬الانتخابات‭.‬ وتناقلت‭ ‬حسابات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مشاهد‭ ‬لاحتفالات‭ ‬نظّمها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مؤيدي‭ ‬وأنصار‭ ‬سيف‭ ‬الاسلام‭ ‬أمام‭ ‬مبنى‭ ‬المحكمة،‭ ‬معبّرين‭ ‬عن‭ ‬فرحتهم‭ ‬بعودته‭ ‬الى‭ ‬قائمة‭ ‬مرشّحي‭ ‬الانتخابات‭. ‬ وقبل‭ ‬تقديم‭ ‬أوراق‭ ‬ترشّحه‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ظلّ‭ ‬ظهور‭ ‬ومكان‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬غامضاً،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أحاط‭ ‬تحركاته‭ ‬بالسرية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وذلك‭ ‬خوفاً‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬من‭ ‬التعرّض‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬سيّما‭ ‬أنّه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أركان‭ ‬نظام‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬انقلب‭ ‬عليه‭ ‬الليبيون‭. ‬ واستبعاد‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬لمخالفته‭ ‬شروط‭ ‬الترشح،‭ ‬وفقا‭ ‬للمادة‭ (‬10‭) ‬في‭ ‬بندها‭ (‬7‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬ينصّ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬المرشح‭ ‬قد‭ ‬صدرت‭ ‬بحقه‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬نهائية‭ ‬في‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جريمة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مخالفته‭ ‬المادة‭ ‬17‭ ‬في‭ ‬بندها‭ ‬الخامس،‭ ‬الذي‭ ‬يشترط‭ ‬على‭ ‬المرشح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬شهادة‭ ‬خلوّ‭ ‬من‭ ‬السوابق‮»‬‭.‬ وكانت‭ ‬مجموعة‭ ‬مسلّحة‭ ‬ألقت‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2011‭ ‬ونقلته‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الزنتان‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقُدّم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬الليبي‭. ‬وصدر‭ ‬في‭ ‬حقه‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬حكم‭ ‬بـ«الإعدام‮»‬،‭ ‬رمياً‭ ‬بالرصاص،‭ ‬بعد‭ ‬إدانته‭ ‬بتهم‭ ‬الضلوع‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬لقمع‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬والده‭ ‬العقيد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭.‬ لكنّ‭ ‬الحكم‭ ‬لم‭ ‬ينفّذ‭. ‬وفي‭ ‬2017،‭ ‬أعلنت‭ ‬المجموعة‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬محتجزاً‭ ‬لديها‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬وفقاً‭ ‬لقانون‭ ‬‮«‬العفو‭ ‬العام‮»‬‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬البرلمان‭ ‬الليبي‭. ‬لكنّ‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬لم‭ ‬يخضع‭ ‬لإجراءات‭ ‬قضائية‭ ‬حدّدها‭ ‬قانون‭ ‬العفو‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أو‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ (‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭) ‬أيّ‭ ‬قرار‭ ‬رسمي‭ ‬ترفع‭ ‬بموجبه‭ ‬عن‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬بحقّه‭.‬ وتقدّم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التي‭ ‬سيختار‭ ‬الناخبون‭ ‬خلالها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخهم‭ ‬رئيساً‭ ‬عبر‭ ‬الاقتراع‭ ‬المباشر‭. ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬المشير‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الدبيبة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المؤقتة‭ ‬وعقيلة‭ ‬صالح‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭. ‬ وكان‭ ‬حوار‭ ‬سياسي‭ ‬بين‭ ‬الأفرقاء‭ ‬الليبيين،‭ ‬برعاية‭ ‬أممية‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬سلطة‭ ‬سياسية‭ ‬تنفيذية‭ ‬موحدة‭ ‬مهمتها‭ ‬التحضير‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬ويناير‭.‬

مشاركة :