3 ديسمبر 2021 / شبكة الصين / الشعب الذي يكد ويكدح، يستحق أن يتمتع بحياة سعيدة. مجتمع الحياة الرغيدة هو حلم ومرام الأمة الصينية منذ آلاف السنين. إن بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، أي "شياوكانغ" باللغة الصينية، هو خطة الصين لتحسين رفاهية الشعب وتحقيق الرخاء المشترك. في الثامن عشر من شهر سبتمبر عام 2021، أصدر مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض بعنوان ((مجتمع الحياة الرغيدة في الصين))، مشيرا إلى أنه على مدار مائة عام، قاد الحزب الشيوعي الصيني كفاح أجيال من الشعب الصيني، فتطورت الصين من "عائلة رغيدة" إلى "مجتمع حياة رغيدة"، وتطورت عملية بناء مجتمع الحياة الرغيدة من "البناء العام" إلى "إنجاز البناء على نحو شامل"، حتى بات مجتمع الحياة الرغيدة حقيقة واقعة. مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هو مجتمع ذو تنمية شاملة أشار وو جيون، الأستاذ المساعد ونائب رئيس قسم علم الاجتماع في معهد الإدارة ببكين، إلى أن مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يركز على تغطية جميع النواحي في المجتمع الصيني، مما يعني أن مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يسعى إلى تحقيق التقدم الشامل في البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي، وإلى جعل جميع الصينيين يستفيدون منه، وإلى التنمية الشاملة المشتركة في المناطق الحضرية والريفية. يعكس مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل التنمية المتوازنة والمنسقة والمستدامة، ويتطلّب تنمية منسقة بين الحضارات المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية، ويلبي الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة والمتعددة للشعب الصيني ويعزز التنمية البشرية الشاملة باستمرار، ويسعى إلى تحقيق ازدهار الوطن ونهضة الأمة الصينية والحياة السعيدة للشعب. التنمية الاقتصادية هي أساس تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، يشهد الاقتصاد الصيني تنمية جيدة متواصلة، فتعاظمت القوة الاقتصادية الصينية بشكل كبير. زاد الناتج المحلي الإجمالي للصين من 91ر67 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 4ر6 يوانات حاليا) في عام 1952 إلى 6ر101 تريليونات يوان في عام 2020، ويمثل حجم الاقتصاد الصيني اليوم أكثر من 17% من الاقتصاد العالمي، مما يجعل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وارتفع متوسط نصيب الفرد في الصين من الناتج المحلي الإجمالي من عشرات الدولارات الأمريكية في عام 1952 إلى أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي في عام 2020، فحققت الصين قفزة تاريخية بالانتقال من البلدان المنخفضة الدخل إلى البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى. بالإضافة إلى ذلك، يتجلى مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في قفزة التنمية التكنولوجية وازدهار التنمية الثقافية وتحسن معيشة الشعب ورفاهتهم والتغيرات التاريخية في البيئة الإيكولوجية وتعزيز الإنصاف والعدالة باستمرار، إلخ. اليوم، تحسنت مستويات معيشة الشعب الصيني بشكل ملحوظ، ويشهد دخل السكان زيادة مستمرة، حيث زاد الدخل السنوي القابل للإنفاق للفرد من 171 يوانا في عام 1978 إلى 32189 يوانا في عام 2020. كما انخفض معامل إنجل لسكان الحضر والريف من 5ر57% و7ر67% في عام 1978 إلى 2ر29% و7ر32% في عام 2020 كل على حدة، مما يدل على تحسن جودة حياة السكان في الريف والحضر باستمرار. أشار جيانغ يوي، وهو باحث بمكتب أبحاث الاقتصاد الكلي في مركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني، إلى أن مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل لا يتجسد في جميع المجالات ومعيشة كل أفراد الشعب فحسب، وإنما أيضا يتجسد في منهجية تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، أي المنهجية الشاملة. يرى جيانغ يوي أن الصين تجيد مراعاة المصالح العامة وتعديلها، ولديها أيضا آلية تنسيق شاملة بين مختلف المجالات. خاصة بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، استهدفت الصين أوجه القصور في تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة، وقامت بتحسين الخطة العامة، وركزت على حشد جميع قوى الحزب والدولة للتخفيف من حدة الفقر، وقامت بالتنسيق بين مختلف الجوانب، من أجل إحداث تأثير مشترك. مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يتحقق من خلال النضال مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هو مجتمع يبنيه الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بجد واجتهاد. يؤكد الكتاب الأبيض المذكور أعلاه على أن الحزب الشيوعي الصيني هو الضامن الأساسي لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، فلا يمكن تحقيق تلك المنجزات بدون قيادة الحزب الشيوعي الصيني. بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949، وفي مواجهة الدمار والفقر، فإن الشعب الصيني من المناطق الحضرية والمناطق الريفية، ومن الجبهات الصناعية والزراعية إلى الجبهات العلمية والتكنولوجية، بذل جهوده بروح ثورية متميزة لا تهاب المشقة والتعب، وبالاعتماد على الذات، لبدء أعمال البناء في ظل نقص حاد للموارد والتكنولوجيا، مما مكّن الصين من الخروج من تحت الأنقاض والنهوض سريعا. بعد تنفيذ الإصلاح والانفتاح، كافح الشعب الصيني بشجاعة للانعتاق من ظروفه السيئة وشيد البنايات الشاهقة الحديثة بعمله الجاد وعرقه. ومع دخول العصر الجديد، رفع الشعب الصيني الروح العظيمة للابتكار والنضال والتضامن والحلم، وشمر عن سواعده وعمل بكل جد، وحدد المخططات للتغلب على الصعوبات والتحديات، وخلق معجزة أدهشت العالم. الصين، وهي بلد يزيد عدد سكانه عن مليار وأربعمائة مليون نسمة، خرجت من براثن الفقر المدقع، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وحققت إنجازات هامة في مجال التكنولوجيا المتقدمة مثل رحلات الفضاء المأهولة واستكشاف القمر ونظام ملاحة بيدو والسكك الحديدية العالية السرعة والجيل الخامس لتكنولوجيا الاتصالات، فانضمت إلى صفوف الدول المبتكرة. حققت الصين منجزات كثيرة خلال بناء مجتمع الحياة الرغيدة، لأن الحزب الشيوعي الصيني يتخذ دائما الشعب محورا لعمله، وحدد الطريق الصحيح والإستراتيجية الصحيحة، وعزز التنمية في مسار الإصلاح والانفتاح، وبالطبع فإن المنجزات هذه لم تتحقق بدون العمل الجاد والنضال المستمر لعدة أجيال من الصينيين. قال جيانغ يوي إن الشعب الصيني نجح في تحسين معيشته؛ من نقص الكساء والغذاء إلى الرغد الشامل، وتخلص من الفقر المدقع بشكل كامل، وهذا يعتمد على المزايا الرئيسية للحزب الشيوعي الصيني التي تتمثل في: أولا، الميزة السياسية، فالحزب الشيوعي الصيني يمثل دائما مصالح الشعب الصيني، فأعضاء الحزب البالغ عددهم تسعين مليونا وأكثر، ينتمي معظمهم إلى جماهير الشعب، ولديهم مشاعر طبيعية معها، ولذلك، يتمسكون بالموقف السياسي الصحيح ويستطيعون التغلب على الصعوبات خلال تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. ثانيا، ميزة النظام، فالحزب الشيوعي الصيني يتولى السلطة لفترة طويلة، ويمكنه التركيز على الأهداف الطويلة المدى باستمرار. طرحت الصين هدف الحياة الرغيدة في ثمانينات القرن العشرين، ثم حققت الهدف على نحو شامل في عام 2020، مما يعكس استمرارية عمل الحزب. ثالثا، أن الحزب الشيوعي الصيني يدرك جيدا قوانين التاريخ وقانون تطور المجتمع البشري، فيعرف كيفية تحقيق التحديث وتجنب الوقوع في الفخاخ المختلفة. رابعا، أن الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بممارسة الثورة الذاتية وتعزيز بناء الحزب والمحافظة على طبيعة الحزب المتقدمة ونقائه. قال جيانغ يوي: "إذا نظرنا إلى الوراء، نجد أن الصين واجهت صعوبات أكثر من معظم الدول الأخرى، خلال العمل على بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل." وأشار جيانغ يوي إلى أنه من منظور قيود الظروف الطبيعية، فإن عدد سكان الصين كبير ومساحة أرضها الزراعية صغيرة، وقاعدتها الاقتصادية ضعيفة، حيث يزيد متوسط نصيب الفرد من مساحة الأرض الصالحة للزراعة قليلا عن 3 مو (الهكتار يساوي 15 مو). لذلك، فلا بد لنا أن نختار المسار الصحيح، وإلا فمن السهل أن تقع بلادنا في الفخ مقارنة مع البلدان الأخرى. أما من منظور الوضع الدولي، فإن الدول الغربية تقود اتجاه التحديث في العالم، وتحبس البلدان النامية في الطرف الأدنى من السلسلة الصناعية. في هذا الإطار، تشارك الصين في الاقتصاد العالمي بنشاط من ناحية، وتتمسك بمسار التنمية المستقلة من ناحية أخرى، وتمسك في يديها بقوة التقنيات الرئيسية، وتتعاطى مع العلاقة بين الانفتاح والاستقلالية والعلاقات غير المتوازنة بشكل فعال بعد الكثير من الاختبارات. مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يظهر الحكمة الصينية لا تكون الصين أفضل إلا إذا كان العالم جيدا؛ ولا يكون العالم أفضل إلا إذا كانت الصين جيدة. يُعتبر إكمال بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل معلما هاما في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني وتاريخ الصين الحديثة وتاريخ نهضة الأمة الصينية، وهو أيضا الإنجاز العظيم الذي يقدمه الحزب الشيوعي الصيني للشعب الصيني والعالم. قال وو جيون، إن نجاح الصين في بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هو وفاء بوعد "اعتبار تطلعات الشعب إلى حياة أفضل هي الهدف الذي يكافح الحزب من أجله"، مما يظهر مزايا النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية. إن القضاء على الفقر المدقع مشكلة عالمية، وقد حلتها الصين، بصفتها دولة كبيرة يتجاوز عدد سكانها 4ر1 مليار نسمة، بعد إكمال بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفعت قوة الصين الاقتصادية بشكل كبير، إذ احتلت المرتبة الثانية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي؛ وأصبحت حياة الصينيين أكثر رخاء، وتجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عشرة آلاف دولار أمريكي، وحققت الهدف الذي حدده المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني لمضاعفة متوسط دخل الفرد لسكان الحضر والريف في عام 2020 مقارنة مع عام 2010 كما كان مقررا. بإنجازها بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، أرست الصين أساسا ماديا متينا، وبنت ثقة وإيمان لدى الشعب من أجل تحقيق هدفها المئوي الثاني والحلم الصيني بالنهضة العظيمة للأمة الصينية. ولكن، في مواجهة التغيرات العالمية الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، أصبحت مهمة الهدف المئوي الثاني أكثر صعوبة. لذلك، يجب علينا إفساح المجال كاملا لما تراكم من دور الأساس المادي القوي والكاريزما الروحية خلال المائة عام الأولى من بناء مجتمع الحياة الرغيدة، وتحويله إلى قوة محركة لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية. إن إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وفر أيضا الحكمة الصينية لتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، كما أدى إلى تقليل الخريطة الجغرافية العالمية للسكان الفقراء بشكل كبير. إن كيفية التخلص من الفقر هي مشكلة تواجهها جميع بلدان العالم في التنمية والحكم. لقد تم انتشال 770 مليون من الفقراء في المناطق الريفية الصينية من براثن الفقر، منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح. ويُمثل عدد الفقراء الصينيين الذين تخلصوا من الفقر أكثر من 70% من كل سكان العالم الذين تخلصوا من الفقر في نفس الفترة. وفي الوقت نفسه، شرع الشعب الصيني، الذي يمثل ما يقرب من 20% من سكان العالم، في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وهو تغيير كبير وحدث غير مسبوق في تاريخ البشرية. إن إنجاز الصين بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، يعد استكشافا لمسار جديد للتحديث للبشرية، في حين لا تزال العديد من دول العالم تواجه صعوبات تنموية خطيرة. لقد عمل الحزب الشيوعي الصيني، حسب الظروف الصينية الحالية وقوانين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، على استكشاف طريقة التنمية المناسب للصين، وشرع في مسار جديد للتحديث على الطراز الصيني، وأبدع بذلك شكلا جديدا للحضارة الإنسانية. قال جيانغ يوي: "مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل لم يحسن حياة الأغلبية الساحقة من الشعب الصيني وعزز وحدة الشعب فحسب، وإنما أيضا أثبت أن الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي وتنفيذ الإصلاح والانفتاح في الصين، هي مسارات صحيحة. إن مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يرسى أساسا للتنمية المستقبلية الصينية." وبالنسبة للمجتمع الدولي، فإن مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل يدل على أن الصين بإمكانها تقديم مساهمات للبشرية، مما يبدد مخاوف الغرب بشأن ما إذا كان بإمكان الصينيين إعالة أنفسهم وما إذا كان ذلك سيشكل تهديدا للعالم. يمكن القول إن الصين قد شرعت في مسار يناسب ظروفها الوطنية، وتبذل جهودها لتحقيق مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وسوف تواصل التقدم نحو هدف الرخاء المشترك في المستقبل.
مشاركة :