حذرت الامم المتحدة يوم الاثنين من خطر تصاعد العنف في بوروندي لكن الدولة الصغيرة الواقعة في وسط افريقيا قالت انها ستعمل على تهدئة المخاوف من إبادة جماعية وشيكة. وقتل ما لا يقل عن 240 شخصا وفر عشرات الالاف الى دول مجاورة اثناء اشهر من العنف بدأت عندما قرر الرئيس بيير نكورونزيزا في ابريل نيسان الترشح لفترة رئاسية ثالثة. وفاز نكورونزيزا في انتخابات متنازع بشأنها في يوليو تموز. وأبلغ جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية بالامم المتحدة اجتماعا لمجلس الامن الدولي "بوروندي تجد نفسها في أزمة سياسية عميقة وتصعي سريع للعنف له تأثيرات خطيرة على الاستقرار والتوافق العرقي في بوروندي." وحذر كل من الامير زيد رعد الحسين مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان وأداما ديينج المستشار الخاص للامم المتحدة لمنع الابادة الجماعية مجلس الامن من ان بوروندي قد تواجه كارثة وشيكة. وقال ديينج "يبدو ان البلد على حافة السقوط في عنف قد يتصاعد الي جرائم وحشية... يجب ان نتحرك قبل فوات الاوان." وهوت بوروندي الى أسوأ ازمة سياسية منذ نهاية حرب اهلية استمرت 12 عاما في 2005 والتي درت بين جماعات متمردة تنتمي لقبائل الهوتو التي تشكل الغالبية وبين الجيش الذي كانت تقوده في ذلك الوقت اقلية التوتسي. وقال الامير زيد "التعليقات التحريضية التي صدرت مؤخرا عن اعضاء بالحكومة تشير الي ان هذه الازمة التي تتضمن افرادا بعينهم بسبب انتماءاتهم السياسية قد تتخذ بشكل متزايد بعدا عرقيا." وحث بول كاجامي رئيس رواندا -وهي دولة مجاورة مزقتها عمليات إبادة جماعية في 1994 ويسكنها نفس الخليط العرقي- بوروندي على تفادي الانزلا الى صراع عرقي. ورفضت بورندي تعليقات كاجامي قائلة انها "غير لائقة وغير نزيهة." وقتل حوالي 800 ألف شخص معظهم من التوتسي ومن المعتدلين الهوتو في مذابح في رواندا في عام 1994 . ويتألف سكان بوروندي من حوالي 85 في المئة من الهوتو و14 بالمئة من التوتسي. وعبرت قوى اقليمية وعالمية عن القلق من ان مهلة تنتهي في السابع من نوفمبر تشرين الثاني حددها نكورونزيزا للبورونديين لتسليم الاسلحة غير المرخصة قد تثير عنفا دمويا واسعا. وقال الرئيس ان اولئك الذين لم يسلموا اسلحتهم سيعاملون كمجرمين. وأبلغ مساعد لنكورونزيزا رويترز يوم الاثنين ان عملية جمع الاسلحة تسير بشكل سلمي. لكن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون حث قوات الامن البوروندية على ممارسة ضبط النفس بعد ان إطلع على تقارير "مزعجة" بأن "بضعة اشخاص من بينهم شرطي قتلوا اثناء حملة نزع السلاح القسرية الجارية." وأدان بان ايضا هجوما على حانة في بوجومبورا يوم السبت قتل فيه تسعة اشخاص من بينهم موظف للامم المتحدة وحث الحكومة على اجراء تحقيق واف. وأبلغ وزير الخارجية البوروندي آلان نياميتوي مجلس الامن يوم الاثنين ان "بوروندي لا تشهد صراعا... توجد بعض اعمال الجريمة التي تحاول اجتذاب اهتمام المجتمع الدولي لكنها يجري كبحها." واضاف قائلا "الحكومة تبقى مستعدة لمواصلة العمل مع شركائها... حتى لا تستمر المخاوف من حدوث إبادة جماعية." ووزعت فرنسا مسودة قرار على اعضاء مجلس الامن يوم الاثنين تعبر عن عزم المجلس دراسة عقوبات وتطلب من بان تقديم تقرير لتعزيز وجود الامم المتحدة في بوروندي. لكن بيتر ايلييتشيف نائب السفير الروسي لدى الامم المتحدة قال ان العقوبات لن تكون مفيدة.
مشاركة :