لا تُسقِطوا غُصنَ الزّيتون

  • 12/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في أثناء زيارته للجمعية العامّة للأمم المتحدة في الثالث عشر من نوفمبر 1974 خاطب الرئيس الراحل ياسر عرفات العالم بمقولته الشهيرة (جئتكم بغصن الزيتون في يدٍ والبندقية في يدٍ فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي...) كلمات ظلّ صداها يتردّد إلى يومنا هذا، كلمات أحدثت نقلة نوعيّة منذ ذلك التاريخ في التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية. فَمَعَ دخوله طورا جديدا من العمل الديبلوماسي والسياسي، اكتسب النضال الفلسطيني تعاطفا دوليا واسعا، فصدر القرار رقم (32/‏40 ب) عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثاني من ديسمبر 1977 ودعا لاعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يومًا للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير أسوة ببقية شعوب الأرض.  وحين تعلن الأمم المتحدة عن يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فهذا يعني اعترافًا من غالبية دول العالم التي صوّتت لصالح القرار بعدالة القضية الفلسطينية. علمًا وأنّ قرارات الأمم المتحدة بما فيها الإعلان عن يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم أو بتغير موازين القوى الإقليمية والدولية، وتبقى هذه القرارات أرضية ومرجعية يمكن للعالم أن يساند بها القضايا العادلة ومن بينها قضيّة الشعب الفلسطيني. ولم يكن اختيار هذا التاريخ (29 نوفمبر) مصادفة، وإنّما كان رمزيا، فقد جاء متزامنًا مع ذكرى قرار التقسيم (181) يوم التاسع والعشرين من نوفمبر 1947، وكأن الأمم المتحدة تريد التأكيد على أنّ قرار التقسيم لم يتمّ إلغاؤه، بل ما زال موثّقا ومعترفا به وأساسا للتسوية السياسية وضامنا للحق الفلسطيني الموثّق في نص القرار (د-29 /‏ 3236)، والذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 نوفمبر 1974.  ويؤكد هذا القرار حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين، وأهمّها الحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال والسيادة الوطنيين، وفي عودة المهجّرين إلى ديارهم واسترداد ممتلكاتهم التي شردوا منها، مع التأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلم عادل ودائم في الشرق الأوسط. وهذه الحقوق ذكّر بها الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش» خلال كلمته فى فعالية التضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي ألقتها نيابة عنه منسقة الأمم المتحدة المقيمة لدى مصر إيلينا بانوفا خلال فعالية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالجامعة العربية، حين قالت: «إنّ الهدف العام ما زال يتمثل في وجود دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، وتلبيان التطلعات الوطنية المشروعة لكلا الشعبين، على أن تقوم الحدود بينهما على خطوط عام 1967 وتكون القدس عاصمة كلتا الدولتين». ومنذ إقرار اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني العام 1977، تحيي العديد من الدول والحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات هذا اليوم من خلال المؤتمرات العلمية والأمسيات الشعرية والمعارض الفنية والندوات التضامنية وغيرها. إنّ إحياء هذا اليوم الدولي في شتّى أرجاء المعمورة يسهم في المحافظة على حضور القضية الفلسطينية واسم فلسطين في معظم المحافل الدولية وفي الضمير العالمي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت دون الحلّ المأمول الذي يضمن لغصن الزيتون صموده، وللشعب الفلسطيني حقوقه، وللشرق الأوسط السلام.

مشاركة :