بعد شهر من الإطلالة التليفزيونية للوزير المستقيل جورج قرداحي، التي تسببت في أزمة سعودية ـ لبنانية، انسحبت على دول الخليج كافة، استقال بالأمس قرداحي كبادرة منه لـ«حل أزمة كان هو السبب في وقوعها»، فهي لن تنهي سيطرة حزب الله على القرار اللبناني، وارتهان الدول إلى إيران، ولن توقفه أيضا عن التدخل في الشؤون العربية وممارسة سياسات عدائية بالوكالة ضد دول الخليج.ويؤكد مراقبون لـ«اليوم»، أن قرداحي يعلم جيداً أن الأزمة مع الخليج ليست هو ولن تُحل باستقالته، وقالوا: البيان السعودي كان واضحاً لجهة المواضيع، التي طالبت المملكة بحلها، وتبدأ بتصدير الكبتاغون إلى المملكة ولا تنتهي بجعل لبنان منصة إعلامية للتهجم على دول الخليج، إذا يجب أن تتبع الاستقالة تنفيذ كل مطالب الرياض المشروعة.استقالة متأخرةوبحسب المراقبين: الاستقالة ربما تعني «ترطيب الأجواء العربية ـ اللبنانية»، إلا أنها «ليست كل شيء ولا تعطي الضمانات الكافية بأن حزب الله سيتوقف عن التدخل في الشؤون العربية وممارسة سياسات عدائية ضد الخليج العربي عموماً والسعودية خصوصاً».ويوضح المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ«اليوم»، أن «استقالة قرداحي متأخرة جداً»، لافتاً إلى أنه «كان يجب أن تحصل عندما بثت المقابلة، التي أجراها مع قناة الجزيرة وتسببت بالمشكل»، وتابع: «لو كانت الاستقالة أتت في ذلك الوقت لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم».ويشدد على «أن هذه الاستقالة لم تأت كمبادرة من قرداحي ولا من حزب الله كحسن نيّة إنما أتت كضغوط فرنسية كبيرة مارسها الرئيس إيمانويل ماكرون على الرئيس نجيب ميقاتي، كما مارسها الجانب الفرنسي على حزب الله، حيث كانت هنالك اتصالات سرية بين الطرفين، وبالتالي فإن هذه الاستقالة أتت بعد رفع حزب الله الغطاء عن قرداحي وأعطى الضوء الأخضر لاستقالته بهذا التوقيت»، سائلاً «هل هي كافية لحل المشكل الموجود اليوم بين المملكة العربية السعودية ولبنان». يوسف دياب ليست كافيةويقول دياب: «بالتأكيد هي ليست كافية لحل المشكلة بين البلدين، لأن المشكلة هي في السلوك، الذي يمارسه حزب الله بالمنطقة وتحديداً في اليمن، أي الأعمال العسكرية، التي يشارك فيها مع الحوثيين وتهدد أمن السعودية بشكل دائم ومستمر، «الانفلات العسكري والأمني» المستمر لحزب الله في الدول العربية، إضافة إلى زرع خلايا أمنية وآخرها التي انكشفت منذ أيام بالكويت».ويختم: «إذا كانت هذه الاستقالة مقدمة لمعالجة باقي الملفات الأخرى، أي الحدّ من دور حزب الله في المنطقة والكف عن التعديات التي يمارسها، أن تتعهد الحكومة اللبنانية بشكل قاطع بوقف تصدير المخدرات والكبتاغون إلى المملكة والتوقف عن مهاجمة المملكة العربية السعودية من قبل حزب الله ونصرالله، عندها يمكننا القول إنه بدأت المعالجة الجديّة لهذا الموضوع، أما الاعتقاد بأن الاستقالة بإمكانها أن تحل كل المشكلات القائمة أمر مستبعد».وفي المواقف، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «هذه المنظومة الفاسدة، المتمثلة بحزب الله ولفيفه، لا تتقن سوى فن البيع والشراء، في استقالة الوزير قرداحي لم تستطع أن تغلب المصلحة الوطنية الصرفة، لا تنتظروا منها خيرا، حاسبوها في الانتخابات المقبلة، اقلبوا المعادلة لنتمكن من بناء جمهوريتنا القوية، التي حلم بها البشير ونحلم بها جميعا».
مشاركة :