يشعر المهندس المعماري آصف خان، مصمم بوابة الاستدامة العملاقة في إكسبو 2020 دبي، بالدهشة لأنه يستطيع أن يرى عمله في كامل مجده في هذا الحدث الدولي الضخم. ويأمل خان أن تعطي تصماميمه زوار إكسبو 2020 منظورات جديدة للمستقبل. وصمّم آصف خان، القادم من المملكة المتحدة، بوابات دخول موقع إكسبو 2020 الثلاث. حيث يبلغ طول كل منها 21 متراً، وعرضها 30 متراً، ولكنها خفيفة جداً بحيث يمكن لشخص واحد فتحها. تشبه الحزم المتشابكة شكل شبكة، وهي مصنوعة من ألياف الكربون، على شكل خيوط رفيعة يبلغ سمك كل منها 10 مليمتر.   واستوحى آصف خان فكرته من العالم العربي، من الأنماط التقليدية المتشابكة للمشربية، حيث أوضح: "ما أردناه هو إنشاء تجربة من شيء يبدو محلياً جداً، ولكنه في الوقت نفسه يبدو مستقبلياً جدا للزوار عند وصولهم إلى إكسبو 2020، لذلك صنعنا المشربية، ولكن في شكل ثلاثي الأبعاد بدلا من شكل ثنائي الأبعاد، حيث تتيح لك المرور عبرها وتجربة الثقافة العربية، ولكنها تمثل أيضا عنصرا معماريا يحمي الناس من الشمس، ويرطّب الجو، ويوفر المسامية، وهي مصنوعة من ألياف الكربون، وهي مادة مستقبلية تمثل واحدة من المواد التي تضفي طابعا من الهندسة المعمارية في المستقبل".  وشملت تصاميم المهندس المعماري البريطاني الحائز جوائز آصف خان بوابات موقع إكسبو 2020، وحديقة الثُرّيا الشهيرة، والمساحات العامة بما في ذلك ممرات المشي، والمظلات، والأشجار والأضواء المحيطة، فضلاً عن النصب التذكاري للعمال ومقاعد الخط العربي. وقال آصف خان: "أنا مندهش الآن لأنني يستطيع أرى عمله في كامل مجده في إكشبو 2020 دبي، مضيفاً: "الأمر يشبه إعداد أكثر الوجبات التي أعددتها على الإطلاق تعقيداً، ومشاهدة الناس تأكلها وتستمتع بها، وتتذوق كل العمل الشاق الذي وضعته فيها. إنه شعور بالفخر. أعلم أنني في مكانة متميزة جدا لحصولي على فرصة للمشاركة في إكسبو 2020".    وتابع آصف خان: "تؤثر كل واحدة من هذه العناصر التي صمّمناها في الناس بطرق مختلفة وصولا إلى أدق التفاصيل. مثل بعض الزراعات التي زرعناها في مناطق معينة من الردهة وإذا مررتم بجوار الجناح الألماني ستتمكنون من شم رائحة الريحان على جهة اليسار التي ستغمركم أثناء اجتيازكم للمكان.. أو في منقطة التنقل ستجدون نافورة المياه التي صممناها بحيث تتفاعل مع وجود الناس.. كلما قضيت المزيد من الوقت هنا.. كان هناك الكثير لاكتشافه والناس يجعلون جميع التصاميم تنبض بالحياة. ليس لدي تصميم مفضل ولكن إن كان عليّ أن اختار واحدا منها أعتقد أنني سأختار البوابات حيث أنها المفضلة بالنسبة لي من بين التصاميم التي عملت عليها".   ويأمل خان أن تعطي تصماميمه زوار إكسبو 2020 منظورات جديدة. حيث يقول "عندما يمشي الناس عبر البوابة فإنهم ربما يأخذون منظورا جديدا للمشربية، بصفتها عنصر معماري تقليدي؛ أي يأخذون منظوراً جديداً للهندسة المعمارية، والهندسة الإنشائية، وربما منظورا جديدا للافتخار بالمكان، وهو شيء ربما قد أغفلوه، أو لربما قد أغفله السياح على أنه ديكور أو زخرفة، ولكنهم يكتشفون أنه هذا الشيء هو جزء من الهندسة الإنشائية المستقبلية. عندما تتاح لنا تلك الفرص فيمكننا تخيل أشياء جديدة، لذا أريد أن يستلهم الناس من هذه القطعة الهندسية وهذا الهيكل، وأن يتخيلوا عالما لم يعتقدوا أنه ممكن من قبل".   بعد ختام فعاليات إكسبو 2020 سيخلف موقع إكسبو 2020 وراءه مدينة دستركت 2020، ليصبح مشروعه المستقبلي حقيقة واقعة؛ وهي المدينة التي تمثل نموذجا معماريا لمدن المستقبل الذكية والمستدامة التي تتمحور حول الإنسان. ويأمل خان أن تشكل تصميماته جزءا لا يتجزء منها، حيث يقول "لقد صممنا في موقع إكسبو 2020 ما يزيد على ست كيلومترات من الفراغات العامة ومناطق المشاة والمساحات الخضراء، فتتوفر بعض عناصر النظام البيئي هنا، وفي أنحاء موقع إكسبو يمكنك مشاهدة مدى استمتاع الناس فيه، كما تشعر بأنه مكان له هوية مميزة يعرفها ملايين الناس الآن. وأمنيتي المستقبلية هي أن تحول مدينة دستركت 2020 كل تلك الطاقة والحب بالموقع إلى مكان ملائم للعيش والعمل والتعاون بين الناس ... لتبقي الروح المعنوية الموجودة في إكسبو لفترة طويلة وتمتد إلى المستقبل".   أسس خان مكتبه للهندسة المعمارية في عام 2007 لتصميم المباني التي تجمع بين العلم والفن والخبرات الإنسانية المعاصرة. وتشتمل أبرز مشروعاته الحالية على متحف لندن الجديد؛ وهو أكبر مشروع ثقافي في أوروبا. كما يجري حاليا إنشاء كلا من متحف للمخطوطات في الشارقة، ومركز تسليني للثقافة المعاصرة في مدينة ألماتي بكازاخستان المقرر افتتاحه في عام 2022. وتشتمل قائمة أعماله الأخرى المعروفة على جناح المملكة المتحدة في معرض 2017 أستانا، وجناح هيونداي بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ 2018، وجناح كوكاكولا في الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012.   وحصل خان على جائزة "مهندس العام" في 2018 المقدمة من مجلس التصميم الألماني. ومُنِح وسام الإمبراطورية البريطانية اعترافا بخدماته في مجال الهندسة المعمارية في عام 2017. وهو يتقلد حاليا منصب نائب رئيس مجلس إدارة متحف التصميم في لندن.   طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App