أعرَبَ المحلل السياسي مبارك آل عاتي، في تصريحات لـ"سبق"، عن قناعته بأن الزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة، برهنت على مدى عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، والقائمة على أسس الثقة والاحترام المتبادل. وقال "آل عاتي": هذه العلاقات تهدف إلى تقوية أواصر التعاون المثمر؛ حرصًا على تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي؛ خاصةً أنها تتزامن مع أوضاعٍ سياسية شديدة الأهمية تشهدها المنطقة والعالم ككل. وأضاف: الملف النووي الإيراني كان حاضرًا على رأس موضوعات المباحثات، في ظل استمرار الممارسات الإيرانية التي تؤدي إلى حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار على مستوى المنطقة. وأشار إلى التوافق بين السعودية وفرنسا بخصوص مفاوضات برنامج إيران النووي؛ حيث يرى "ماكرون" أن استبعاد السعودية من مفاوضات الاتفاق النووي لإيران في عام 2015؛ كان خطأً ضخمًا بحق المملكة، كما يؤكد ضرورة عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد دون المملكة. واعتبر "ماكرون" أن الرياض وباريس تتشاركان القلق إزاء خطورة تجاوزات إيران النووية، وعرقلتها لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى الجانب المقابل تدعم المملكة موقف فرنسا الخاص بضرورة توخي الحذر واليقظة إزاء هذه التجاوزات والاهتمام بمعالجاتها ضمن أي اتفاق نووي مع إيران. واختتم "آل عاتي": السعودية تأمل من فرنسا اتخاذ موقف أكثر قوة وصرامة إزاء تنصل إيران من اتفاقياتها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي، من خلال إدراج برنامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وزعزعة استقرار المنطقة ضمن ملفات مفاوضات فينا؛ حرصًا على تجنيب المنطقة أي سباق تَسلح سيقود إلى المزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
مشاركة :