أكد المشاركون في منتدى المدن الذكية أهمية التوجه نحو التوأم الرقمي في بناء مدن ذكية موازية، والتوسع في طرح موضوعات التوأم الرقمي في النسخ القادمة من المنتدى الذي اختتم أعمال النسخة الرابعة مؤخراً. ونظمت جامعة البحرين المنتدى الذي استقطب مشاركات رصينة من جامعات أكاديمية و مراكز أبحاث ومؤسسات مدنية، وذلك بالتعاون مع المؤسسة العالمية البريطانية للهندسة والتكنولوجيا (IET). والتوأم هو استنساخ إلكتروني لكائن حي أو مادة عبر منصة افتراضية، بيحث تكون له نسخة شبه رقمية تمثل جسراً بين العالم الرقمي والعالم المادي. وأشاد المشاركون بالدور الحيوي و التنظيمي للحدث الذي بات منصة متكاملة لرصد و ربط محاور و أبحاث المدن الذكية، واستعراضها للباحثين و الطلبة و رواد الأعمال، مشيدين بالاستمرارية التي حظي بها المنتدى سنوياً، وهو الأمر الذي يجعل من الجامعة بيت خبرة في هذا المجال البحثي الحيوي للمدن الذكية. وكانت رئيسة جامعة البحرين الدكتورة جواهر بنت شاهين المضحكي أكدت في افتتاحها للمنتدى الذي استمر ثلاثة أيام على أهمية العمل على نشر الوعي بين جيل المستقبل من الباحثين بشأن آفاق المدن الذكية، داعية إلى إجراء الدراسات التشاركية في مجال مشاريع وبحوث المدن الذكية. ونبهت رئيسة الجامعة إلى أن الدافع الرئيسي وراء هذا المنتدى هو إنشاء منصة للجمع بين الباحثين في المدن الذكية، والمروجين، وصناع القرار، لمناقشة الأفكار وتبادلها، وبالإضافة إلى ذلك، تنشيط البحث التعاوني ومشاريع البحث والتطوير في هذا المجال. وناقش المنتدى 121 ورقة علمية، بينها 8 أوراق لمتحدثين رئيسيين، في موضوعات عدة، من بينها: احتياجات المدن الذكية، والتقنيات الجديدة فيها، والعمارة التفاعلية، والتخطيط العمراني الذكي وحلول التصميم، والمنازل والديكورات الداخلية الداعمة للتكنولوجيا، وقدرات الروبوتات في المدن الذكية، والبنية التحتية في المدن الذكية، وإنترنت الأشياء والتطبيقات الذكية، والأمن السيبراني، والمنازل الذكية، والمستشفيات الذكية، والحرم الجامعي الذكي. وفي اليوم الثاني للحدث قدم مهندس البرمجيات في مؤسسة البحث والتطوير في برتش كولومبيا بكندا الأستاذ سوراب فيشواكارما حاضرة بعنوان "بناء مدن ذكية بتقنيات إنترنت الأشياء". وأشار إلى التحسينات في قدرات تحليل البيانات التي توفرها إنترنت الأشياء يمكن أن تؤدي إلى إحراز تقدم في مجموعة متنوعة من المجالات ، بدءًا من التحسينات في كفاءة الطاقة إلى زيادة الأتمتة. ولفت إلى عدد من المخاوف مثل النضج المحدود لهذه التقنيات، وتعقيد النظام وإمكانية التشغيل البيني، فضلاً عن الأمن السيبراني وخصوصية البيانات. وقال: "يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال نهج متكامل وبتضافر جهود المهندسين من تخصصات متعددة". ومن جانبة، أشار المؤسس والرئيس التنفيذي لتقنية الخوارزميات الإلكترونية ، وأستاذ مساعد في جامعة A&M ، الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عيسى حكيم ، إلى المدن الذكية والاتجاهات الضخمة في التكنولوجيا وتأثير المخاطر السيبرانية. وقدم الأستاذ المشارك في هندسة الحاسوب، الجامعة التطبيقية في الأردن، الدكتور بلال أيوب، محاضرة بعنوان "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي: رحلة الأمة الذكية"، أشار فيها إلى السياسات والأهداف الرئيسية لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي ، فضلاً عن السياسات والمبادرات ذات الصلة، بالاضافة إلى كيفية بناء استراتيجية ذكاء اصطناعي للبلدان بشكل صحيح، وكيفية تحديد الأهداف الوطنية وتطوير المشاريع. وبحثت جلسات متوازية في اليوم الثاني: التخطيط العمراني وحلول التصميم وتصميم المدن الذكية، الخوارزميات والتطبيقات الذكية، تقنيات جديدة للمدن الذكية، الرعاية الصحية والطب (إنترنت الأشياء الطبية) - حلول تقنية، وهندسة المدن الذكية وتطبيقاتها. وفي اليوم الثالث قدمت الأستاذة في الإلكترونيات والاتصالات والحاصلة على الزمالة من معهد الهندسة والتكنولوجيا ( IET)، الدكتورة مادري أرون جوشي، محاضرة وسمت بعنوان: "دور الرؤية الحاسوبية في تنمية المدن الذكية". واستعرضت المحاضرة أنظمة مراقبة الرعاية الصحية ومراقبة المرضى عن بعد (RPM) ، لكبار السن والمرضى المزمنين وذوي الإعاقات والأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية، وأنظمة مراقبة حركة المرور في المدينة الذكية وكشف مخالفات قواعد المرور والكشف التلقائي عن المركبات. كما تطرقت لاستخدام الرؤية الحاسوبية في تحري سلامة القوى العاملة والمعدات وإدارة حركة المرور. ومن جانبه، قدم الأستاذ المشارك من جامعة هايتك ، تاكسيلا كانتونمنت في باكستان الدكتور عبد الوحيد بدر، محاضرة حول أنظمة تبريد المدن الذكية: التبريد الشمسي. وفصل في أنواع المجمعات الحرارية الشمسية للتبريد الشمسي. ولفت إلى أن أنظمة التبريد بالطاقة الشمسية تتطلب مزيدًا من الجهد والوقت للتخطيط عند مقارنتها بأنظمة التبريد التقليدية نظرًا للتعقيد الكلي للتصميم الحراري والهيدروليكي. وأضاف أن العوامل الاقتصادية مثل التكلفة الأولية المرتفعة وفترات الدفع الطويلة تعد من العوائق الرئيسية لاستخدامها على نطاق واسع. واكد ان استخدام الطاقة الشمسية في أنظمة التوليد الثلاثية أو المتعددة ، أي للتبريد والتدفئة و / أو توليد الكهرباء ، يمكن أن يؤدي إلى التخفيف من العوائق الاقتصادية بشكل كبير. وتطرق الجلسات المتوازية إلى أتمتة المباني الذكية ، والمدينة الذكية القائمة على إنترنت الأشياء ، والمنازل الذكية والمستشفيات الذكية والحرم الجامعية الذكية ، والرعاية الصحية - كوفيد -19 حلول تقنية، و الحوسبة الخضراء والبيانات الضخمة والتحليل.
مشاركة :