قال الكاتب والباحث السياسي، باسم أبو سمية، إن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تستخدم لغة الدبلوماسية مع الصين بشأن (قضية تايوان) أكثر من لغة التصعيد والتحذير، مؤكدا أن بكين تستطيع القضاء على تايبيه في غضون 15 دقيقة. وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة للأولى، عقوبات على الجيش الصيني في الآونة الأخيرة، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكري في بحر الصين الجنوبي. ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 24 مليون نسمة تحت تهديد مستمر بالغزو من قبل الصين التي تعتبر الجزيرة أرضا تابعة لها، وتعهدت بالاستيلاء عليها يوما ما وإن بالقوة إذا لزم الأمر. ورأى أبو سمية في تصريحات لـ”الغد” أن الولايات المتحدة الأمريكية في موقف لا تحسد عليه أمام ما يحدث من تلويح بإشكالات عسكرية بينها وبين روسيا بخصوص أوكرانيا، وبينها وبين الصين بخصوص مضيق تايوان. وأكد أبو سمية أن ملف تايوان واحد من الملفات التي قد تدفع نحو التوتر بين الصين وأمريكا. وتقول الصين إن  تايوان  جزء من أراضيها، وقام سلاح الجو الصيني بمهام متكررة في منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة على مدار العام الماضي. والولايات المتحدة مثل معظم الدول ليست لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع  تايوان  لكنها أهم داعم دولي لسلطات الجزيرة ومورد للأسلحة. وتصف بكين وضع  تايوان  بالمسألة الأكثر حساسية وأهمية في علاقاتها مع واشنطن. وكانت سفن البحرية الأمريكية تعبر مضيق  تايوان  شهريا تقريبا، وهو ما كان يثير غضب بكين. ويرسل حلفاء الولايات المتحدة السفن من حين لآخر عبر المضيق كما فعلت بريطانيا في سبتمبر الماضي. واستكمل أبو سمية حديثه قائلا:” الطرفان أمام خيارين إما الذهاب نحو المواجهة العسكرية وإما الاتجاه صوب السلام، ولكن يظل الخيار الأول مستبعدا، لأن واشنطن لطالما استخدمت سياسة الغموض الإستراتيجي فلا أحد يمكن أن يعرف ماذا تفكر به أمريكا”. كما أشار أبو سمية إلى أن جميع الأطراف لن تتحمل نتائج المواجهة العسكرية، التي قد يؤثر على السلم العالمي. جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قال إنه يتعين على الزعماء الصينيين التفكير مليا في تحركاتهم إزاء تايوان. وحذر بلينكن من “عواقب وخيمة” إذا حثت الصين الخطى نحو أزمة عبر مضيق تايوان.