"باربي" تنتهك خصوصية الأطفال لصالح الشركات وتصبح جاسوسة للآباء

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعتاد الأطفال في الولايات المتحدة التحدث إلى دمى باربي منذ أجيال عديدة، أما الآن فإن المدافعين عن الخصوصية يهبون لمهاجمة دمية باربي الجديدة التي أصبح لها القدرة على الاستماع والتنصت. ومن المقرر أن تطرح شركة ماتيل متعددة الجنسيات للعب الأطفال اليوم الثلاثاء في الأسواق الأمريكية وقبل موسم التسوق في عطلات أعياد الميلاد دمية جديدة " ذكية " تحت اسم " هالو باربي " مزودة بمكبر للصوت وبإمكانية الدخول على شبكة الإنترنت. وتأمل هذه الشركة العملاقة ومقرها مدينة لوس أنجليس في أن يساعد الجيل الجديد من دمية باربي البلاستيكية على إعادة حصتها في السوق التي فقدتها خلال الأعوام الأخيرة، بسبب منافسة نسخ أخرى من الدمى من بينها دميتان للملكة إليزا والأميرة آنا بطلتا فيلم " فروزن " (ملكة الثلج) وهو من إنتاج والت ديزني والذي حقق نجاحا هائلا. غير أن ما حدث حتى الآن هو أن تسليط الأضواء على الدمية " هالو باربي " جلب لهذه اللعبة مزيدا من سوء السمعة بأكثر مما حقق لها من شهرة، فقد حصلت على سبيل المثال على جائزة " الأخ الأكبر " - في إشارة للرواية الشهيرة - من مجموعة ألمانية تدافع عن حماية البيانات تطلق على نفسها اسم " الشجاعة الرقمية ". ووجه الآباء الذين يشعرون بالقلق والجماعات المدافعة عن الخصوصية انتقادات حادة لما أسموه " باربي التي تسترق السمع "، منذ أن عرضت شركة ماتيل الدمية الجديدة في معرض نيويورك للعب الأطفال في شباط/فبراير الماضي، وجمع التماس إليكتروني يعارض الدمية " المخيفة " أكثر من 37 ألف توقيع. ومع ذلك تقدم عشرات الآلاف بطلبات مسبقة لشراء الدمية التي يبلغ سعرها 75 دولارا، وذلك على موقع الشركة الإليكتروني، وبالنسبة لجيل الأطفال الذين اعتادوا على استخدام الهواتف الذكية لآبائهم، سيجدون أن " هالو باربي " تعمل بنفس الطريقة تقريبا مثل تطبيق " سيري " الناطق لهاتف آي فون. وتم تثبيت ميكروفون في رقبة الدمية ليسجل الكلام ثم يرسله لتحليله عن طريق الإنترنت إلى خوادم الحاسوب فيما يعرف " بالسحابة الإليكترونية " التي تقوم بتخزين البيانات في الفضاء الإليكتروني، ويختار البرنامج الإجابات المناسبة على أسئلة الأطفال من بين ثمانية آلاف من الخيارات المبرمجة مسبقا. ويتم تخزين محادثات المستخدم في ذاكرة " الدمية " من أجل تحسين القدرة على الاستجابة للحديث في المستقبل، وهو أمر يثير قلق المدافعين عن الخصوصية. وتقول شركة ماتيل إن البيانات المخزنة تستخدم فقط لتحسين خبرات المستخدم وليس من أجل أغراض الإعلان، ويتم حذفها من خادم الحاسوب بعد عامين، ويتطلب من الآباء أن يوافقوا على تسجيل أحاديث أطفالهم كشرط لبدء تشغيل وظائف الدمية الكلامية. غير أن المنتقدين أعربوا عن شكوكهم، ويشير بعضهم إلى التلفاز الذكي من إنتاج شركة سامسونج والمزود بميكروفون، والذي تسمح موافقة المستخدم للشركة بتسجيل المحادثات التي تجرى بين الأفراد في غرفة المعيشة، وذلك كمثال على عدم قدرة الشركات على مقاومة إساءة استخدام البيانات التي يتم جمعها عن طريق منتجاتها " الذكية ". وتعد " هالو باربي " جزءا من اتجاه أوسع نطاقا لإدخال مزيد من التقنية في أماكن رعاية الأطفال الصغار، بما في ذلك استخدامات أخرى لتقنية الكلام البشري. وكانت شركة " إليمنتال باث " الأمريكية المبتدئة قد طورت خطا إنتاجيا لحيوانات الديناصور الصغيرة التي تتحدث وتقدم المعلومات ويتم تشغيلها بتقنية الذكاء الاصطناعي لبرنامج " واتسون " الإليكتروني الذي أنتجته شركة " آي.بي.إم "، وهو برنامج يتيح الإجابة التي يطرحها المستخدم، ويصف إعلان الشركة لهذه الديناصورات بأنها " ألعاب ذكية تتعلم وتنمو مع طفلك ". وانضم المحامون في الولايات المتحدة أعضاء حملة " طفولة خالية من الممارسات التجارية " إلى الأفراد والجهات المعارضين لهذا الاتجاه، ودشنوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار " إلى الجحيم.لا لباربي " وهي تلاعب بمفردات اللغة الإنجليزية باسم الدمية الأصلي. وأعرب جوش كولين المدير التنفيذي لحملة " طفولة خالية من الممارسات التجارية " عن خشيته من أن يتم استخدام بيانات الأطفال لأغراض التسويق وأن يتم إرسالها لجهات أخرى. وقال في مقابلة تليفزيونية " إن الأمر يثير مجموعة من المخاوف الأمنية وقلق من انتهاك الخصوصية ". ومن بين الأشياء الأخرى التي تثير المخاوف أن " هالو باربي " لا تستطيع الاحتفاظ بالسر، فهي ليست لعبة يمكن الوثق فيها ولكنها مؤهلة لأن تصبح جاسوسة على الأطفال لصالح الآباء ، فكل التسجيلات الصوتية للطفل تخزن على حساب إليكتروني للأب لأغراض السلامة وفقا لما تقوله الشركة المنتجة.

مشاركة :