وتميزت شعوب قارة أمريكا الجنوبية بالانفتاح الحضاري والثقافي مع مختلف شعوب العالم، مما أسهم ذلك في زيادة التقارب مع الشعوب التي هاجرت إلى القارة، خاصة من الشعوب العربية والإسلامية، وتجانست معها في الكثير من الثقافات، بل واندمجت فيها إلى ما يمكن وصفه بالذوبان في بعض الأحيان، ليتمخض عن هذه الخطوة عادات مشتركة تمثلت في : بناء الأسرة، والعلاقات الاجتماعية، والمفردات المتداولة، والتراث الشعبي، والزي التقليدي، بحسب قول مدير مركز الملك فهد الثقافي في الأرجنتين الدكتور محمد الحربي. وأفاد مدير إدارة الثقافة والحوار الحضارات في جامعة الدول العربية الدكتور محمد بن سالم الصوفي في ورقة عمل بعنوان " مستقبل الحوار الثقافي العربي الأمريكي الجنوبي" قدمها خلال أعمال الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة العرب ودول أمريكا الجنوبية الذي استضافته المملكة في شهر أبريل عام 2014م : إن المرأة البرازيلية استلهمت طريقة اللبس لدى النساء الأندلسيات، وكيّفت أسلوب حياتها مع أسلوب المرأة في صقلية إبان عصر الأندلس، كما أخذت بطريقة أناقة النساء في ذلك العصر، حتى أصبحت من مظاهر اللبس المتعارف عليها كثيرًا في البرازيل. وظلت الفنون العربية معلمًا بارزًا في العروض الفلكلورية التي تؤدى بشكل جماعي أو فردي في بعض دول قارة أمريكا الجنوبية حتى وقتنا الحالي، وتتمتع بقيمة رمزية ووطنية مثل : (لاكويكا) في تشيلي ، و ( لاكوكيا سامبا) في البيرو، و (التانجو) في الأرجنيتين، علاوة على الموشحات المستوحاة من الموشحات الأندلسية. ونقلت اللغة الإسبانية إلى قارة أمريكا الجنوبية حضارة شبه جزيرة الإيْبِيرِيّة التي ساد فيها العرب، لتدخل في مضامين اللهجة العامية اللاتينية العديد من مفردات الثقافة العربية والإسلامية، وأثرت في طريقة نطقها، وبنيتها النحويّة، وتبين أن مرونة ترتيب الكلمات في الجملة الإسبانية بعكس كل اللغات ذات الأصل اللاتيني هو محاكاة للجملة العربية. ويسهم مركز الملك فهد الثقافي في الأرجنتين في خدمة الإسلام والمسلمين بجمهورية الأرجنتين ودول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وتوعية المسلمين بأهمية المشاركة في تنمية المجتمع الذي يعيشون فيه، والسعي لتعريف شعوب المنطقة بالثقافة الإسلامية والعربية. // يتبع // 14:42 ت م NNNN تغريد
مشاركة :