أردني يبني قمرة قيادة في منزله ليشعر بـ«متعة الطيران»

  • 12/5/2021
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما‭ ‬حلم‭ ‬محمد‭ ‬ملحس‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬طياراً،‭ ‬لكنّ‭ ‬ظروفه‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بذلك‭.. ‬وقد‭ ‬قرر‭ ‬هذا‭ ‬الأردني‭ ‬البالغ‭ ‬76‭ ‬عاما‭ ‬بناء‭ ‬قمرة‭ ‬قيادة‭ ‬طائرة‭ ‬في‭ ‬قبو‭ ‬منزله‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬بالتحليق‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬افتراضية‭ ‬من‭ ‬المنزل‭. ‬ويقول‭ ‬ملحس‭ ‬المتقاعد‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬لمدة‭ ‬35‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مستشفى‭ ‬خاص‭ ‬أنشأه‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬عمّان،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يتفرج‭ ‬على‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬ويحلم‭ ‬بالطيران‭ ‬بحرية‮»‬‭.‬ وأضاف‭ ‬في‭ ‬قبو‭ ‬منزله‭ ‬حيث‭ ‬عُلقت‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬مصغرة‭ ‬وملأت‭ ‬مكتبته‭ ‬كتب‭ ‬حول‭ ‬الطيران‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬ألعب‭ ‬مع‭ ‬زملائي‭ ‬بالطائرات‭ ‬الورقية‭ ‬خلال‭ ‬العطل‭ ‬الصيفية‭ ‬المدرسية‭ ‬كنت‭ ‬أقول‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭: ‬كيف‭ ‬باستطاعة‭ ‬هذه‭ ‬الأوراق‭ ‬أن‭ ‬تحلق‭ ‬هكذا‭ ‬عاليا‭ ‬في‭ ‬السماء،‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬تولدت‭ ‬عندي‭ ‬رغبة‭ ‬وحب‭ ‬للطيران‮»‬‭. ‬ وتابع‭ ‬‮«‬كان‭ ‬قلبي‭ ‬دائما‭ ‬معلقا‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬وحلمي‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬طيارا‭ ‬لكنّ‭ ‬الظروف‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬بذلك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشغف‭ ‬ظل‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬طوال‭ ‬حياتي‮»‬‭. ‬وهكذا‭ ‬ورغم‭ ‬انشغاله‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬سيتي‭ ‬أوف‭ ‬ويستمينستر‭ ‬كولدج‮»‬‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬حيث‭ ‬درس‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفيات،‭ ‬ظل‭ ‬ملحس‭ ‬يتابع‭ ‬هوايته‭ ‬ويقرأ‭ ‬الكتب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالطيران‭.‬ وعام‭ ‬1976،‭ ‬انضم‭ ‬ملحس‭ ‬إلى‭ ‬أكاديمية‭ ‬الطيران‭ ‬الملكية‭ ‬ليتعلم‭ ‬قيادة‭ ‬طائرة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬‮«‬بايبر‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬المحرك‭ ‬الواحد،‭ ‬فكان‭ ‬يطير‭ ‬فجرا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬مسرعا‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬صباحا‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭. ‬وقد‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الرخصة‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭. ‬ثم‭ ‬انضوى‭ ‬لقرابة‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الطيران‭ ‬الشراعي‭ ‬الملكي‭ ‬وكان‭ ‬يطير‭ ‬أسبوعيا‭ ‬بطائرة‭ ‬شراعية‭. ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬كان‭ ‬ملحس‭ ‬يطير‭ ‬افتراضيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬طيران‭ ‬إلكترونية،‭ ‬ثم‭ ‬انضم‭ ‬لمنظمة‭ ‬عالمية‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬فيرتشوال‭ ‬ترافيك‭ ‬ستيموليشن‮»‬‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬شبه‭ ‬حقيقية‭ ‬بوجود‭ ‬مراقب‭ ‬جوي‭ ‬يوجهه‭.‬ ويقول‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬صديقا‭ ‬من‭ ‬هواة‭ ‬الطيران‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬نتحدث‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬ونطير‭ ‬افتراضيا‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬فراغنا‮»‬‭. ‬ ويضيف‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬نطير‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬ودمشق‭ ‬وبغداد‭ ‬والقاهرة‭ ‬ودبي‭ ‬وجدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭,‬‭ ‬نبقى‭ ‬أحيانا‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬جالسين‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬نحلق‭ ‬برحلات‭ ‬حقيقية‮»‬‭. ‬ ويوضح‭ ‬ملحس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بخداع‭ ‬الدماغ،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬تشعر‭ ‬وكأنك‭ ‬تطير‭ ‬في‭ ‬السماء،‭ ‬ولكنك‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬جالس‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬تسترخي‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬داخل‭ ‬منزلك‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المخاطر‮»‬‭. ‬ ورغم‭ ‬هذا‭ ‬كله،‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬ملحس‭ ‬بمتعة‭ ‬الطيران‭ ‬الحقيقي‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬الكمبيوتر،‭ ‬فقرر‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬قمرة‭ ‬قيادة‭ ‬تحاكي‭ ‬التصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬للقمرة‭ ‬في‭ ‬طائرة‭ ‬بوينغ‭ ‬800‭-‬737‭ ‬للشعور‭ ‬بقدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الواقعية،‭ ‬في‭ ‬قبو‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬دابوق‭ ‬الراقي‭ ‬غرب‭ ‬عمان‭. ‬وهو‭ ‬اشترى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭. ‬ كما‭ ‬استحصل‭ ‬على‭ ‬الكراسي‭ ‬في‭ ‬القمرة‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الخردة،‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬عائدة‭ ‬لحافلة‭. ‬ووضع‭ ‬أمامه‭ ‬ثلاث‭ ‬شاشات‭ ‬كبيرة‭ ‬ليشعر‭ ‬بالاندماج‭ ‬في‭ ‬محيطه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬مصممة‭ ‬لتتناسق‭ ‬مع‭ ‬تحركاته‭ ‬ليبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬في‭ ‬طيران‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬الجو،‭ ‬حيث‭ ‬السماء‭ ‬والغيوم‭ ‬والبر‭ ‬والأنهار‭ ‬والغابات‭ ‬والصحراء‭. ‬ كما‭ ‬في‭ ‬إمكانه‭ ‬تحديد‭ ‬الطقس‭ ‬خلال‭ ‬الطيران‭. ‬

مشاركة :