أبوظبي - اعتبرت الروائية الإماراتية نورة النومان خلال خطاب ألقته على منصة "تيدإكس مكتبات الشارقة" المرخصة من قبل سلسلة المؤتمرات العالمية "TED" في هيئة الشارقة للكتاب بعنوان "خيال علمي هاتوا برهانكم" أن أدب وفنون الخيال العلمي يؤسس لبناء ثقافة فهم الواقع بناء على الأدلة والبراهين وأن ما نقرأه أو نشاهده من خيال علمي هو وليد تحليل الواقع وبناء توقعات استشرافية تستند لمكوناته وتستجيب لتوجهاته. وأشارت إلى أن أدب الخيال العلمي قادر على تغيير الأجيال وأنها موقنة بأثره العميق في توجيه العقول نحو ترسيخ مبدأ البراهين والأدلة عند اتخاذ القرارات الحاسمة في الحياة. وأوضحت نورة النومان أن الفنتازيا تحتوي على الأفكار"المجنونة" والخارقة وتعطي للكاتب فرصة أن يجمح بخياله ويكتب في مواضيع قد تكون غير معقولة وغير منطقية أما الخيال العلمي فإنه يتوافق مع الفنتازيا من ناحية حديثه عن الأفكار الخارقة والمجنونة إلا أنه يستند في حبكته وأحداثه وأدواته وحتى في حلوله إلى أساسيات العلم ومفاهيمه. وأضافت النومان "ثمة فارق جوهري أيضا بين أفلام الخيال العلمي وأدب الخيال العلمي حيث إن الخيال العلمي في الأفلام يستند إلى الإثارة ومن هنا فإنه لا ينطلق من ثوابت العلوم أما أدب الخيال العلمي فإنه لا بد أن يستند إلى أساسيات العلوم التي تحكمه في مجمل أحداثه وسردياته". موضحة أن الإهتمام بالخيال العلمي يمثل إهتماما بمستقبل البشرية وآفاق تطورها إذ إن كثيرا من التقنيات التي نستخدمها وأصبحت من أساسيات الحياة المعاصرة كانت في السابق عناصر خيالية مسطرة بين صفحات روايات الخيال العلمي. ولفتت إلى أن ما يميز العلوم هو استنادها إلى الأدلة والحقائق وأنها لا تحكمها العواطف والمشاعر النفسية مؤكدة أن العالم الحقيقي مستعد للتخلي عن نظريته إن أثبتت الحقائق القاطعة بطلانها مبرزة خطورة ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي لإثبات الادعاءات التي تنشر بتصديرها بعبارة "أثبتت الدراسات". وصدر لنورة النومان في السابق كتبن مصورة للأطفال على غرار "القطة قطنة" و"القنفذ كيوي"، كما أصدرت رواية بثلاثة أجزاء هي "أجوان"، "ماندان"، "سيدونية".
مشاركة :