مع إمعان ميليشيات الحوثي الإرهابية في ممارساتها العدوانية وتصعيدها لهجماتها ضد المدنيين في مختلف أنحاء اليمن، تتفاقم الكارثة الإنسانية التي يشهدها هذا البلد، بما يجعل سكانه على شفا مجاعة، تحذر الأمم المتحدة، من أنها ستكون الأسوأ من نوعها في العالم بأسره منذ عقود. أحدث التقديرات التي كشفت عنها الوكالات الإغاثية الدولية في هذا الإطار، تفيد بأن الحرب التي أشعل الانقلاب الحوثي نيرانها في اليمن في خريف عام 2014، جعلت 16 مليوناً من سكانه، أي ما يزيد على نصف عدد السكان، في الطريق لمواجهة مجاعة فعلية. الأرقام التي أعلن عنها برنامج الأغذية العالمي وأكدت مصادر مستقلة دقتها، أشارت كذلك إلى أن نحو 20.7 مليون يمني، باتوا الآن بحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية، لتمكينهم من مواجهة المصاعب المترتبة على العدوان الحوثي، الذي أدى إلى شح المواد الأساسية في الأسواق، وعلى رأسها الأغذية، بفعل الارتفاع الهائل في الأسعار، بنسبة وصلت إلى 60% منذ بداية العام الجاري، جنباً إلى جنب مع تهاوي قيمة العملة المحلية، التي انخفضت في بعض مناطق البلاد بما يقرب من 40%. وأبرز الخبراء فرض الميليشيات ضرائب وتعريفات باهظة على عدد من السلع الأساسية، ما زاد من المعاناة التي يكابدها اليمنيون. ويشكل ذلك انتهاكاً من جانب الحوثيين للحظر المفروض بموجب القانون الدولي الإنساني، على استخدام التجويع كسلاح في الحروب، ويعني هذا الحظر منع مهاجمة أو تدمير أو إتلاف المقومات، التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة في مناطق الصراعات. وبحسب تقرير نشره موقع «ميشين نيتوورك نيوز» الإلكتروني، أصبح قرابة 80% من اليمنيين، يعيشون تحت خط الفقر، جراء تبعات أكثر من 7 أعوام من المعارك، التي تفجرت بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء بالقوة. وتفاقمت هذه التداعيات خلال العامين الماضيين، إثر تفشي وباء كورونا، الذي بدأت موجته الثالثة في اجتياح اليمن أواخر سبتمبر الماضي، مما أدى إلى بلوغ عدد الوفيات الإجمالي وفقا للأرقام الرسمية نحو 1900 حالة. ولكن الخبراء يحذرون من أن هذا العدد، لا يعبر عن الحجم الحقيقي لتفشي «كوفيد- 19»، في ظل إحجام الانقلابيين المسيطرين على مناطق عدة من اليمن، عن الإعلان عن حقيقة الوضع الوبائي في شمال البلاد، بشكل خاص. ويزيد من خطورة هذا الوضع، تداعي القطاع الطبي في اليمن، الذي يتصدى لجائحة كورونا بـ 15% فحسب من قدراته، جراء الصراع الدموي المتواصل في البلاد. فحتى قبل رصد أولى حالات الإصابة بكورونا، كانت نصف المستشفيات خارج الخدمة بشكل فعلي، ما جعل السكان عرضة للإصابة بأمراض وأوبئة مختلفة.
مشاركة :