كيف يمكن قراءة مشاهد العروض المسرحية والغنائية والحفلات الفنية، دون النظر لتشكيل الصورة كاملةً، والتي جسدها «بوليفارد رياض سيتي» المنطقة المكتظة من زوار «موسم الرياض 2021». الصورة، هي معنى الحضور للمكان، حين تحتل أسماء عديدة صنعت خلودها في ذاكرة الشعوب، بقيت اسمًا ومشاهدَ وصوتًا وتعابير، لا تزال في تكرارها الكبير عربيًّا ومحليًّا، من السيدة أم كلثوم «كوكب الشرق»، و»العندليب» عبدالحليم حافظ وعبدالحسين عبدالرضا الذي تمثلت ذكراه في «درب الزلق». سعوديًّا، حلت أسماء عدة، منهم من صاغ تحفة الفن الغنائي كالفنان العريق محمد عبده، وكذلك الفنان عبادي الجوهر، وعلى صعيد آخر في جانب المسرح وفنونه حل الفنان الراحل محمد العلي، والفنان الراحل بكر الشدي، وحكايات أخرى. كل ذلك، يعطي لجولة «بوليفارد رياض سيتي»، متعةً أخاذةً في ربط الأماكن بالشخوص، وحضور التقاليد الذي لم ينقطع عن حضوره مع منجزات الحضور الأكبر، في جوهرة موسم الرياض. «محمد عبده أرينا»، أحد أكبر مسارح السعودية اليوم، حيث تصل سعته إلى أكثر من 18 ألف مقعد، يعطي ذلك تعبيرًا عن قيمة يحظى بها محمد عبده، الذي صنع تاريخ الفن الكبير للسعودية في حضور استثنائي منذ ما يزيد على خمسة عقود، كان فيها الأكثر عطاءً وإنتاجًا، ليعكس معه مسرحه الذي يحمل اسمه تلك القيمة، ويصدح فيه للملأ، بحياة العروض المباشرة. أيضا «مسرح أبو بكر سالم»، والذي يحمل اسم نهر مختلف، كان ذا عطاء وإنتاج في نوعية مختلفة، على صعيد الكلمة والألحان والأداء الذي يرتب المسارح والأستوديوهات، والذي صنع إبداعات مختلفة، وقصص الرومنسيات والحنين وضمها ضمن أرشيف يغنيه الأجيال، في مسرحه الكبير الذي يسع «7» آلاف مقعد، كانت مشاهد حضور الفنانين والفنانات تحضر مع استمرار تردد اسمه. وعلى صعيد العروض المسرح، حضرت وستحضر فرق مصرية وخليجية، وأخرى سعودية، والتي هي صانعة المسرح التجاري عربيًّا، كانت تبرز نتاجها في منصات تحمل اسم رواد سعوديين، فـ»مسرح محمد العلي»، أيقونة أخرى، يحل للمرة الأولى اسمًا، ورائدا تمكن من قيادة عناصر المسرح، ومكّن أجيالًا شابةً في حضورها، لتكون اليوم ضمن الأكثر نجومية في شباك التذاكر مسرحيًّا وتلفزيونيًّا، ليعكس مسرحه عطاء العقود الأربعة في سبيل تأسيس فن سعودي ذي لمعة يُعرف بها أبدًا. وعلى الجانب الآخر، مسرح «بكر الشدي»، أحد أكبر المسارح للفنون المسرحية والأدائية في موسم الرياض، نوع آخر وذو تاريخ مستمر، حيث يحضر ذات الاسم مرة أخرى في موسم العاصمة مجددًا، ليعكس قيمة اسم صنع في الدراما والمسرح تميزًا، جعله بين الأجيال حاضرًا، ولو مر على رحيل بكر الشدي أكثر من «18» عامًا، كفنان سعودي موهوب يحمل درجة الدكتوراه في الأدب المسرحي، وفي جعبته عشرات الإنتاجات، وهو ما يعيده مسرحه للحضور. في «بوليفارد رياض سيتي»، يتحدث العابر عن الرموز السعودية، حيث احتلت أسماؤهم حقول الحضور، وصنعت معها الهيئة العامة للترفيه قصةً أخرى تعيد للجميع تكرار أسماء، لتحتفي برموز الفنون، كونهم عناصر إبداع، وفي قصصهم التضحيات.
مشاركة :