سامي بين كراهية الحساد وجهل (الطارئين) وعاطفة الهلاليين

  • 12/4/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فتح المدرب الهلالي سامي الجابر الباب واسعا ليعبر الكارهون عن مشاعرهم المعلنة أو الدفينة، خسر من فريقي الرائد والنصر وتعادل مع الأهلي والشعلة، وتقدم النصر إلى صدارة الترتيب، كانت تلك أدوات الحرب التي دشنت رسميا بعد أن كانت تقيم المعسكرات التدريبية في أكثر من موقع وتقوم ببعض العمليات الاستطلاعية والقتالية المحدودة على نحو يشبه جس نبض وتهيئة الأجواء. سامي الجابر دون غيره من المدربين أصبح (ترموميتراً) لقياس الفرق والمدربين، فإن سجلوا في شباك فريقه اعتلت رقابهم إلى السماء وإن انتزعوا ثلاث نقاط أو نقطة صعدوا سلالم المدح والثناء، هو مرآتهم الوحيدة التي يمكن لهم أن يروا وجوههم فيها، يتحسسوا فيها رقابهم عدا ذلك فأمر اعتيادي يخسرون أو ينتصرون لافرق عند جماهيرهم وإعلامييهم وشرفييهم، هناك أمر واحد مرفوض مرفوض، هو السقوط أمام سامي أو التنازل عن نقطة واحدة في حضرته وهلاله. سامي الهلال أو هلال سامي كلمة لا تليق لأن الهلال كيان هكذا يقولون بينما هلال جريتس طبيعي لأنها في الأصل تعبر عن تقليل من شأن الهلال الكيان وهو ما يريدونه تماماً كما يقول الآن بعض النقاد (السكة) إن سامي يعتمد على سالم ونيفيز.. نعم يعتمد عليهما (يعني تبغاه يعتمد عليك).. يعتمد عليهما لأنهما ضمن خارطة الفريق وعليهما دور يجب أن يؤديانه وفي كل فريق عناصر فارقة يجب توظيفها لصالح الكل، ويقولون إن سامي هزم من الأندية الصغيرة ولا أعلم أين الصغير والكبير في هذا الدوري إذا كان هزم الاتحاد بالخمسة والشباب بالأربعة وخسر أمام النصر والرائد؟ ربما يكتب بعض الهلاليين المتحمسين أو العاطفيين عن سامي كلاماً يعجب الكارهين، لكن ذلك لايعني لسامي إلا أنه دافع ليرضي العشاق ويكيد الحساد، وقد يرى بعض (الطارئين) على الإعلام الرياضي أن مستقبل سامي مهدد فيما لايعلمون أن الطريق طويل سيمضي فيه على طريقة القافلة تسير، وإن عليهم أن يفتشوا هم عن خروج آمن لهم يحميهم من (صعلكة) "سبيت ماله بيت" الذي جعلهم كل يوم في صحيفة. ولكن هل سامي الجابر فوق مستوى النقد أو تحته؟ فهذا الأمر هو ما يجب على النقاد الحقيقيين وعلى سامي التعامل معه بجدية ودون مجاملة، فإذا كان (13) مدربا في دوري جميل ينعمون بالراحة والأمان ليس لأنهم لا يدربون الهلال ولكن لأن ليس بينهم سامي فإن انتقاد سامي فنياً ومتابعة كل عملية وإبداء الرأي فيها حق مشروع بل هو من يجعل من سامي الجابر مدرباً وليس نجماً. نعم يجب أن يتم وضع سامي تحت مقصلة النقد والمتابعة والمحاسبة، وعلى جماهير الهلال قبل المسؤولين فيه أن لايتنازلوا عن حقهم في المراقبة والمحاسبة تماما كما كانوا يحاسبون المدربين السابقين، لأن سامي الآن يعمل مدرباً وقد خلع قبعة النجومية والتاريخ وأودعهما في سجلات النادي وقلوب المشجعين، وهو بحاجة إلى أن يتم التعامل معه كمدرب فقط حتى يمكن له أن يأخذ حقه ويعطي ما عليه من حقوق. الترويج لإلغاء العقد أو الاستقالة أو انقسام الجماهير، كل هذا العجز في التعبير عن الكراهية لن يغسل قلوب مروجي هذه الادعاءات لأنهم أمام شخصية تجاوزتهم في كل شيء وسبقتهم على كل شيء وتعاملت معهم بقدرهم وحجمهم الحقيقي، وشخصية لم يعد لها ما يستهويها في الارتباط بهم، فقد كانت مرحلة وتجاوزها كثيراً، لذلك لم يكن بالغريب محاولة الزعزعة أو هز الثقة، ولكن الغريب أنهم أول من يعلم أن تلك لاتهز شعرة عند من مثل عقل وشخصية سامي الجابر، وإن كنت أعذرهم فقد يكون استعجالهم لهذا الهجوم لمعرفتهم أنها فرصة قد لاتتكرر، حيث يخشون عودة هلال سامي قبل بث هذه الزفرات من صدورهم. ما الذي حدث فعلاً ليكون مدرب الهلال السعودي سامي الجابر قد فعله خلاف ما كان يحدث لكل الفرق وللهلال مع كل المدربين؟ وهل درجت العادة أن يتم تقييم الهلال في عشر جولات ويحكم عليه بالفشل وهو في الوصافة؟ وهل سبق للهلال أن خرج موسما واحداً دون بطولة؟ وهل كانت تلك البطولات تأتي دون خسارة مباريات ومسابقات؟ ألم يخسر الهلال أمام النصر تحت إشراف البلجيكي جريتس وقد حقق الدوري قبل نهايته بأسابيع؟ أليس الهلال يعاني من ضعف العمق الدفاعي ثم الحراسة بعد رحيل الدعيع؟ ألم يهزم الموسم الماضي من الفتح وهجر في جولتين متواليتين ؟ كل ذلك حدث ويحدث لا جديد، ولكن لأن الهلال يحتاج عند محاربته إلى محفزات جديدة فقد اختار خصومه سامي الجابر حافزا للوقوف أمامه ومحاولة عرقلته طبعاً لصالح أنديتهم وليس لصالحه، مما يستوجب على جماهير الهلال أن لاتنزلق إلى هذا المستنقع الذي يريدون أن يقع الهلال فيه، لكن دون الحجر على هذه الجماهير والنقاد الراشدين الأصحاء، فهؤلاء عليهم واجب المراقبة والمحاسبة لأن ذلك إذا لم يحدث فإن هذا إساءة للجابر وليس وقوفاً إلى جانبه، فهو كمدرب لناد كبير لابد أن تتم مساءلته ومراقبته ومحاسبته.. كل ماورد غيض من فيض يمكن له أن يفتح الفرصة للحديث حول أسماء بعينها وجهات محددة أظهرت وجهاً قبيحا حتى في التعامل الإنساني وفجوراً في الخصومة غابت فيه (مخافة الله) من خلال التعدي والبهتان والادعاءات الكاذبة وبث الكراهية والعنصرية وقلب الحقائق والتحريض، كل ذلك لتحقيق إما نبوءتها التي سقطت بعدم قدرة سامي الجابر على تدريب الهلال، أو للجم جماح الطموح الذي أوصله إلى ما أدخل في قلوبهم الغيرة والحسد والعياذ بالله، ولأن الأمر يجب أن يكون في إطار مدرب، وآخرون عليهم أن يعدلوا في التقييم بين كل المدربين، ولأن القصد ليس خوفا على الهلال ولا لخدمة مدرب سعودي، ولأن الأقنعة لم تسقط بل هي في الأصل واهية وكاشفة، فعلى الجميع أن يضع حداً لهذا الانـدفاع المجنون الذي يسيء لنا جميعأً كمجتمع واحد قبل أي شيء آخر لأنهم مكشوفون ولن ترحمهم الجماهير ولا التاريخ.

مشاركة :