كيف توازن الهند بين مصالحها مع روسيا والولايات المتحدة؟

  • 12/6/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

- الرئيس بوتين يزور نيودلهي اليوم بالتزامن مع وصول الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الروسية "S-400" إلى الهند - مسؤولون أمريكيون حذّروا من أن عقوبات "كاتسا"، سيطبق على الهند عقب وصول وتشغيل منظومة الصواريخ "S-400" - بعد زيارة بوتين بوقت قصير، سيسافر وزيرا الخارجية والدفاع الهنديان إلى واشنطن للقاء نظرائهما في صيغة "2 +2" - ربما اتخذت الهند ميلًا استراتيجيًا نحو الولايات المتحدة في العقد الماضي، لكن لا تزال روسيا أكبر مورد للمعدات الدفاعية إلى الهند - يقول دبلوماسيون هنود إنه بينما زادت مشترياتهم الدفاعية من واشنطن، لا تزال المعدات الروسية تشكل 70 بالمئة من ترسانة الهند الحالية زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى نيودلهي، اليوم الإثنين، التي تتزامن مع وصول الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الجوي الروسية "S-400"، ستختبر مهارات الدبلوماسية الهندية في موازنة العلاقات بين حليفها القديم في الحرب الباردة، وبين الولايات المتحدة الأمريكية شريكها الاستراتيجي الجديد. ربما تكون الهند اتخذت ميلًا استراتيجيًا نحو الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، ولكن وفقًا لمركز الأبحاث الرائد "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI)، لا تزال روسيا أكبر مورد للمعدات الدفاعية إلى الهند وذلك بنسبة 58 بالمئة. بعد زيارة بوتين بوقت وجيز، من المقرر أن يسافر وزيرا الخارجية والدفاع الهنديان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء نظرائهما في صيغة "2 +2" في محاولة لحل هذه المشكلة (شراء المنظومة الروسية). بينما حذّر المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا من أن قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات "كاتسا" لعام 2017، سيطبق على الهند عقب وصول وتشغيل منظومة الصواريخ "S-400"، لكن مصادر هندية تأمل في أن يتنازل الرئيس جو بايدن عن فرض العقوبات على الهند. في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وصفت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، صفقة الصواريخ بأنها "خطيرة"، لكنها أعربت عن أملها في أن يتمكن الجانبان من "حل" المشكلة. وكانت نيودلهي وقعت صفقة لشراء خمس بطاريات من أنظمة S-400 الروسية بقيمة حوالي 5.5 مليارات دولار عام 2018. وفي عام 2019، علقت واشنطن مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة "F-35" بسبب قرار أنقرة شراء نظام دفاع جوي مماثل من موسكوـ رغم أن تركيا عضو رئيسي في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ انضمامها إليه عام 1952، ولديها ثاني أكبر جيش فيه بعد الولايات المتحدة، وتقوم بحماية الجناح الجنوبي الشرقي للحلف منذ عقود. وفي إشارة إلى صعوبة تحقيق الهند للتوازن في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، قالت راجيسواري بيلاي راجاغوبالان، مديرة مركز الأمن والاستراتيجيات والتكنولوجيا، إن الهند لا تريد التخلي عن العلاقة مع روسيا - رغم علاقات موسكو مع بكين - لكنها أيضًا لا تريد الضغط على الولايات المتحدة أكثر من اللازم. وأضافت أن "الضرورات التنافسية للجانبين تشير أن واشنطن ونيودلهي ستبذلان قصارى جهدهما لإيجاد حل وسط يسمح لبايدن بتجنب فرض عقوبات على الهند". ** روسيا لا تزال مورداً رئيسياً للأسلحة يقول دبلوماسيون هنود إنه بينما زادت مشتريات بلادهم الدفاعية من الولايات المتحدة، إلا أن المعدات الروسية لا تزال تشكل حوالي 70 بالمئة من ترسانة الهند الحالية، مشيرين أنه من الصعب تقليل المشتريات الروسية إلى أبعد من نقطة محددة. ويفوض قانون "كاتسا" الذي دفع به الديمقراطيون خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات مالية وحظر سفر على أي دولة أو مسؤولين مشاركين في إبرام صفقات دفاعية أو استخباراتية مهمة مع روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية. وفقًا للمادتين 231 و235 من القانون، يتوجب على رئيس الولايات المتحدة فرض إجراءات تشمل وقف خطوط الائتمان من الولايات المتحدة؛ وإلغاء أو منع بيع السلع والتكنولوجيا المرخصة؛ وحظر البنوك والمصنعين والموردين والمعاملات العقارية من البلد الخاضع للعقوبات، مما يجعل من الصعب ممارسة التجارة؛ وفرض العقوبات المالية وعقوبات التأشيرات على مسؤولين محددين. وكانت الهند أكدت أنها لا تقبل سوى تلك العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة إلا أنها امتثلت لخط الولايات المتحدة بإلغاء إمداداتها النفطية من إيران وفنزويلا عام 2019، ورغم أن الولايات المتحدة تخلت عن العقوبات للسماح للهند بتطوير ميناء تشابهار الإيراني كبوابة بديلة لأفغانستان، عقب عقوبات أخرى على الشركات والكيانات النفطية الإيرانية، اضطرت نيودلهي إلى تقليص استثماراتها. وقالت راجاغوبالان إنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة فرض عقوبات قانون "كاتسا" على أي عضو من أعضاء "الحوار الأمني الرباعي (QUAD)، الذي يشمل الهند وأستراليا واليابان. وقالت إن اقتراح التعديل الأخير - قانون الحد من العواقب غير المقصودة التي تضعف التحالفات والقيادة (CRUCIAL) لعام 2021 - قد ينقذ الهند لأنه يقدم حجة قوية لعدم تطبيق عقوبات "كاتسا" على أعضاء الحوار الأمني الرباعي. وأضافت أن العقوبات ستؤثر سلبا على الديناميكيات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ** "الإكراه لن ينجح" الدبلوماسي الهندي السابق بيناك شاكرافارتي، اعتبر أن الإكراه من خلال العقوبات ضد نيودلهي "لن ينجح". وفي إشارة إلى أن كرة العقوبات في ملعب واشنطن، قال إنه في حال تطبيق قانون "كاتسا"، فإن ذلك سيعزز ويخدم مصالح الصين وإلى حد ما مصالح روسيا، اللتان ولأسباب مختلفة تسعيان لتقويض العلاقات الهندية الأمريكية المتنامية. وكتب شاكرافارتي في ورقة بحثية نشرتها "مؤسسة أوبزرفر البحثية" (مقرها نيودلهي) "اليوم، تسعى الصين للهيمنة على العالم، حيث أوضحت أنها تسعى لاستبدال الولايات المتحدة بصفتها القوة المهيمنة على العالم. لقد تغير المشهد الجيوستراتيجي بشكل لا رجعة فيه، وستلعب الهند دورًا محوريًا في العقود القادمة للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في آسيا". ووفقًا لمسؤولين هنود طلبوا عدم الكشف عن هويتهم كونهم غير مفوضين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، فقد نشرت الصين بالفعل سربين من منظومة "S-400" في "نجاري جار جونسا" و"قاعدة نينغتشي" الجوية في التبت، في "لاداخ" و"أروناتشال براديش"، على التوالي. التنازل عن العقوبات ضد الهند قد يتم معارضته من قبل دول أخرى، وقد يشجع ذلك دولاً أخرى مثل السعودية على المضي قدمًا وتوقيع صفقات دفاعية مع روسيا. وتتوقع مصادر متعددة في الهند أنه في الوقت الحالي قد تؤجل إدارة بايدن العقوبات لكنها ستستمر في الحفاظ على التهديد بقانون "كاتسا" قائماً. وفقًا لموقع "Intelligence Online"، الذي ينشر معلومات حول عالم الاستخبارات، فإن روسيا ستحاول خلال زيارة بوتين بيع بطاريات أنظمة الدفاع الصاروخي الجديدة المضادة للطائرات "S-550" للهند. زعم الموقع أن روسيا عهدت بشكل غير رسمي إلى ديمتري شوغاييف، مدير الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، بالمهمة الاستراتيجية المتمثلة في بيع نظام دفاعها الجوي الجديد للجيش الهندي. ** التفاوض على S-550 في حديثه للصحفيين في معرض دبي للطيران، قال سيرجي تشيميزوف، الرئيس التنفيذي لشركة الدفاع الروسية العملاقة "روستيك"، إن نظام "S-550" سيُصمم لاكتشاف واعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على مسافة أكبر من نظام "S-500"، وأن المكونات المادية للصاروخ تم بالفعل إنشاؤها. بعد فترة وجيزة من توقيع صفقة شراء "S-400" من روسيا عام 2018، وافقت الهند أيضًا على استيراد ما قيمته مليار دولار من شركة "رايثيون" الأمريكية ونظام الصواريخ الخاص بها الذي يحمل اسم (NASAMS-2) لتحصين القوات الجوية ودرع الدفاع الصاروخي للبلاد فوق مدينة نيودلهي. ونقلاً عن ضابط عسكري كبير، قال موقع "TheWire.in" الإخباري إنه من خلال الموافقة على شراء "NASAMS-2"، عرضت الهند على الولايات المتحدة صفقة لتجنب قانون "كاتسا"، مضيفاً أنه حتى الآن لا يبدو أن الهند نجحت في ذلك. ويؤكد الخبراء في الهند أنه في أيام الحرب الإلكترونية، سيحتاجون إلى كل من "NASAMS-2" و"S-400" مع أنظمة تشفير مختلفة لمواجهة التهديدات الناشئة. وجادل خبير الدفاع الشهير برافين ساوهني، بأن استخدام نظام "S-400" باهظ الثمن ضد هجوم بطائرة أو طائرة بدون طيار لم يكن فكرة جيدة، لأن هذا النظام يهدف إلى الحماية من الصواريخ الباليستية. وأضاف: "أفضل استخدام لمنظومة S-400 هو حماية المدن الكبرى والأهداف عالية القيمة ضد الصواريخ الباليستية، التي تغادر الغلاف الجوي ثم تعود إلى الهدف". من ناحية أخرى، تمتلك أنظمة "NASAMS" نطاقًا محدودًا مصممًا لضرب الطائرات الهجومية والمركبات الجوية الأخرى، بما في ذلك صواريخ كروز منخفضة التحليق. ** الآراء الواردة في هذا المقال خاصة بالمؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لوكالة الأناضول. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :