الجرب هو مرض طفيلي مزمن ويعد من الأمراض المعدية الأكثر انتشارا ويصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل والخيول والكلاب والقطط والطيور واالنسان، ويحدث بسبب الإصابة بأحد طفيليات الحلم (Mites) وهو طفيل بطيء الحركة ليرى بالعين المجردة رقيق الجسم حجمه يتراوح بين ٤٠٠ الى ٧٠٠ ميكرون ،يسبب المرض التهاب الجلد المصاب بالحكة المؤلمة مع قشور جلدية و للمرض أهمية اقتصادية كبيرة وذلك ألنه يصيب الحيوان بالقلق نتيجة الالتهابات والآلام الشديدة بمناطق الإصابة فتقل شهيته للطعام ويصاب بالهزال والضعف العام ويقل وزنه ويحدث انخفاض في إنتاج اللحم والحليب ،كما تنخفض خصوبة الحيوان ويحدث إجهاض لاناث العشار ويقل انتاج الصوف وقد يتفاقم الوضع وتحدث مضاعفات تؤدي الى نفوق الحيوان المصاب اذا لم يعالج والجدير بالذكر أن هذا المرض يصيب الإنسان أيضا مسببا له التهابات جلدية مصحوبة بحكة مؤلمة. يعد هذا الطفيل (حلم الجرب) من العنكبوتيات له أربعة أزواج من االرجل كروي أو بيضاوي الشكل حيث انه يقوم بحفر أنفاق في الجلد قد يصل عمقها الى ١ سم حيث يعيش بداخلها ويقوم بتمزيق خاليا الجلد ليتغذى عليها وعلى سائل اللمف ما يسبب التهابات وافرازات وتكوين قشور سميكة على الجلد. تتمثل طرق انتقال العدوى بمرض الجرب عن طريق: - الاحتكاك بين الحيوانات المريضة والسليمة داخل المزرعة. - احتكاك الحيوانات السليمة بجدار المزرعة أو الأدوات التي تنتقل إليها العدوى من الحيوانات المصابة. - إدخال حيوانات مريضة بالجرب للمزرعة واختالطها بالحيوانات السليمة مباشرة بدون عزلها أوال في مكان مخصص للعزل وعلاجها قبل ضمها الى القطيع السليم (غير المصاب). كما تعتبر الحيوانات الهزيلة والضعيفة والمسنة أكثر عرضه للإصابة بالمرض، كما تعتبر إصابة الحيوان بسوء التغذية ونقص فيتامين أ والإصابة بالديدان الداخلية والتعرض لإجهاض من أهم العوامل المساعدة على الإصابة بالمرض أيضا. تحدث اإلصابة بالجرب في المناطق ذات الشعر أو الصوف القصير مثل الوجه والانف والفم والأذن والرقبة والرجل والبطن وأعلى منطقة الذيل، مما يؤدي الى شعور الحيوان بالرغبة في حك جلده في أي جسم صلب نتيجة الالتهابات وتمزق نهايات الأعصاب في منطقة الإصابة. كما يتساقط الشعر او الصوف في مناطق الإصابة ويحدث تجعد في الجلد وتتكون افرازات وقشور سميكة على سطح الجلد وقد تحدث مضاعفات وتحدث العدوى الثانوية في أماكن الإصابة مما يزيد الحالة سوءاً. يعتبر مرض الجرب من الأمراض سهلة التشخيص في الحقل والمزرعة وذلك عن طريق الاستعانة بالطبيب البيطري وبداية سيقوم الطبيب بالسؤال عن تاريخ الحالة المرضية والتي تشمل إذا تم إدخال حيوانات جديدة مصابة الى المزرعة ام ال؟ وما هو عدد الحيوانات المصابة وما هي الحالة الصحية العامة للحيوانات الموجودة داخل المزرعة؟ وما هي الأعراض مثل ظهور أماكن خالية من الشعر أو الصوف على الحيوان، وجود إفرازات وقشور على جسم الحيوان واحتكاك الحيوان الدائم بجدار المزرعة ......؟ تتأكد اإلصابة بالجرب بالفحص المعملي (الميكروسكوبي) حيث يتشابه ش كل اإلصابة بالجرب مع العديد من الأمراض الجلدية األخرى مثل بعض أنواع الفطريات، وأخذ العينات يتم وضع قليل من زيت البرافين أو الجلسرين على منطقة الإصابة ثم يتم عمل كحتات عميقة على حواف أماكن الإصابة بواسطة مشرط طبي نظيف وتحفظ الكشتات في انابيب او اطباق معملية وترسل الى المعمل للفحص المجهري. تفحص العينات مباشرة تحت الميكروسكوب أو يوضع عليها قبل الفحص قليل من محلول هيدروكسيد البوتاسيوم ١٠ ٪ وتسخن تسخين خفيف بدون غلي في حمام مائي. العلاج: في الحالات البسيطة ينصح بإزالة القشور المرافقة لآلفة الجلدية، بعدها تدهن المناطق المصابة بمرهم الكبريت او مرهم بنزوات البنزانيل وتكرر كل ٤٨ ساعة حتى شفاء الحالة المرضية أو استخدام بعض المركبات الحشرية المبيدة لهذا الطفيل (طفيل الحلم) المسبب لمرض الجرب ويفضل أن يجهز المحلول حديثاً وبتركيز بحسب ما توصي به الشركة المصنعة مثل مبيد الديازينون. في الحالات الشديدة (وجود إصابات منتشرة على معظم سطح الجلد) يقوم الطبيب البيطري بحقن الحيوان تحت الجلد بدواء مثل الايفرمكتين وبجرعة مقدارها ٢.٠ ٪ملجم/كيلوجرام من وزن الحيوان ويفضل إعادة الجرعة بعد أسبوعين كما يفضل أيضا رش الحيوان بأحد المبيدات الحشرية التي تم ذكرها سابقاً. للوقاية من الجرب: - الفحص الدوري للحيوانات بالمزرعة الكتشاف أي إصابة بالجرب في بدايتها ومن ثم عزلها وعلاجها. -- تجنب الرعي في الأماكن التي بها حيوانات مصابة. -- الرش أو التغطيس للحيوانات المصابة بعد تخفيفها تحت اشراف الطبيب البيطري وحسب التعليمات المرفقة مع كل مبيد. -- التنظيف الدوري للحظائر وتطهير الارضيات باستخدام الجير الحي. -- عدم إدخال أي حيوانات جديدة للمزرعة قبل فحصها وعالج المصاب منها. -- تعقيم كل الأدوات التي استخدمت من قبل الحيوان المصاب. -- تقديم علف جيد ومتوازن وغني بفيتامين (أ) وعنصر الزنك والكوبلت. هل ينتقل الجرب من الحيوان إلى الانسان؟ الإجابة هي نعم حيث تنتقل اإلصابة بالجرب الى الإنسان من الكلب والقطط والأرانب وكذلك يمكن أن تنتقل إليه من الخيول والماشية والأغنام. تحدث الإصابة غالباً في اليد والرسغ وبين الأصابع وتحت الابط والقدمين وبين الفخذين وتزداد اإلصابة بالجرب في المخالطين للحيوانات المصابة مثل الأطباء البيطريين والعاملين في المزارع وحدائق الحيوان والمجازر وكذلك بين الأفراد والعائلات التي تقوم بتربية الحيوانات الاليفة من الكلاب والقطط. ومن الأعراض حدوث التهابات في الجلد تسبب الحكة والهرش الذي يزداد ليالً فينتج عن ذلك جروح قد يحدث لها تلوث بعدوى ثانوية. تنتقل العدوى من انسان الى آخر عن طريق الملامسة والاختلاط المباشر وأدوات المريض والملابس وأماكن النوم ولذلك يجب تعقيم الملابس والشراشف والمناشف وأدوات المريض وغيرها وذلك عن طريق إضافة المنظفات والمطهرات القوية والمناسبة. العالج في الإنسان يتمثل في زيارة الطبيب للتشخيص الصحيح ومن ثم العالج باستخدام مرهم الكبريت وغيرها من العلاجات التي ينصح بها الطبيب المعالج. و لاستفساراتكم يمكنكم ارسالها عبر الايميل التالي drshereenalkazaz@gmail.com د.شيرين عادل القزاز
مشاركة :