أكدت د. ايمان رجب رئيسة وحدة البحوث الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومدرس زائر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أهمية انعقاد القمة العالمية لمراكز الفكر في مملكة البحرين والتي ينظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا، وخطوة مهمة لإحياء التشبيك وعلاقات الشراكة التي كان يتطلع لها برنامج مراكز الفكر والجمعيات المدنية التابع لجامعة بنسلفانيا منذ سنوات. وقالت في تصريحات خاصة لـ "أخبار الخليج" أن هذه اللقاءات تضع أسسا جديدة للشراكات في مرحلة ما بعد جائحة كورونا وخاصة أنه أول الفعاليات التي تتم حضوريا بعد تسببت الجائحة في إقامة الفعاليات عبر برامج التواصل المرئي خلال العامين الماضيين، لافتة إلى أن اللقاءات المباشرة بين مديري مراكز الفكر والخبراء المعنيين تعزز من بناء الشراكات الجديدة والتشاور حول برامج مشتركة للعمل على تنفيذها في مجالات العمل الموجه لدوار صنع القرار في مختلف أنحاء العالم. وأشارت د. إيمان رجب أن مراكز الفكر تواجه تحديات عدة خلال المرحلة الراهنة ومنها توفير التمويل اللازم لبرامجها، وكذا كيفية بناء علاقات ثقة مع دوائر صنع القرار في مختلف دول العالم التي تتطلع إلى العودة إلى الحياة الطبيعية بعد مرحلة كورونا والرغبة في تحقيق التعافي بصورة تفوق مرحلة ما قبل كورونا، لذا ستكون مراكز الدراسات معنية بالبحث عن حلول خارج الصندوق وهو الأمر الذي سيميز بين هذه المراكز التي كانت تعتمد في السابق في التمويل على جهات المنح الدولية كالمفوضية الأوروبية وغيرها من الجهات. وطرحت د. رجب حلا لمواجهة تحدي نقص التمويل من خلال إنشاء صناديق تمويل مشتركة بين مراكز الفكر على مستوى المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والتي تتطلب نوعا من تغيير من آلية عمل مراكز الفكر والاتجاه إلى تحليل المخاطر بما يخدم قطاع الأعمال الخاص سواء قطاعات الزراعة أو الصناعة أو التكنولوجيا أو غيرها، وهي مجالات تعاني مراكز الأبحاث العربية والغربية من عدم توافرها بالشكل اللازم حاليا. وتابعت رئيسة وحدة البحوث الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قائلة إن هناك مقترحا آخر لتوفير تدفقات مالية لمراكز الأبحاث ويقوم على أن تعمل هذه المراكز على الاتجاه إلى بناء القدرات بالاستعانة بالعلاقات التشاركية مع القطاع الخاص ومراكز الفكر حول العالم للاستثمار في هذا الاتجاه الذي سيعود بالنفع على صانع القرار، وهي مبادرة تؤكد لصناع السياسات أن دور مراكز الفكر لا يقتصر على التنظر ولكنها تطرح حلول مبتكرة.
مشاركة :