نيويورك - عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز لقيادة جهود الوساطة في ليبيا بعد استقالة مبعوثه الخاص قبل أسابيع فقط من الانتخابات المقررة في البلد الذي مزقته الحرب. ومن المقرر أن يتنحى يان كوبيش مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يوم الجمعة. وقال دبلوماسيون إن غوتيريش اقترح بشكل غير رسمي على الدبلوماسي البريطاني المخضرم نيكولاس كاي أن يحل محل كوبيش، لكن روسيا قالت إنها لن تدعمه. ويجب أن يوافق مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة على أي تعيين جديد. غير أن غوتيريش عين وليامز مستشارة خاصة له، الأمر الذي لا يتطلب موافقة المجلس. وكانت وليامز هي القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بعد استقالة غسان سلامة في مارس/آذار 2020 بسبب الإجهاد، وقبل الموافقة على كوبيش في يناي/ كانون الثاني 2021. وشغلت هذه الدبلوماسية التي تجيد العربية، مؤقتا منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في جنيف في العام 2020 بعدما كانت المسؤولة الثانية في بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بين العامين 2018 و2020. والعام الماضي، ساهمت وليامز في تحقيق تقدم في عملية السلام في ليبيا مرات عدة. ويجنب هذا التعيين الذي يدخل ضمن صلاحيات أنطونيو غوتيريش ولا يتطلب موافقة رسمية من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر خلافا لمنصب المبعوث، الأمم المتحدة فراغا محرجا مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تطوي صفحة الحرب التي دامت عشر سنوات. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "تعيين وليامز مستشارة خاصة يضمن وجود قيادة أممية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الدقيق للغاية". وأضاف "سيكون مقرها في طرابلس وستبدأ عملها في الأيام المقبلة" ملمحا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة رفض اقتراح يان كوبيش الذي ينتهي عقده في العاشر من ديسمبر/كانون الأول للبقاء في منصبه خلال فترة الانتخابات. وقال كوبيش الذي يتخذ من جنيف مقرا له الشهر الماضي إن هناك حاجة لأن يكون لكبير المبعوثين مقر في العاصمة الليبية طرابلس وإنه استقال "لتهيئة الظروف لذلك". وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان إن وليامز ستقود "المساعي الحميدة وجهود الوساطة والتواصل مع الأطراف المعنية في ليبيا والمنطقة والعالم لمتابعة تنفيذ ثلاثة مسارات للحوار الليبي الداخلي، هي السياسية والأمنية والاقتصادية، ودعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا". وانزلقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في عام 2011. وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، اتفق الطرفان الرئيسيان في الحرب الأهلية الليبية، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) بقيادة خليفة حفتر، على وقف إطلاق النار. وطالب منتدى سياسي للأمم المتحدة العام الماضي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول ضمن خارطة طريق لإنهاء الحرب. ومع ذلك، فإن الخلافات بشأن الاقتراع المزمع تهدد بعرقلة عملية السلام. ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول، وتأجيل الانتخابات البرلمانية إلى يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط، غير أنه لم يتم الاتفاق بعد على قواعد الانتخابات.
مشاركة :