اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إيران بأنها تهدف إلى بسط سيطرتها على مضيقي هرمز وباب المندب الاستراتيجيين. وخلال مشاركته في النسخة السابعة من حوار روما المتوسطي، الذي عقد في العاصمة الإيطالية يومي 3 و4 ديسمبر، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين والخبراء ورجال الاقتصاد من الدول المطلة على ضفتي المتوسط، وكذا القريبة من مجاله الاستراتيجي الأوسع، أشار أبو الغيط إلى "هجمات نفذتها إيران في صيف 2019، وكذلك إلى التهديد المستمر الذي تمثله ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على الملاحة في البحر الأحمر". وقال: "استقرار الملاحة في هذه المضايق الاستراتيجية المهمة للتجارة العالمية، وبخاصة ما يتعلق بنقل المواد البترولية، يمثل عصبا أساسيا للاقتصاد العالمي وأن الحفاظ على حرية الملاحة دون تهديد يعد أولوية عالمية، وليس فقط للدول العربية المطلة عليها". وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن "السلوك الإيراني في المنطقة والنزعة الواضحة للهيمنة والتدخل في الدول العربية هما السبب وراء صعوبة إقامة نظام أمني في الخليج العربي يقوم على التعاون والرفاهية المشتركة للشعوب". وأكد أبو الغيط أن "حصول إيران على السلاح النووي من شأنه أن يطلق سباقا للتسلح في المنطقة". موضحاً أنه من الصعب تناول البرنامج النووي الإيراني من دون النظر إلى حقيقة وجود قوة نووية قائمة بالفعل في المنطقة وهي إسرائيل، خاصة في ضوء إصرارها على تدمير حل الدولتين وإهدار الفرص المتاحة لتطبيقه. ومنذ العام 2014 كثفت المملكة العربية السعودية جهودها العسكرية والأمنية لتأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي، ضمن مهام التحالف العربي الذي تتزعمه ومنها وحماية المياه الدولية وخطوط التجارة العالمية في بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، مسنودة بمشروعية دولية وأممية وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي نص على إعادة الشرعية اليمنية وانسحاب الانقلابيين الحوثيين المدعومين إيرانياً من العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المدن التي اجتاحتها ميليشياتهم. وتتعرض اليمن منذ سبتمبر 2014 لعدوان إيراني عبر وكلائه الإرهابيين الحوثيين بهدف احتلال اليمن والتحكم بالمياه الدولية وخطوط التجارة العالمية وضرب استقرار الدولة اليمنية وجعلها منطلقاً لاستهداف أمن المنطقة والعالم، قبل أن تتزعم المملكة عمليات التحالف العربي التي وضعت حداً للفوضى الإيرانية ومنعت سقوط اليمن تحت الاحتلال الإيراني وما زالت مستمرة في جهودها العسكرية والأمنية والإنسانية لدعم الشرعية اليمنية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتأمين مصالح المنطقة والعالم في البحر الأحمر وباب المندب. وفي منتصف ديسمبر 2018 أعلنت المملكة إنشاء كيان جامع للدول المطلة على حوض البحر الأحمر، لتحقيق المصلحة الأمنية والسياسية والاستثمارية، وتأمين حركة الملاحة البحرية العالمية، يضم بجوار المملكة كل من، مصر، واليمن، والسودان، وجيبوتي، والصومال، والأردن، ضمن جهود المملكة في قيادة النظام الإقليمي وحماية الأمن البحري والملاحة الدولية في المنطقة ومواجهة التهديدات ومشاريع الفوضى والقرصنة. وتعد المبادرة الإقليمية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتأسيس كيان إقليمي لدول البحر الأحمر إجراء استراتيجيا من شأنه إحياء الدور القيادي العربي وبناء إطار أمني عربي يوحد النظام الأمني للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب. وسارع التحالف العربي بقيادة المملكة في دعم قوات الجيش الوطني اليمني وتحرير العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، المطلة على خليج عدن الذي يمتد إلى باب المندب، وقادت عمليات عسكرية بمشاركة فاعلة مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها الإمارات، لتحرير وتأمين الساحل الغربي الممتد من باب المندب مروراً بالمخا وحتى الحديدة وتطهير السواحل اليمنية المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب من الميليشيا لمنع إيران من السيطرة على نظام الأمن البحري العربي. وبعد أن تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني بدعم وإشراف وقيادة دول التحالف من طرد الميليشيات الحوثية من عدن وميناء المخا، لجأت الميليشيا إلى استهداف مدينة عدن عبر العمليات الإرهابية بوسائل قذرة بهدف ضرب الأمن والاستقرار فيها. وفي السياق، أعلنت الحكومة اليمنية الأحد، نتائج التحقيقات التي تؤكد تورط الميليشيا في تنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضرب مدينة عدن خلال شهر أكتوبر ونوفمبر الماضيين. وكشفت اللجنة الأمنية التابعة للحكومة اليمنية، أن التحقيقات أثبتت تورط الميليشيا في الوقوف خلف التفجير الإرهابي الذي استهدف عددا من المدنيين في محاذاة بوابة مطار عدن أواخر أكتوبر الماضي، وسقط على إثره أكثر من 40 قتيلا وجريحا بينهم نساء وأطفال، مؤكدة أن الجهة المخططة والمنفذة تتكون من شبكة موجهة وممولة من الميليشيا، وبتنفيذ عناصر إرهابية يقودها المدعو صالح وديع صالح الحداد.
مشاركة :