أعلنت قطر وتركيا اليوم (الإثنين) أنهما بصدد توقيع مزيد من الاتفاقيات خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة، وأكدتا أن علاقات البلدين استثنائية وتشهد تطورا مستمرا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم بالدوحة، بمناسبة الدورة الـ 7 لاجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين. وقال وزير الخارجية القطري إن العلاقات بين بلاده وتركيا هي علاقات استراتيجية واستثنائية مرتبطة بالكثير من القيم والمشتركات بين البلدين، وشهدت نموا وتطورا ملحوظا في مختلف النواحي. وأضاف الشيخ محمد أن اجتماعات اللجنة المشتركة العليا التي ستعقد غدا برئاسة قيادتي البلدين ستكون فرصة لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية وستشهد توقيع 12 اتفاقية ليصل عدد الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين إلى 80 اتفاقية في مجالات مختلفة. وأكد أن بلاده واثقة في الاقتصاد التركي لأنه متنوع ومبني على أسس متينة وهذا من شأنه أن يساعد الاقتصاد على تحمل الظروف الراهنة، مشيرا إلى أن قطر لديها استثمارات ضخمة في تركيا وهي تؤتي ثمارا إيجابية والدوحة تدرك أن هذه الأوضاع الصعبة لابد أن تنتهي. وبشأن مباحثاته مع نظيره التركي، أفاد أنها تناولت التطورات في العراق وسوريا وليبيا والأوضاع في أفغانستان وملفات إقليمية أخرى، مشددا في هذا الصدد على أن موقف بلاده من النظام السوري لم يتغير مالم يكن هناك حل سياسي في سوريا. ومضى يقول "إذا لم يحدث ذلك فلا منطق من تطبيع العلاقات مع هذا النظام ولا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بأن نسمح للنظام السوري بأن يحضر القمة العربية وهذا كان موقفنا ونحافظ عليه ونأمل أن تدرك الدول العربية أن الأسباب التي تم على أساسها تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لا تزال موجودة". وبالحديث عن تزامن زيارة الرئيس التركي لقطر مع زيارة من المقرر أن يجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وما إذا كان لها علاقة بتقريب وجهات النظر بينهما، أكد أن هذا التزامن محض صدفة في الجدول الزمني للزيارتين، لافتا في الوقت نفسه إلى وجود جهود تركية سعودية لعودة العلاقات. من جانبه، قال وزير الخارجية التركي إن العلاقات مع قطر في تطور مستمر وإن أنقرة حريصة على تعزيز علاقاتها مع الدوحة في مجالات عدة. وأوضح أوغلو أن بلاده تسعى إلى مزيد من تعزيز العلاقات العسكرية والدفاعية إضافة للجانب التعليمي والثقافي، مشيرا إلى أنه تم وضع اللمسات النهائية على نصوص الاتفاقيات التي سيجري توقيعها غدا بين البلدين والتي تعزز علاقاتهما في الصحة والدفاع والاقتصاد والسياحة والاستثمار والتجارة والثقافة وغيرها. وذكر أن أنقرة تتبنى مواقف مشتركة مع الدوحة في كثير من الملفات ومن ضمنها الملف الأفغاني، مشيرا إلى أن الجانبين رصدا مبالغ مالية للمساهمة في الجانب الإنساني لدعم الشعب الأفغاني ويحرصان على التعاون للحفاظ على سير العمل في مطار كابول. وعلق أوغلو على تتابع زيارتي أردوغان وولي العهد السعودي للدوحة بالقول إنه حين يبدأ تطبيع العلاقات نجد مثل هذه الزيارات متزامنة وهذا أمر طبيعي، مؤكدا أن قطر تساهم في تحسين العلاقات بين تركيا وبقية دول المنطقة وأن بلاده تريد تحسين علاقاتها مع الجميع، وتريد علاقات جيدة بين دول المنطقة وبعضها لأنه المنطقة تحتاج إلى ذلك. وبالحديث عن اقتصاد بلاده، شدد على أن الصورة التي تروج لها وسائل الإعلام عن انهيار الاقتصاد التركي مغلوطة، إذ أن صادرات بلاده في ارتفاع مستمر واقتصادها ينمو بأرقام عالية، معتبرا أن ما تتعرض له الليرة التركية من تقلبات لها تأثير على التضخم والفوائد المصرفية لكنها مشكلة مؤقتة، على حد تعبيره. وكان الشيخ محمد وأوغلو قد افتتحا اليوم أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة الـ 7 للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا، حيث ستنعقد هذه الدورة غدا الثلاثاء برئاسة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس رجب طيب أردوغان الذي وصل اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية تستمر يومين.
مشاركة :