قمة الرياض تدعو إلى التنسيق لمكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام

  • 11/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تنسيق المواقف بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار. وأشاد الملك سلمان خلال افتتاحه مساء أمس الثلاثاء أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة وذلك في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، بالجهود الطيبة التي بذلها رؤساء الدورات السابقة في كل من البرازيل وقطر والبيرو، وأكد أهمية العلاقات بين دولنا، وحرص المملكة على تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة. أضاف الملك سلمان إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، كما أننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمم الثلاث السابقة. وقال إن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات، وتبادل الخبرات، ونقل التقنية وتوطينها، والتعاون في المجالات كافة، مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005، وما زالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد في هذا المجال، ودعا إلى تأسيس مجالس لرجال الأعمال، والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة، وتجنب الازدواج الضريبي، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها. من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن توافر الإرادة السياسية والأرضية المشتركة من المبادئ تجاه القضايا والقيم والمبادئ الإنسانية والحضارية والاقتصادية ستمهد الطريق إلى الانطلاق نحو آفاق عديدة للتعاون بين الدول العربية والدول اللاتينية، مشيراً إلى التغير الملموس في حجم التبادل التجاري بين دول المجموعتين من ستة مليارات دولار في 2004 إلى أكثر من 33 مليار دولار، معتبراً إياه انعكاساً حقيقياً لحجم التعاون بين الجانبين. وأبرز ضرورة الارتقاء إلى تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أعلى لتحقيق الرفاهية للدول العربية. وأوضح السيسي في كلمة رئاسة القمة العربية أن المنطقة العربية تشهد تطورات غير مسبوقة وتتعرض بموجبها مؤسسات دول المنطقة لتهديدات حقيقية، كما تواجه بعض دول المنطقة تفككاً وانقساماً وتهديداً أثر على عوامل العيش بين مكونات شعوبها، وقال لقد حاولت بعض الجماعات فرض فكرها وتوجهاتها لتغير هوية بعض الدول العربية ومن بينها مصر مما كان سيدفع بتلك الدول نحو هاوية الفوضى والانقسام. وأكد أن بلاده تشهد انطلاقة حقيقية باجتذاب استثمارات خارجية، داعياً دول أمريكا الجنوبية إلى استغلال هذه الفرص بالدخول إلى السوق المصري للاستثمار فيه. وقدر السيسي وقوف دول أمريكا الجنوبية مع قضايا الدول العربية وخاصة القضية الفلسطينية، معرباً عن ثقته بمواصلة هذا الدعم الذي يتوافق مع الحق والانتصار للمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل جوهر الصراع في الشرق الأوسط والعامل الرئيسي لغياب الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، سيسهم في تحقيق الاستقرار المأمول في الشرق الأوسط. ولفت الانتباه إلى أن الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب لن تؤتي ثمارها إذا ما اقتصر التعاون على المعالجة الأمنية والعسكرية دون مراعاة العوامل الأخرى التي تسهم في تأجيج ظاهرة الإرهاب. وقال نائب رئيس الأوروغواي راؤول سنديك هناك مجموعة من الخطوات والأهداف المشتركة التي يجب أن نسعى جميعاً لبلوغها وهناك أيضاً تحديات مشتركة تواجهنا ويجب أن نعمل جنباً إلى جنب من أجل مواجهتها ويجب أن يكون هذا المنتدى ديناميكياً ويجب أن تكون هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يجب أن نتخذها من أجل النجاح في مهمتنا. ولفت الانتباه في كلمة الرئاسة المؤقتة لاتحاد دول أمريكا الجنوبية إلى أن هناك تركيزاً كبيراً على ملف السلم والسلام والأمن الذي يعد هاجس المجتمع الدولي إلى جانب مكافحة الإرهاب والحوكمة والهجرة وملف اللاجئين والتدخل الإنساني في مجموعة من المناطق، وقال هذه موضوعات ضمن مواضيع أخرى تهمنا جميعاً ولكن رؤيتنا بخصوص دول أمريكا الجنوبية والدول العربية تدفعنا إلى الحديث عن أرضية مشتركة تمكننا من بلوغ الأهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة بعد عام 2015. وأضاف نحن جمهورية الأورغواي نطلع بمهمتنا في تمثيل دول أمريكا الجنوبية منذ ما يزيد على سنة كاملة، ونحن في أمريكا الجنوبية مسرورون جداً بمسار الاندماج الذي شرعنا فيه وقد تبين أننا تمكنا من بلوغ مجموعة من الأهداف في منطقتنا وفتحنا مجالات للحوار مع مناطق أخرى وجهات أخرى كما هو الشأن بالنسبة للدول العربية. وأشار إلى أن القمم التي جمعت دول أمريكا الجنوبية والدول العربية تزامنت مع مسار الاندماج الذي تم البدء فيه في منطقة دول أمريكا الجنوبية، مؤكداً أنه تم وضع العلاقة مع الدول العربية على رأس الأولويات، وقال :نحن نود أن نبلغ أهدافاً مشتركة وهي تلك الأهداف التي وضعها نصب العين اعتباراً من القمة الأخيرة التي عقدت في ليما. وأفاد بأن الأهداف الأساسية لدول أمريكا الجنوبية هي إيجاد منطقة اندماج تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من القطاعات العامة وفي نفس الوقت تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل دولة من دول أمريكا الجنوبية. وأكد أن الرئاسة التي تطلع بها جمهورية الأورغواي تزامنت مع وضع مجموعة من الأهداف ومنها إيلاء أهمية قصوى لهذه القمة التي تنعقد حالياً في مدينة الرياض، عادا المنتدى الذي يجمع دول المجموعتين منتدى مهماً جداً. وأضاف نائب رئيس الأورغواي إن التعاون التقني والفني والعلمي بين كل القطاعات وبكل الأشكال سواء عن طريق التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف أو بين المجموعتين من شأنه أن يمكننا من تحسين جودة حياة المواطنين مؤكداً أن المنطقتين العربية وأمريكا الجنوبية بإمكانهما التعاون في مجموعة من القطاعات إلى جانب أهمية وجود فضاء مشترك وفضاء حوار لاسيما بين المستثمرين من الجهتين من أجل البحث عن الأرضية الملائمة والخصبة لتشجيع الاستثمارات وتشجيع التبادل السياحي. ودعا إلى تدعيم وتعزيز العلاقات بين المنطقتين ومواصلة العمل من أجل دعم هذا المنتدى مؤكداً السعي إلى بلوغ هذا الهدف على الرغم من بعد المسافة بين المنطقتين، وقال نشعر بأنفسنا وكأننا قريبون منكم ونحن نتابع عن كثب مسارات السلام ومجموعة من الأزمات التي تعانيها مناطق مختلفة في العالم وبالأساس منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يجب أن تتكاثف الجهود من أجل أن نحل الإشكالات القائمة. ومن المقرر أن يناقش القادة عدداً من القضايا السياسية المطروحة على جدول الأعمال والتي تهم الجانبين. وتهدف القمة إلى توثيق العلاقات السياسية وتحقيق النمو في التبادل التجاري وحجم الاستثمارات والتجارة البينية بين المنطقتين العربية والأمريكية الجنوبية. ويتضمن جدول الأعمال العديد من القضايا المهمة للجانب العربي أبرزها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في كل من سوريا واليمن وليبيا، كما يتضمن العديد من القضايا المهمة للجانب الأمريكي الجنوبي من بينها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا إضافة إلى علاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية وقضية الديون والعديد من قضايا التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي. وتبحث القمة أيضاً الركود الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط وكذلك العديد من الملفات الأخرى الخاصة بتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية. يذكر أن أعمال القمة تستمر ليومين وتشارك فيها 34 دولة من بينها 22 دولة عربية و12 دولة أمريكية جنوبية وهي القمة الرابعة حيث عقدت القمة الأولى في عام 2005 في برازيليا تلتها قمتان في كل من الدوحة وليما. (وكالات) العاهل البحريني: القمة تنعقد في مرحلة فارقة أكد العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، أمس الثلاثاء، أن القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تكتسب أهمية استراتيجية بالغة، حيث تعقد في السعودية صاحبة الدور الريادي في قيادة العمل العربي المشترك وتقوية الروابط بين الدول العربية مع دول العالم كافة وتكتلاته، كما أنها تأتي في مرحلة فارقة مليئة بالتحديات الجسيمة التي تستدعي التكاتف والتعاضد لتحقيق الآمال العريضة بأن تشهد الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية نهضة مباركة وانطلاقة مثمرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأضاف أن القمم العربية مع دول أمريكا الجنوبية تمثل دائماً مصدراً للخير والنماء في العلاقات بين المنطقتين، ونحن نقدر كثيراً ما تحقق خلال السنوات الماضية. وأعرب عن تطلعه لأن تسهم هذه القمة في الارتقاء بالتعاون لمجالات أرحب تلبي طموحات الجميع في توطيد أواصر التنسيق بين هذه الدول وإرساء آليات لتعزيز التشاور والتفاهم. 60 إعلامياً من مختلف الجنسيات لتغطية القمة شهد مقر المركز الإعلامي للقمة الرابعة للدول العربية وأمريكا الجنوبية المقام في فندق ماريوت بالرياض حضوراً كثيفاً خلال الساعات الأولى من بدء فعاليات القمة حيث تواجد في الفترة الصباحية أكثر من 60 إعلامياً من مختلف الجنسيات. وأوضح المشرف العام على المركز الإعلامي سعيد بن حمدان الغامدي أنه تم توفير أكثر من 35 جهاز حاسب آلي إضافة إلى طابعات وهاتف وفاكس دولي، وشاشات تلفزيونية لنقل أحداث القمة، إلى جانب تواجد طاقم فني طارئ للإشراف على أي خلل فني قد يحدث في المركز، وطاقم كامل للإشراف على مدار الساعة لاستفسارات الإعلاميين، كما تم تخصيص منطقة للتغطية التلفزيونية وإجراء الحوارات مع ضيوف القمة. وأفاد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بأن إدارة المركز تقدم خدمات إعلامية للإعلاميين الذين حضروا من مختلف دول العالم للمشاركة في تغطية القمة إلى جانب تسهيل خدمات تسهم في تفعيل خدمات الإعلام الجديد. (واس)

مشاركة :