تمثل الكهرباء مشكلة كبيرة في منطقة بيت لاهيا بالقطاع الفلسطيني المحاصر، كما هو الحال في كل قطاع غزة. في تلك المنطقة الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة من الصعب الحصول على طاقة كهربائية منتظمة كما أن الاعتماد على الوقود كمصدر للطاقة أمر مكلف ماديا. من هنا يبدو أن مزارعا فلسطينيا يدعى هاشم أبو الندى توصل إلى حل لتلك المعضلة. ففي بداية العام الحالي ركب أبو الندى ألواحا شمسية في مزرعته لتوليد الطاقة وري أرضه. قال أبو الندى «لا توجد كهرباء أصلا كافية. تعرف كيف.. ولا يوجد بترول.. مرة فيه ومرة مافي. تعرف كيف.. الشجر بتحمل بصبر. يحتاج فترة الصيف هذه كل يومين مياه أو ثلاثة أيام بالكثير لأنها أرض رملية». وأوضح أبو الندى أنه المزارع الوحيد في منطقته الذي يستخدم طاقة شمسية لأغراض الري. وأشار المزارع الفلسطيني إلى أن العملية لم تكن سهلة، حيث اضطر إلى اقتراض مال لتمويل مشروعه لكنه أعرب عن اعتقاده أنه سيسترد ذلك المال على المدى البعيد. وقال هاشم أبو الندى «أنا بدأت مشروعي الجديد (الري بالطاقة الشمسية) هذا من أجل أطَلع مياه لكي أروي الأرض. لأني أنا ما بقدر أتحمل تكلفة النفط المرتفعة»، مضيفا أنه أنفق 30 ألف دولار حتى عملت وحدة الطاقة الشمسية الخاصة به. ويعتمد الناس في الغالب على المولدات التي تعمل بالوقود لتوليد الكهرباء في منطقة بيت لاهيا. وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة نزار الوحيدي إن استخدام الطاقة الشمسية يمكن أن يكون حلا لمشكلات الكهرباء في غزة. أضاف الوحيدي لتلفزيون رويترز «لا يمكن أن تكون هناك عملية إنتاج زراعي بدءا بالري وانتهاءً بتعبئة وتغليف المحصول دون أن يكون هناك تيار كهربائي مستقل وثابت ومنتظم. لا نطالب أن يكون على مدى 24 ساعة لكن على الأقل أن يكون منتظما حتى في فترات انقطاعه. الذي يحدث هو الآن مشكلة كبرى سببها فوضى الاحتلال في تدمير الآبار. في قطع التيار الكهربائي. الحصار المفروض عربيا وصهيونيا على غزة». وتابع: «مسألة الكهرباء من الطاقة الشمسية بديل جيد وبديل محترم. بلغة السوق. نسعى لأن يكون حلا من الحلول المطروحة بفاعلية واهتمام أكثر من الجهات المانحة. هذه الرسالة بنوجهها من خلالكم إلى منظمة الفاو وإلى كل الجهات المانحة محليا ودوليا أن غزة تتمتع بكمية ساعات إضاءة وشمس كبيرة جدا كفيلة بأن تحل الكثير من مشاكل الطاقة في غزة». وإذا كانت إمدادات الطاقة التقليدية للأراضي الفلسطينية عُرضة للنضوب فإن الشمس التي تسطع على مدار العام ربما توفر حلا لاحتياجات غزة من الطاقة. فعادة ما تفرض إسرائيل قيودا على الشحنات المتجهة إلى قطاع غزة بما فيها إمدادات الوقود المحدودة بالفعل وتستخدم في تشغيل السيارات وليس في محطات توليد الكهرباء. وتفاقمت مشكلات قطاع غزة مع نقص الكهرباء منذ يوليو (تموز) 2013 حين بدأ الجيش المصري حملة لإغلاق الأنفاق التي تهرب سلعا وبضائع من مصر للقطاع المحاصر. وقال مزارع في غزة يدعى خالد حسين إن الألواح الشمسية تعتبر استثمارا جيدا. أضاف حسين لتلفزيون رويترز «صحيح المشروع بكلف بالبداية مشروع الطاقة الشمسية. بس معاه مدة صلاحية تقريبا نحو عشرين سنة. العشرين سنة مش قلال بتوفر فيهن الطاقة كسولار». وتمد إسرائيل قطاع غزة بنحو 35 في المائة من احتياجاته من الطاقة لكنها أغلقت خط أنابيب نقل الوقود منها للقطاع في يناير (كانون الثاني) 2010. وهناك محطة كهرباء واحدة فقط في قطاع غزة تمده بما يصل إلى ثلثي احتياجاته من الطاقة. ونظام إمداد قطاع غزة بالطاقة غير المستقر سيئ في أحسن أحواله لتهالك البنية التحتية وتدهورها أكثر أثناء المعارك بين إسرائيل ومقاتلي حركة حماس في السنوات الماضية.
مشاركة :