أسعار الغاز الطبيعي تتجاهل تداعيات أوميكرون ومخاوف بشأن امدادات الشتاء

  • 12/8/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على ما يبدو أن الغاز الطبيعي محصن إلى حد كبير من التأثير المحتمل لمتحور فيروس كورونا الجديد “أوميكرون” في تناقض كبير مع أسعار النفط الخام، حيث تتداول الأسعار في المناطق الرئيسية الثلاث بشكل أكبر بناءً على التوقعات حول مستويات العرض والطلب خلال فصل الشتاء. بالنسبة للعقود الآجلة للغاز الطبيعي المسال في آسيا، فالأسعار مستقرة كما هي، وإن كان ذلك بأسعار مرتفعة تاريخيًا، أما في أوروبا فإن الأسعار لا تزال تتجه نحو الاعلىفي ظل تراجعمخزوناتالغاز الطبيعي بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن إمدادات خطوط الأنابيب من روسيا والتوقعات بأن هذا الشتاء سيكون أكثر برودة من المعتاد، وبالنسبة للولايات المتحدة فأن العقود الآجلة للغاز الطبيعي تتجه نحو الانخفاض حيث من المرجح أن يكون الطقس أكثر اعتدالًا من المعتاد خلالشهر ديسمبر. وقد أثار إعلان منظمة الصحة العالمية عن المتحور الجديد قلق الأسواق، مما نتج عنه تراجع العقود الآجلة للنفط الخام، حيث انخفض خام برنت القياسي العالمي بأكثر من 11% في 26 نوفمبر ليصل إلى 72.72 دولار للبرميل، مسجلًا تاسع أكبر انخفاض يومي منذ عام 1990. تراجع أسعار الغاز الطبيعي انخفضت أسعار تداول الغاز الطبيعي المسال للعقود الآجلة المتداولة في نيويورك بناءً على سعر JKM القياسي الآسيوي بنسبة 3.6 % من إغلاق يوم 24 نوفمبر لتصل عند 34.89 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmBtu) في بداية تعاملات 26 نوفمبر، حيث كانت الأسواق مغلقة في 25 نوفمبر بسبب عطلة عيد الشكر. انعكس التراجعمع بداية تعاملات الأسبوع في 29 نوفمبر، حيث انتهى العقد عند 36.25 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ليبقي مستقر إلى حد كبير من مستوى 36.205 دولار في 24 نوفمبر. ارتفع حجم الغاز الطبيعي المسال الذي تم تسليمه إلى أكبر ثلاثة مشترين في العالم وهم اليابان والصين وكوريا الجنوبية، ليصل إلى 16.52 مليون طن في شهر نوفمبر من 15.2 مليون طن في أكتوبر وهو الأعلى منذ يوليو. على غرار أسعار الغاز الطبيعي المسال الآسيويعانى الغاز الطبيعي لتسليم يناير في مركز TTF الهولندي من تراجع طفيف في 26 نوفمبر، حيث انخفض بنسبة 5.3 %ليصل إلى 88.50 يورو لكل ميغاواط ساعة (MWh). ومع ذلك، انتهى العقد عند 94.80 يورو لكل ميغاواط في الساعة في 29 نوفمبر، معوضًا جميع خسائره حيث اعتبرت السوق أن تهديد المتحور الجديد لا يزال بحاجة إلى تحديد كمي، لكن حقيقة تراجع مستوى العرض والمخزونات المنخفضة ظلت قائمة. وقد تمكنت أوروبا من تأمين المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال، حيث أشارت البيانات إن واردات نوفمبر بلغت 6.29 مليون طن ارتفاعا من 5.96 مليون طن في أكتوبر وهي الأكبر منذ أبريل. لكن الإمدادات من روسيا لا تزال مصدر قلق، مع وجود مؤشرات على أن شحنات ديسمبر ستطابق تلك في نوفمبر وأكتوبر، وهو ما لن يفعل الكثير لبناء المخزونات مع اقتراب ذروة الطلب في فصل الشتاء. وفي الولايات المتحدة سجل مؤشر NGc1 القياسي للغاز الطبيعي ارتفاعًا في 26 نوفمبر بنسبة 7.5 % ليغلق عند 5.447 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ومع ذلك، فقد انخفضت الأسعار منذ ذلك الحين لتنتهي عند 4.258 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الخميس (30 نوفمبر)، حيث أشارت توقعات الطقس إلى شهر ديسمبر المعتدل. مع تداول أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أقل بكثير من تلك الموجودة في أوروبا وآسيا، فإن الحافز لمنتجي الغاز الطبيعي المسال هو المزيد من الشحن، ويبدو بالفعل أن هذا يحدث، حيث بلغت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال 6.1 مليون طن في نوفمبر، ارتفاعا من 5.96 مليون في أكتوبر وهي الأكبر منذ مايو. على عكس النفط الخام، يبدو أن أسواق الغاز الطبيعي العالمية الرئيسية الثلاثة تتداول على أساسيات العرض والطلب، يشير التقلب الأخير في سوق الخام إلى أن أسواق السلع الأساسية الأخرى تقلل من التأثير المحتمل لمتغير أوميكرونأو أن تجار النفط قلقون للغاية أو ربما حتى أسعار النفط الخام فوق 80 دولار للبرميل لم تكن مبررة من قبل الأساسيات الحالية . لماذا ارتفعت أسعار الغاز؟ ترتبط أسعار الغاز الطبيعي بالطقس والتغيرات اللاحقة في الطلب، فعندما يكون الجو باردًا يستخدم العملاء التدفئة التي تعمل بالغاز، وعندما يكون الجو حارًا فإنهم يبحثون عن الراحة في تكييف الهواء الذي يستخدم الكهرباء المولدة من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الطقس له تأثير أكبر على الأسعار الفورية وليس على أسعار العقود الآجلة. وفقًا لتوقعات أسعار الغاز الطبيعي الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، والتي تم الاعلان عنها في 13 أكتوبر، فمن المرجح أن يرتفع متوسط ​​استهلاك الغاز الطبيعي لكل أسرة خلال موسم الشتاء القادم بنسبة 2% عن العام السابق ليصل إلى 58000 قدم مكعب. شهدت أسعار الطاقة قوة كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بنسبة 94% خلال شهر سبتمبر، مما دفعها إلى مستويات قياسية، كما تعززت أسعار النفط والفحم وسط المخاوف المتصاعدة من استمرار التضييق في أسواق الطاقة طوال فصل الشتاء، كما أن ارتفاع أسعار الطاقة له انعكاسات على بقية مجمع السلع. تضيق العرض من الغاز الطبيعي بدأ موسم الغاز الشتوي الأوروبي رسميًا في 1 أكتوبر، ودخلت المنطقة ولديها أقل مستويات لتخزين الغاز الطبيعي منذ أكثر من عقد،اعتبار من 30 سبتمبر كان معدل تخزين الغاز ممتلئًا بنسبة 75 % مقارنة بمتوسط ​​خمس سنوات الذي يبلغ 89 % لهذه المرحلة من العام.  وقد نتج عن تراجع تدفقات الغاز الروسي إلى جانب موسم الصيانة الثقيل في النرويج إلى هذا التضييق، نضيف إلى ذلكاستعادة مستويات الطلب بعد كوفيد 19، لم يقدم سوق الغاز الطبيعي المسال مساعدة كبيرة للسوق الأوروبية. في حين أن السوق ضيقة بالفعل، فإن الأسعار المرتفعة تعكس أيضًا مخاوف بشأن تراجع العرض في الأشهر المقبلة، خاصة إذا رأينا شتاءً أكثر برودة من المعتاد، إذا شهدت أوروبا شتاءً عاديًا أو معتدلًا، فهناك احتمالية بحدوث تصحيح هبوطي. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان هناك تكثيف سريع لتدفقات الغاز على طول خط أنابيب نورد ستريم 2، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيف بعض الضغط عن السوق، ومع ذلك، فمن غير المتوقع من الناحية الواقعية أن يتلقى خط الأنابيب المكتمل الآن جميع الموافقات التنظيمية اللازمة في الوقت المناسب لإحداث فرق ملموس في السوق الأوروبية هذا العام، يمكن أن تساعد تدفقات الغاز الطبيعي المسال أيضًا على تحسين وضع العرض، ولكن كما رأينا في معظم العام ستحتاج أوروبا إلى التنافس مع آسيا على هذه الشحنات. نظرًا لمقدار عدم اليقين مع اقتراب فصل الشتاء، نعتقد أن أسعار الغاز الطبيعي ستظل مرتفعة ومتقلبة،ولكن مع اقترابنا من نهاية الشتاء سنشهد انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار. يوفر نقص الفحم في الصين مزيدًا من الدعم لأسعار الغاز وصلت معدلات استهلاك الطاقة في الصين خلال هذا العام إلى مستويات قياسية،فخلال الأشهر الثمانية الأولى من 2021 حقق المعدلات ارتفاعًا بنسبة 14% تقريبًا، وذلك مع التعافي الاقتصادي من جائحة فيروس كورونا، ومع ذلك، فإن الفحم الذي لا يزال يشكل الجزء الأكبر من مزيج الطاقة شهد نموًا في إنتاجه بنسبة 4.4% فقط على أساس سنوي خلال نفس الفترة.  بالإضافة إلى ذلك، فإن واردات الفحم محدودة جزئيًا نتيجة استمرار الحظر غير الرسمي على واردات الفحم الأسترالي، في حين تعرضت التدفقات من منغوليا لضغوط بسبب قيود كوفيد 19، وقد أدى ذلك إلى تشديد سوق الفحم المحلي الأمر الذي أجبر الصين إلى الاعتماد على أنواع الوقود الأخرى،مما ساهم في زيادةالواردات منالغاز الطبيعي المسال خلال 2021، حيث حققت نموًا بنحو 24% على أساس سنوي خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.

مشاركة :