رجال أعمال: قدّمنا مقترحًا بتغيير الإجازة الى السبت والأحد

  • 12/8/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تباينت آراء عدد من رجال الأعمال حول نظام الإجازة الأسبوعية بنظامها الحالي «الجمعة والسبت»، والنظام المعمول به في معظم دول العالم «السبت والأحد»، وبعد أن ظهرت توجّهات لدى دول خليجية لاعتماد الإجازة الاسبوعية يومي السبت والأحد أسوة بدول العالم الأخرى. وقال رجل الأعمال خالد الزياني إن اعتماد الاجازة الاسبوعية يومي السبت والأحد هو التوجّه الصحيح، إذ سيقلّص ذلك فترة الانقطاع عن الأسواق العالمية من يومين إلى نصف يوم فقط، في إشارة إلى العمل يوم الجمعة بنظام نصف دوام. وأضاف الزياني: «منذ أن توجهت البحرين إلى تغيير نظام الاجازات الأسبوعية إلى النظام الحالي الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة، طرحنا مقترحًا بأن تكون الاجازة الاسبوعية يومي السبت والأحد، لأن ذلك يبقي البحرين متصلة مع الأسواق العالمية طيلة أيام الأسبوع، وبذلك يقلل من الخسائر التي تلحق بالبنوك والشركات المتعاملة مع اسواق المال العالمية المختلفة بسبب فارق توقيت العطلات الاسبوعية». وتابع قائلاً: «ليس هناك أي سبب يمنع من مزاولة الاعمال يوم الجمعة، بل على العكس، فحتّى القرآن الكريم أشار إلى العمل يوم الجمعة في الآيتين 9 و10 من سورة الجمعة، وكان المسلمون في السابق يعملون في يوم الجمعة، فلماذا حولناه نحن إلى عطة أسبوعية وتقطع فيه أرزاق الناس؟ لذلك فإننا نتمنى من حكومتنا الرشيدة دراسة اعتماد نظام الاجازات الأسبوعية التي تتماشى مع دول الأسواق العالمية؛ لضمان التواصل معها وتقليل نسب الخسائر الناجمة عن ذلك». الإنتاجية هي الأهم من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور أكبر جعفري أنه بغض النظر عن مواكبة الأسواق العالمية عند اعتماد الإجازة الأسبوعية يومي السبت والأحد، فإن هذا النظام سيسهم في ارتفاع انتاجية الأفراد، وهذا هو الأهم. وأوضح جعفري أن منح الموظفين وقتًا أكبر للاسترخاء والتقاط الأنفاس وإعادة شحن الطاقات سيحسن من إنتاجيتهم بشكل عام، لأن ارتفاع الانتاجية ليس مرتبطًا بزيادة عدد ساعات العمل فقط، بل يكون مرتبطًا بعدد الساعات الفعلية التي يعمل فيها الموظف وينجز فيها أعماله. وأضاف أن منح يومين ونصف إجازة أسبوعية للموظفين سيسهم في ارتفاع انتاجية الأفراد، لذلك فهو النظام المفضل للإجازات الأسبوعية من النظام الحالي. وأشار إلى أن السبب الآخر لتفضيله اعتماد الإجازة الأسبوعية يومي السبت والأحد هو استمرار الارتباط مع الأسواق العالمية، لكن يرى أن هذا ليس الأمر الأكثر أهمية. وأكد أن المشكلة الرئيسة في التعامل مع معظم الأسواق العالمية تكمن في فارق التوقيت، أي توقيت الدوام الرسمي، لافتًا إلى أن تغيير موعد الاجازات لن يحل المشكلة، لأن فارق التوقيت بين الدول وقارات العالم هو المشكلة الحقيقية التي يجب أن توجد لها الحلول، فعلى سبيل المثال في أمريكا يبدأ الدوام اليومي هناك بعد أن نغلق محالنا في البحرين، والعكس أيضًا في تعاملاتنا مع دول شرق آسيا، لذلك من المهم ايجاد المرونة في مراعاة فارق التوقيت بين الدول، كما تعمل بعض الشركات العالمية التي تعتمد نظام دوام الشرق الأوسط لأن معظم تعاملاتها مع المنطقة. ليس كل القطاعات بحاجة لعطلة السبت والأحد في المقابل، كان لرئيس غرفة البحرين رجل الأعمال سمير ناس رأي مغاير، إذ يرى أن نظام الاجازات الأسبوعية يومي السبت والأحد ممكن أن يطبق في القطاعات التي لها علاقات وتعاملات مباشرة وكبيرة مع الأسواق العالمية، والتي قد تتأثر عملياتها وانتاجياتها وأرباحها بشكل كبير بسبب الانقطاع عن الأسواق العالمية خلال الإجازة الأسبوعية، كالبنوك والمتعاملين في أسواق المال العالمية، لافتًا إلى أنه ليس هناك ما يدعو إلى تغيير نظام الإجازات الأسبوعية لأن معظم القطاعات الاقتصادية لا تتأثر بهذا النظام. وأكد أن البحرين بلد له عادات وتقاليد، ويوم الجمعة يُعد من الأيام المقدسة، لذلك يجب أن يراعى هذا الجانب قبل الإقبال على مثل تلك التوجهات، وأخذها في الاعتبار، لأنه قد يضر بالإنتاجية العامة ويؤدي إلى الإضرار بالأعمال بشكل عام بسبب التغيب والتسيّب. تأثيرات طفيفة ولا داعي للتغيير وأكد رجل الأعمال عبدالحميد الكوهجي أنه لا يوجد داعٍ لتغيير نظام الإجازات الأسبوعية الحالي، واعتماد نظام إجازات السبت والأحد، بسبب عدم وجود تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الوطني. وأضاف: «قبل اعتماد عطلة الجمعة والسبت كان الانقطاع عن الأسواق العالمية كبيرًا وله تأثير فعلي على الشركات المحلية، خصوصًا التي تتعامل بشكل مباشر مع الأسواق العالمية، ولكن بعد تغيير الإجازات الأسبوعية أصبحت فترة الانقطاع قصيرة وغير مؤثرة، ولا تستدعي تغييرها». وأشار الكوهجي إلى أننا اليوم نعيش عصر التطور التكنولوجي الذي من خلاله نستطيع العمل من أي مكان وفي أي وقت، لافتًا إلى أن التحول الرقمي سهل من عمليات التواصل مع مختلف الاسواق العالمية وفي كل الأوقات، وقلل من أهمية الإغلاق في الإجازات الرسمية والأسبوعية، إذ أصبح بإمكان الجميع العمل من المنزل والشركة وفي أي مكان، حتى لوكان في أيام الاجازات الرسمية والأسبوعية. تغيير نظام الإجازات الأسبوعية سيحدث ربكة في العمل وانضم رجل الأعمال عبدالرحمن فخرو إلى قائمة المؤيدين للبقاء على نظام الإجازات الأسبوعية الحالي بدلاً من تحويلها إلى يومي السبت والأحد، مؤكدًا أن التغيير الجديد سيحدث إرباكًا وتشتتًا في العمل، وسيزيد من عملية التسيّب وقلة الانتاجية، خصوصًا يوم الجمعة. وقال فخرو: «لسنا بحاجة لتغيير نظام الإجازات الأسبوعية، ففترة الانقطاع عن الأسواق العالمية لا تتعدى يومًا واحدًا، وهناك حلول أخرى تقوم بها الشركات المتأثرة لشغل فترة الإجازات الاسبوعية لضمان استمرارية أعمالها مع الأسواق العالمية، لذلك ليست هناك أي مشكلة، وليس هناك أي حاجة تدعو للتغيير». التحوّل الرقمي في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس إدارة بورصة البحرين عبدالكريم بوجيري أن التحول الرقمي على مستوى العالم سهّل من مهمة التواصل مع مختلف الأسواق العالمية، وقلل من تأثيرات الإجازات الرسمية والأسبوعية على قطاع الأعمال في مختلف الدول. وأشار بوجيري إلى أن موضوع تغيير موعد الإجازات الأسبوعية بحاجة إلى دراسة عميقة يؤخذ فيها جميع الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها، لأننا في بلد له عادات وتقاليد إسلامية من الصعب على الجميع تقبل تغييرها، لذلك يجب دراسة الموضوع من الجوانب كافة، لمعرفة مدى أهمية اعتماد النظام الجديد، ومدى التأثير الإيجابي الذي سيحدثه على الاقتصاد الوطني. وأضاف بوجيري أنه شخصيًا لا يرى وجود حاجة ماسة لتغيير نظام الاجازات الحالي؛ نظرًا لعدم وجود تأثيرات كبيرة على الشركات والمؤسسات والاقتصاد الوطني بشكل عام، خصوصًا مع وجود الثورة التكنولوجية والاتصالات التي استطاعت أن تقرب المسافات بين الدول، وهي الحل المناسب للبقاء على تواصل دائم مع الأسواق العالمية حتى في فترة الإجازات الأسبوعية والرسمية.

مشاركة :