في سابقة جديدة لجهود الابتكار والبحث العلمي، أكملت جامعة الخليج العربي الإجراءات اللازمة لتسجيل الملكية الفكرية بشأن اكتشاف الشفرة الوراثية لفيروس كورونا وتطوير لقاح جديد ضد الفيروس. وقال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي إن هذا الاكتشاف تحقق بفضل من الله ثم بجهود فريق بحثي علمي متخصص بقيادة الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله أستاذ كرسي الملك فهد للتقنيات الحيوية الطبية بجامعة الخليج العربي، والمتخصص في علوم البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية الطبية، ومشاركة فريق بحثي بقسم علوم الحياة بكلية الدراسات العليا. وجاء هذا الاكتشاف عبر مشروع بحث وتطوير بدعم وتمويل من الجامعة تم من خلاله فك شفرة المناعة التي تمنح الوقاية الطبيعية ضد فيروس كورنا، وذلك بتحديد أجزاء من الزلالية السطحية التي يستعملها الفيروس لاقتحام الخلايا، والتي تؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة فعالة تحمي من المرض عند أكثر من 80% من المصابين بفيروس كورنا. وتوصل الفريق البحثي إلى هذا الاكتشاف المحوري من خلال دراسة المناعة الذاتية التي تكونت لدى 500 مصاب بالفيروس بمملكة البحرين، وقد فتح هذا الاكتشاف المجال لتطوير الجيل الجديد من لقاحات كورونا، إذ يُعد تاريخ 29 من شهر نوفمبر 2021 تاريخ تسجيل براءة الاختراع لدى المنظمة الأمريكية للملكية الفكرية تاريخ الأولوية للقاح جامعة الخليج العربي ضد مرض كورونا. وأشار رئيس الجامعة إلى أن الحجم الهائل لجائحة كورونا وتبعياتها الاقتصادية والاجتماعية العميقة أدى إلى تسابق الجهود العالمية الحثيثة والمكثفة في الجامعات العالمية المرموقة ومراكز الأبحاث الدولية المتقدمة وشركات العقاقير العملاقة لاكتشاف خصاص فيروس كورونا وتطوير اللقاحات المضادة للفيروس، وقد انضمت جامعة الخليج العربي إلى هذه الجهود إيمانًا منها بحاجة دول الخليج العربي لاكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا يتناسب وطبيعة مجتمع دول الخليج العربية، ولاستشعار الجامعة بمسؤوليتها المجتمعية الإقليمية والدولية للإسهام في تضافر الجهود لمكافحة فيروس كورونا. من جانه، أوضح الدكتور محمد الدهماني أن هذا العمل توج بتطوير لقاح جديد ضد مرض كرونا وكذلك اختبار معملي لدراسة المناعة الواقية عند المصابين، ليتبين أن اللقاح يتميز بالفاعلية ضد كل متحورات فيروس كورونا ويمكن إنتاجه باستعمال أحدث التقنيات المتاحة، خاصة منها «تقنية - أ ر ن»، أي (RNA technology). وقال: «إن انجاز هذا المشروع في وقت وجيز كان بتوفيق من الله ثم بدعم الإدارة العليا للجامعة التي منحت ثقتها وساندت الفريق البحثي والأفكار والقدرات العلمية التي بنى عليها المشروع، ولم تبخل بالدعم المادي والمعنوي لتأمين طريق النجاح»، مؤكدًا أهمية ثقافة الابتكار التي أُرسيت في جامعة الخليج العربي في العشرية الماضية، والتي تمثل الطريق الأمثل للتميز الأكاديمي والاسراع بالجامعة إلى مستوى جامعات القرن الواحد والعشرين المرموقة. معربًا عن أمله في أن تترجم براءة الاختراع التي سجلتها الجامعة إلى مشروع اقتصادي واجتماعي يتم من خلاله إنتاج اللقاح واستعماله الشامل للتخلص من جائحة كورونا، لافتًا إلى أن الدخول في المنافسة العالمية الصعبة في مجال التقنيات الحيوية الأكاديمية يمثل جزءًا من إسهام الجامعة لإنجاح الاستراتيجيات التي وضــعتها دول مجلس التعاون للخــليج العربي لتحقيق النمــو الاقتـصادي والاجتماعي الإقليمي المطلوب في الألفية الثالثة.
مشاركة :