يواجه برشلونة ومدربه الجديد تشافي هرنانديس تحديا كبيرا يتمثل بطرد شبح الخروج من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك عندما يحل ضيفا على بايرن ميونيخ الألماني على ملعب «أليانز أرينا» اليوم الأربعاء في المجموعة الخامسة من منافسات الجولة السادسة الاخيرة. بعد أربعة أسابيع على تعيين تشافي مدربا لبرشلونة، تعرض الفريق الكاتالوني لخسارته الاولى بقيادته مام ريال بيتيس صفر-1 في كامب نو السبت، فبدا ان الاحلام الكبيرة قد تجمدت وأن تاريخه المجيد مع النادي لن يسعفه لتفادي العثرات المحتملة. يضع الكثيرون آمالا كبيرة على تشافي، وهو لاعب الوسط الرمز بالنسبة لعشاق «بلاوغرانا»، فضلا عن كونه تلميذ مدرسة بيب غوارديولا، لذلك اعتبرت عودته بمثابة إعادة اعتبار للقيم والمبادئ التي بدا أن النادي ابتعد عنها في الفترة الاخيرة. وبرغم التعاقد مع مدرب السد القطري السابق، من غير المتوقع عودة النادي سريعا إلى أندية الكبار في القارة العجوز، أو حتى امتاع عشاق الكرة المستديرة بأسلوب ال «تيكي تاكا» الشهير بين ليلة وضحاها، أو أن يصبح الوافد الجديد المهاجم الهولندي ممفيس ديباي في مصاف أسطورة النادي الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الفرنسي الصيف المنصرم، أو أن يستعيد خط الدفاع حيويته المفقودة. وليس خافيا على أحد أن تشافي سيحتاج الى بعض الوقت، وربما الكثير منه، ليعيد برشلونة إلى الواجهة كمنافس شرس، ومرشح كبير للظفر بأكبر البطولات. أملت جماهير ملعب «كامب نو» أن يتفادى فريقها الخسارة أمام ريال بيتيس على الرغم من مزاياه الفنية تحت قيادة المدرب التشيلي المخضرم مانويل بيليغريني. على الصعيد الأوروبي، عاشت جماهير النادي الكاتالوني مشاعر متناقضة عقب فشل برشلونة في تحقيق الفوز على بنفيكا البرتغالي في الجولة السابقة (تعادلا سلبا)، بينما كانت النقاط الثلاث كافية لضمان تأهل إلى الدور ثمن النهائي ويجعل من المواجهة المصيرية أمام بايرن ميونيخ مجرد مباراة هامشية. شكل الشهر الاول من عمل تشافي على رأس الجهاز الفني سعيا اضافيا لتحسين واقع الفريق، وشهدت هذه الفترة بعض العلامات الايجابية والواعدة، لكن من دون أن ترتفع التوقعات كثيرا. قال تشافي بعد الخسارة المحلية «قلت للاعبين في غرف الملابس كم أنا فخور، هذه هي كرة القدم. كان الامر مؤسفا، وأمل ألا تؤثر الخسارة علينا لأنه علينا أن نقاتل كالوحوش الأربعاء لمحاولة التأهل». محليا، يتخلف برشلونة بفارق 16 نقطة عن ريال مدريد متصدر الترتيب، وعلى الرغم من أن النادي الكاتالوني يملك مباراة أقل، لا تجوز المقارنة في هذه المرحلة، إذ ان آمال عودة النادي الى سباق المنافسة على اللقب تلاشت سريعا وأصبحت من سابع المستحيلات. تفاؤل عابر بدا واضحا أن الهدف الاساس لبرشلونة هو احتلال أحد المراكز الاربعة الأولى في «لا ليغا»، غير ان تحقيق ذلك أصبح أيضا في غاية الصعوبة. في دوري الابطال، حقق الفريق انتصارين متتاليين على دينامو كييف الأوكراني تحت قيادة المدرب السابق الهولندي رونالد كومان، الامر الذي أبقى على آمال برشلونة بتحقيق العودة لو فاز في عقر داره على بنفيكا، إلا أنه وقع في المحظور وخرج متعادلا. سيحصل برشلونة في حال خروجه من دور المجموعات للمسابقة القارية الأم على جائزة ترضية هي عبارة عن مشاركة في مسابقة الدوري الاوروبي «يوروبا ليغ»، وفي حال نجح في الفوز باللقب فسيعود إلى دوري الأبطال الموسم المقبل. سيشكل خروج برشلونة من دوري الابطال ضربة معنوية ونكسة مالية أيضا للنادي، على خلفية انخفاض العائدات المالية لناد يئن أصلا هذا الموسم من وطأة ضائقة مالية هي الأسوأ في تاريخه أدت إلى رحيل نجمه ميسي وعدم تمكنه من القيام بالتعاقدات التي يرغب بها. يعول برشلونة على مشاركة متصدر الدوري الالماني والمنتشي بفوزه في «كلاسيكر» الدوري على وصيفه بوروسيا دورتموند 3-2، بتشكيلة جلها من اللاعبين الاحتياطيين، كونه ضمن التأهل والمركز الأول بالعلامة الكاملة (15 من 5 انتصارات) في مجموعته مع نهاية الجولة الرابعة، كما تنتظره مواجهة امام ماينتس السابع في «بوندسليغا» السبت. ويأمل برشلونة أن يتعثر بنفيكا البرتغالي أمام دينامو كييف، رغم ان الاخير لم يحصد سوى نقطة واحدة من تعادله على أرضه امام الفريق البرتغالي بالذات في أيلول/سبتمبر الماضي ويقبع في القاع. ورث تشافي فريقا لم يبدأ بعد مرحلة ايجاد البديل لميسي، خصوصا أن النادي الكاتالوني يفتقد بشدة لأهداف «البرغوث» الصغير وابداعاته وهالته. وتبقى آمال برشلونة معقودة على لاعبي الخبرة لديه كمدافعه جيرار بيكيه ولاعب وسطه سيرجيو بوسكيتس، وعلى لاعبين شبان أمثال غافي، نيكو غونزاليس وأنسو فاتي، علما أن الأخير يمر في مرحلة استعادة لياقته البدنية بعد سلسلة من الاصابات وتحوم الشكوك حول مدى جهوزيته. ويعاني برشلونة فنيا من هشاشة دفاعية ووهن هجومي، غير أن التعويل يبقى على قدرات الفرنسي عثمان ديمبيلي، حيث يحتاجه تشافي، مع فاتي، لاستعادة أمل التأهل الذي يتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم. قال تشافي «الهدف هو الذهاب والفوز. ليس لدينا أي خيار آخر. في حال حصدنا النقاط الثلاث، سنكون في الدور 16. وإن لم نفز، سنكون تحت رحمة المباراة الاخرى، لكن الامر الجيد هو أننا نتحكم في مصيرنا ببادئ الامر».
مشاركة :