قال كاساس زمورا الأمين العام لـ«المعهد الدولي للديموقراطية والمساعدة الانتخابية« (IDEA)»، وهو منظمة حكومية دولية مقره في استوكهولم، إن معظم الدول العربية تعاني تدهور أو غياب الديموقراطية، لذلك لم توجه الدعوات لها للمشاركة في «قمة الديموقراطية»، التي تنطلق غداً افتراضياً برئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن وحضور زعماء وممثلي نحو 100 دولة. وأضاف زمورا، وهو عالم سياسي كوستاريكي، لـ»الجريدة»، أن « من ستتم دعوته إلى القمة كان ذلك دائماً يمثل مشكلة صعبة ومثيرة للجدل. انطباعي هو أن منظمي القمة حاولوا إشراك شبكة واسعة، لم يستثنوا منها إلا البلدان التي تعاني تدهور أو غياب الديموقراطية، ولسوء الحظ فإن هذا يشمل معظم الدول العربية. وهذا ما أظهرته البيانات التي تشكل أساس تقرير الحالة العالمية للديموقراطية». وتعليقاً على دعوة العراق الى القمة، رغم ما تواجه العملية الديموقراطية هناك من عراقيل وضغوط الميليشيات المسلحة على العملية السياسية، أفاد بأنه: «ليس لدي أي فكرة عن المقياس، إن وجد، الذي استخدمه المنظمون لتقرير ما إذا كان بلد ما تحت المعايير الدنيا للديموقراطية». وأضاف: «غالباً ما تتأثر الدعوات بالحسابات السياسية والجيوبوليتيكية. ودون معرفة المعايير التي استخدموها، من الصعب القول ما إذا كان قرار دعوة العراق صحيحاً أم لا». وعن سبل الترويج للديموقراطية في الشرق الأوسط، حيث يجادل الكثير من النخب بأن هناك حاجة أكبر لحكم أكثر فعالية وليس لمزيد من الديموقراطية، أوضح زمورا أنه «أمر صعب جداً، أحد الأماكن الجيدة للبدء هو التأكد من أنه في بعض الأماكن التي يوجد بها بعض مظاهر الحكم الديموقراطي مثل لبنان أو العراق أو تونس، أن تكون الديموقراطية قادرة على تلبية بعض التوقعات الاجتماعية على الأقل فيما يتعلق بالتقدم الاقتصادي والنزاهة والنظام». وتابع: «إذا ثبت أن هذه الحالات غير قادرة بشكل جذري على تلبية هذا المعيار الأساسي، فسيكون من المستحيل تقريباً إنشاء سرد إيجابي حول الفوائد الهائلة على المدى الطويل التي يمكن أن تجلبها الديموقراطية». وقال زمورا: «بشكل عام الناس يفضلون الدكتاتورية على الفوضى. وفي تلك الأماكن التي لا توجد فيها الديموقراطية على الإطلاق، سأقول إنه من الضروري تحفيز تنظيم مجتمع مدني مستقل وتقديم الحماية للنشطاء الذين يرغبون في المخاطرة بحياتهم من أجل تقدم القضية الديموقراطية».
مشاركة :