قطرات في الذاكرة! - فوزية الجار الله

  • 11/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أولاً أن تساعدك الظروف على السفر والرحيل بعيداً عن موطنك فليس هذا دليلاً على سعادة مؤكدة فأنت لا تستطيع الخلاص من ذاكرتك ولو رحلت إلى أقصى نقطة على سطح القمر. السفر، السعادة، القمر.. ليست تلك الكلمات هي ما أردت الحديث عنه حقيقة، لكنني أردت البوح بأمر آخر لايبتعد كثيراً عن هذا المدار.. فقد أخذتني الأقدار مؤخراً في رحلة قصيرة خارج الوطن، ثم عدت سريعاً إلى الرياض الحبيبة المفترضة،الثامن من نوفمبر وجدتها ولازالت تردد مع فيروز «صيف ياصيف «.. وقد سمعت بأن موجة باردة سوف تداهمنا آخر الأسبوع.. ربما.. لم لا؟! سوف أعد لذلك معطفاً من الفراء وسوف أوقد جمر الروح لاستقباله. ثانياً لفتت انتباهي خطواتها وهيئتها مذ دلفت إلى المحل التجاري الواسع، ثمة طفلة بمحاذاتها فيما يبدو لم تبلغ ربيعها العاشر.. خفق قلبي.. لعلها صديقتي التي غادرتني ملامحها وسقطت بيني وبينها مسافات الزمن هكذا بلا سبب، كانت منهمكة بالحديث عبر جهاز الجوال، أخذت أرهف سمعي أكثر تجاهها ليس رغبة فضولية في سماع حديثها وإنما في محاولة جاهدة لتمييز صوتها الذي لا أخطئه بين مئات الأصوات وربما الآلاف، خفق قلبي أكثر واستعادت ذاكرتي ضحكاتنا وسعادتنا وهمومنا المشتركة التي طالما قلبنا صفحاتها معاً في جلساتنا الأحيانية، لكن حتى لو تأكد لي بأنها هي فلن أحدثها أو أسائلها، لن أهتف بتحية مفاجئة لها، فهي من آثرت الرحيل وسوف أرفع قبعتي احتراماً لنأيها وغيابها، طال حديثها وهمسها، استدارت إلى الجانب الآخر، اقتربت قليلاً من زاوية أخرى للموقع الذي بلغته خطواتها وفي داخلي ضحكة خفية ساخرة مما أفعله الآن وكأنما أنافس ضابط التحري الشهير «كولومبو « في ذلك المسلسل الأجنبي التلفزيوني القديم، تنهدت أخيراً فقد آن الأوان أن أترك مهمة «كولومبو» وأن أشرع في متابعة شؤوني الخاصة، فلم تكن هي إطلاقاً، يا ألله كم تتشابه هيئات البشر أحياناً. ( إذا المرء لايرعاك إلا تكلفاً فدعه ولاتكثر عليه التأسفا فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا ) رحم الله الشافعي قائل هذه الأبيات. ثالثاً إحدى الممثلات المسيحيات الشهيرات تزوجت مؤخراً من «وزير» تقول إنني فوجئت برد فعل أهلي حيث رحبوا كثيراً به رغم أنه مسلم، بعكس ديانتهم.. هذا خبر جميل مميز والله وحده كفيلٌ بالنوايا وما تخفيه الصدور، مثل هذه الحالة تبدو مبهجة ومشرّفة في هذا الزمن لدى البعض، مادام غنياً هذا يكفي - في رأيهم بالطبع- (دين إيه اللي إنت جاي تقول عليه !!). مقالات أخرى للكاتب «كن صديقي»! وزارة الإسكان.. أصدق الدعوات؟ خطوات نحو ضوء بعيد! أسئلة الصباح! في الصحراء.. أين تذهب النساء؟!

مشاركة :