تغيّر المناخ فرصة لتعزيز تعاون وتقارب الصين وأمريكا

  • 12/9/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان من المُتوقع أن تفشل الجهود الأخيرة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 26) الرامية إلى إبقاء درجات الحرارة العالمية عند مستوى أدنى من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، بغض النظر عن عدد رؤساء الدول وكبار رجال الأعمال الذين سافروا إلى غلاسكو لحضور المؤتمر. ولكي يتمكن العالم من تحقيق هدف الحفاظ على درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين على الأقل، فإن الأمر يتطلب التعاون بين الولايات المتحدة والصين. تُمثل أزمة تغير المناخ فرصة فريدة للتعاون بين البلدين، كما يُعد إعلانهما المفاجئ عن خطة للعمل معًا للحد من انبعاثات الميثان خطوة إيجابية. لكن البيئة الجيوسياسية الحالية تحول دون تحقيق التعاون الواسع النطاق. ولكي يحظى العالم بفرصة حقيقية لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، فسيتعين عليه خفض استهلاك الفحم والنفط والغاز إلى الصفر تقريباً في العقد المقبل، مما يعني ضمنًا أن معظم الاحتياطيات المُتاحة من الوقود الأحفوري يجب أن تظل في باطن الأرض. بيد أن هذه النتيجة ليست واردة، على الرغم من كل التعهدات الأخيرة بإزالة الكربون. للحد من الانبعاثات ووقف استخراج وحرق الاحتياطيات الحالية من الفحم والنفط والغاز، لا يوجد بديل عن فرض ضريبة الكربون عالميًا ودعم مُستدام لتطوير التكنولوجيات الخضراء. وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة أولية نحو فرض ضريبة عالمية على استخدام الكربون من خلال اقتراح ليس فقط فرض ضرائب محلية على استخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري، بل وأيضًا وضع آلية لضبط حدود الكربون (تعريفة). ليكون لضريبة الكربون أثر مُجد، ينبغي أن تكون مُرتفعة بما فيه الكفاية. تُساهم التحديات الوجودية أحيانًا في توحيد البلدان. فقد تحالفت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي لهزيمة ألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من الخلافات العميقة بينهم، اتحد الأوروبيون والأمريكيون لمواجهة التهديد السوفيتي في مرحلة ما بعد الحرب. والسؤال المطروح الآن هو هل يمكن للولايات المتحدة والصين العمل معًا لمكافحة تغير المناخ؟ ربما، ولكن هذا لن يحدث إلا من خلال ممارسة ضغوط شعبية في كلا البلدين لحملهما على القيام بهذه المهمة. على الرغم من إعلان البلدين الأخير عن العمل معًا بشأن الحد من انبعاثات غاز الميثان، لا يمكننا بالتالي الاعتماد على النخب السياسية في الولايات المتحدة أو الصين لجعل تغير المناخ أولوية قصوى. في كلا البلدين، هناك مطالب شعبية كبيرة بتنفيذ سياسات مناخية هادفة وفعالة. يُدرك نحو 70٪ من الأمريكيين حقيقة الاحتباس الحراري وسيؤيدون فرض ضريبة الكربون على شركات الوقود الأحفوري، كما يُطالب 86٪ منهم بالمزيد من التمويل للابتكار في مصادر الطاقة المتجددة. وحتى الاقتراحات الأكثر طموحًا من قبل الديمقراطيين التقدميين بشأن «الصفقة الخضراء الجديدة» تحظى بشعبية بين الناخبين. إن من شأن التعاون الحقيقي بين الولايات المتحدة والصين في مجال المناخ أن يعود بفوائد ضخمة، من خلال تخفيف التوترات في مجالات أخرى مثل التجارة أو وضع تايوان. مثلما دفعت الحرب الباردة التعاون بين الولايات المتحدة والقوى الأوروبية، يمكن أن تؤدي أزمة المناخ إلى علاقات صينية أمريكية أقل عدائية. لن تعتمد النتيجة على الصفقات السرية في غلاسكو، ولكن على ما إذا كان القادة الصينيون والأمريكيون يشعرون بضغط شعبي يدفعهم للتحرك في هذا الاتجاه. * أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤلف مشترك (مع جيمس أ. روبنسون) في كتاب «لماذا تفشل الأمم: أصول السلطة والازدهار والفقر» و«الممر الضيق: الدول والمجتمعات ومصير الحرية» طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :