سعى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لتسوية أزمة مستمرة منذ شهور مع الجزائر، حيث زار البلاد الأربعاء، واتفقت الدولتان على استئناف التعاون من أجل السلام في ليبيا وفي قضايا دولية أخرى. وصرح جان إيف لودريان، واقفا إلى جوار نظيره رمضان لعمامرة، إن رحلته تهدف إلى ”تجديد علاقة الثقة” و ”التطلع إلى المستقبل للعمل على إحياء شراكتنا وتعزيزها”. كما أشار لو دريان إلى ”التاريخ المتشابك” للبلاد، قائلا إنه يريد ”إزالة سوء التفاهم”. وخاضت الجزائر حربا دامت ست سنوات من أجل الاستقلال من 1954 إلى 1962 بعد أكثر من قرن تحت الحكم الاستعماري الفرنسي. وأقامت الدولتان علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة، لكنها شهدت تدهورا حادا، حيث أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول تاريخ الجزائر ما قبل الاستعمار ونظام الحكم ما بعد الاستعمار، حفيظة المسؤولين الجزائريين. وردا عليها رفضت الجزائر السماح بتحليق طائرات عسكرية فرنسية في أجوائها، واستدعت سفيرها من باريس واتهمت فرنسا بارتكاب ”إبادة جماعية” خلال الحقبة الاستعمارية. وقال لودريان عقب محادثات الأربعاء مع نظيره الجزائري والرئيس عبد المجيد تبون ”اتفق الطرفان على استئناف بعض محاور التعاون الثنائي والعمل على إزالة المعوقات”. وكان الرئيس الجزائري قد أصر على أن الأمر متروك لفرنسا لاتخاذ الخطوة الأولى. وقال لمجلة دير شبيغل الألمانية الشهر الماضي ”لن يقبل أي جزائري أن أستأنف الاتصال بمن أهاننا”.
مشاركة :