الشهيد غالب المري.. يبر والدته في حضوره وغيابه

  • 11/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشهيد غالب عامر المري كان الداعم والسند الوحيد لإخوته الأصغر سناً، بالإضافة الى أسرته التي تتكون من 5 أبناء، أما أصدقاؤه الذين أعربوا عن فخرهم ، ووصفوه بأنه أخ دنيا، أي شقيق لهم والأقرب لهم في هذه الحياة. كان في كل اتصالاته الهاتفية يوصي بوالدته وأن يلبي إخوته كل طلباتها، فكان مثالاً للابن البار في حضوره وغيابه. ولد الشهيد غالب عامر صالح عامر الهلابي في إمارة الشارقة في 23/10/1977 وترعرع مع أسرته في إمارة الشارقة، حيث كان يسكن فيها وتزوج في 21/4/2001 ثم رزق أبناءه الخمسة (شهد 15 سنة) ثم مريم (14 سنة) وعبدالله (9 سنوات) ثم عامر (6 سنوات) وأخيرا ناصر الذي يبلغ عامين. كان رحمه الله، ذا شخصية قوية ومرحة، محبوباً من الكل، قريباً من أقربائه وذويه والتحق بالقوات المسلحة في 26/4/2006 حيث كان محباً لعمله ولا يكل من خدمة وطنه في أي وقت. كان دائم التواصل مع أفراد أسرته وكان رحمه الله أبا حنونا عطوفا رحوما، حيث يؤدي جميع واجباته كابن وكأخ وكأب. لا يظهر ما بداخله مهما كان الأمر. قال شقيقه خالد عامر صالح عامر المري: أخي استشهد في الرابع من سبتمبر من العام الجاري، وهو يبلغ من العمر 38 عاما. والتحق الشهيد غالب المري في بداية مشواره المهني في سلك الشرطة وتحديدا في إمارة الفجيرة، واستمر فيها حوالي ثلاث سنوات، ومن ثم التحق بالقوات المسلحة، وظل في القوات المسلحة حتى استشهد وهو يدافع عن الحق والواجب. ويضيف خالد: عندما استشهد غالب كنت موجودا في نفس المكان بصفتي العسكرية، ولكن قبل بدء المعركة بيومين جاءتني الأوامر وتحركت الى مكان آخر، فذهبت لوداع شقيقي في خيمته، ولكن للأسف لم يكن موجودا، وبالتالي تحركت أنا وزملائي الى موقعنا الجديد للتمركز فيه، ويوم الشهادة شعرت بأن أخي قد استشهد لأني حاولت الاتصال به ولم يرد علي، وباتصالي بالأهل في الإمارات عرفت أنه اتصل بهم وأنه بخير، وبعدها بقليل حضرت الى المستشفى الميداني طائرة هليكوبتر عسكرية تحمل جرحى وشهيدا واحدا، فسألت عن اسم الشهيد فأخبروني بأن اسمه طالب، والصدفة أن لي أخاً آخر اسمه طالب، واسم غالب وطالب متشابهان، فدب الشك في نفسي، ولكني تأكدت من أحد الأطباء العاملين في المستشفى بأن الشهيد اسمه غالب، ومن ثم احتضنني هذا الضابط العسكري، وقال لي البقاء لله، وهو الآن اختاره الله سبحانه وتعالى من الشهداء الأبرار، وبالتالي وصلني الخبر قبل ان يعرفه أي أحد آخر من الأهل، حيث استقبلت الخبر بصدمة كبيرة، ولكن الله ألهمني الصبر والسلوان. وكشف طالب شقيق الشهيد غالب المري أن شقيقه كان يهوى ركوب السيارات وسباقاتها، ولا يخاف الموت، ويحب المغامرة، وكان بارعا في إصلاح كافة أنواع السيارات، مشيرا الى أن الشهيد غالب كان ترتيبه الثالث بين أشقائه الذكور. ويضيف طالب: كان الشهيد غالب في كل اتصالاته الهاتفية معي يوصي بالوالدة، وأن نلبي كل طلباتها، بالإضافة الى تلبية طلبات أهل المنزل.

مشاركة :