تونس 8 ديسمبر 2021 (شينخوا) شدد الرئيسان التونسي قيس سعيد والفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) على أهمية توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وطالبا المجتمع الدولي بضرورة العمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. وقال الرئيس قيس سعيد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس الذي يزور تونس حاليا إن "وحدة الصف الفلسطيني هي وحدها الكفيلة بتحرير فلسطين". وأضاف قائلا "نتمنى أن تتحقق هذه الوحدة، ويكون اللقاء في الجزائر أو في تونس المهم أن تتحقق الوحدة، لأن العدو يراهن على هذا الإنقسام"، معتبرا في المقابل أن "المشكل لا يكمن فقط في العدو الذي قتّل وشرّد وإحتل الأرض، وإنما هو أيضا مشكل داخلي". وبحسب الرئيس التونسي، فإن "أكبر الأخطار التي تتهدد الأمة والقضية الفلسطينية هو داخلي بالأساس، وهو خطر مثل الحشرة في الثمرة"، على حد وصفه، مشددا في هذا السياق على ضرورة أن يكون "الطريق واضحا وموحدا بين جميع فصائل المقاومة من أجل تحرير فلسطين، مع ضمان إستقلالية القرار الوطني الفلسطيني". وفي علاقة بالشرعية الدولية، قال قيس سعيد "رضينا بهذه الشرعية رغم أنها منقوصة، ولكن من وضعوا القرارات والتوصيات تنكروا لها"، ثم توجه إلى المجتمع الدولي وجميع شعوب العالم بالقول "آن الأوان لرفع هذه المظلمة التي تجاوزت القرن". من جهته، قال الرئيس محمود عباس إن المحادثات التي أجراها اليوم مع الرئيس قيس سعيد "كانت فرصة، أطلعت خلالها الرئيس قيس سعيد، على آخر المستجدات الفلسطينية، إلى جانب إستعراض مختلف المجالات المشتركة بين الشعبين الشقيقين والعمل على تعزيزها". وشدد قائلا "لن نقبل بتواصل الإحتلال والإعتداء على القدس الشريف والحرم الإبراهيمي وكنيسة المهد، وسنتخذ قرارات خلال شهر من اليوم، لمجابهة إعتداءات الاحتلال وذلك في كنف الشرعية الدولية". ودعا إلى عقد مؤتمر دولي يهدف إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، مؤكدا في المُقابل على العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني، مشيرا في الوقت نفسه إلى تطلعات الشعب الفلسطيني لإنجاح القمة العربية المرتقب عقدها في الجزائر. وأجرى الرئيس قيس سعيد اليوم بقصر قرطاج، محادثات مع الرئيس محمود عباس بحضور وفدي البلدين، تم خلالها التطرق إلى "علاقات التعاون بين تونس وفلسطين، وأفق تعزيزها وتنويعها، بالإضافة إلى إستعراض آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وتبادل وجهات النظر بخصوص جملة من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، بحسب بيان للرئاسة التونسية. ووصل الرئيس محمود عباس مساء أمس الثلاثاء إلى تونس في زيارة يرافقه فيها وزير الخارجية رياض المالكي، وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، ومستشار الرئيس مصطفى أبو الرب، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري. يُذكر أن الرئيس الفلسطيني كان قد قام قبل وصوله إلى تونس بزيارة إلى الجزائر إستغرقت ثلاثة أيام، هي الأولى من نوعها له منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون رئاسة البلاد في شهر ديسمبر 2019. وهدفت هذه الزيارة بحسب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي إلى "تنسيق المواقف من أجل إعطاء القضية الفلسطينية الأولوية على جدول أعمال القمة العربية المزمع عقدها في شهر مارس المُقبل بالجزائر".
مشاركة :