عمان – قال مخرج فيلم "اميرة" محمد دياب انه يتفهم الغضب الذي أثير حول الفيلم لكنه دافع عنه باعتباره يتناول بطريقة خيالية معاناة الاسرى الفلسطينيين في السجون وينتقد اسرائيل. ويتناول الفيلم قضية النطف التي يتم تهريبها من السجون لاجراء تلقيح صناعي مع زوجات الأسرى. ويسلط الفيلم الضوء على فتاة ولدت عبر نُطفة مهربة لوالدها القابع في سجن اسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن هذه النُطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، والذي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة. وقال منتقدون ان الفيلم، الذي بدأ عرضه قبل أكثر من سنة في مهرجان البندقية السينمائي، يشوه صورة الاسرى وينال من دورهم النضالي لمصلحة الرواية الاسرائيلية لقضيتهم. وقال دياب في بيان مساء الاربعاء ان الفيلم، الذي عرض ايضا في مهرجاني الجونة وقرطاج، يتناول "معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين". واضاف ان "اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤالا وجوديا فلسفيا حول جوهر معتقد الانسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال". واوضح ان "الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص ويرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم". واختار الأردن الفيلم ليمثله رسميا في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، والتي سيتم الإعلان عن جوائزها في مارس/آذار العام المُقبل. واعتبرت منظمات معنية بحقوق الأسرى أن أحداث الفيلم جاءت بطريقة "تتساوق بشكل مباشر مع الرواية الإسرائيلية، بتجنّ كامل على الحقيقة". وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، في بيان مشترك "إن قضية النطف المُحرّرة شكّلت على مدار السنوات الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي". وقالت المنظمات ان "كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران، والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة". واضافت "في قضية الأسرى ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلا من اختراع الأكاذيب". واعتبرت ان "أي استمرار في التعاطي مع الفيلم أو الترويج له، خيانة". وتم تصوير "أميرة" بشكل كامل في الأردن عام 2019 وهو من إنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين. وسبق ان أكدت الهيئة الملكية للافلام في الاردن ان الفيلم "خيالي روائي وليس وثائقيا، واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج". وقال مخرج الفيلم في بيانه ان "من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية ولهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة". واضاف "لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢". وختم دياب بيانه بالقول "نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية".
مشاركة :