كثيرون عشقوا أسهمًا معينة على السماع! بناءً على قيل وقال! وأوصى فلان وأكد علان!.. يمدح الشركة وأسهمها أحد المحللين أو المشهورين بالتوصيات فتجد من يعشقها بإذنه ويندفع نحوها اندفاع المحب الولهان وهو لم ير وجهها ولايعرف أصلها وفصلها ولايدري عن ماضيها، أهو أبيض ناصع البياض أم أسود قاتم السواد؟ وهل هي مخلصة أم تخون؟ لا يحاول أن يبحث عنها ويدقق في ملامحها ويراجع تاريخها بل يعشقها (عمال على بطال ويحبها من الأذان وهو عميان) والحب أعمى على ما يُقال ولا يرى إلا بعد الزواج والوصال وقد فات الأوان ووقع (الفأس في الرأس) فبعد أن يشتري المتداول في شركة أعجبته على السماع ويتوغل في الشراء والغرام معتقدًا أنها حسناء وملكة جمال على ما يقال، يتضح له في كثير من الأحيان أنها شوهاء وملكة القبح وأن من أوصى عليها يريد الخلاص منها وتطليقها بالثلاث وتنشيبها في حلق من طار وراء التوصيات والأوصاف ولم يعرف الحقيقة إلا بعد فوات الأوان وبعد أن نشبت في حلقه وعلّقته من كراعينه وعلته بمواصلة النزول وغثته في حياته. الذي يشتري على السماع كالذي يتزوج على السماع في قديم الزمان حين كان الجهل ضارب الأطناب وأهل المخطوبة لا يسمحون برؤيتها إلا ليلة الزواج.. بل ربما كان شراء سهم شركة اندفاعًا وراء مجرد توصية أسوأ مصيرًا من الزواج القديم على السماع، لأن من يمدح الفتاة أم الشاب وأخواته وهن مخلصات وإن كن أحيانًا مخطئات، لكن شراء أسهم بناءً على توصيات رواها مجهول أو مشبوه نقص في العقل والإدراك.