ثقافي / اختتام أعمال مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة

  • 12/11/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض 06 جمادى الأولى 1443 هـ الموافق 10 ديسمبر 2021 م واس اختتم "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة" أعماله وفعالياته التي استمرت على مدى ثلاثة أيام في مـكـتـبـة الملك فـهد الوطنية بالرياض، بمحاضرة حول دور "الفلسفة" في معالجة آثار جائحة "كورونا" التي ضربت العالم، وألقت بظلالها وتداعياتها على جميع الدول، واستعراض أهمية التفكير الفلسفي في التعامل مع التحديات العديدة التي تعصف بالعالم بصفة عامة، كما شهد اليوم الختامي للمؤتمر عدداً من المحاضرات العامة والورش، وجلسات تعارف في المقهى الفلسفي "سقراط". وفي كلمة ختامية قدم الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، شكره وتقديره للحضور والمشاركين والمنظمين، وقال: أشكر هذه الكوكبة من العلماء والباحثين، الذين قطعوا ألوف الأميال لمشاركتنا في هذا المؤتمر الذي سيتكرر بإذن الله في الأعوام القادمة"، منوهاً إلى أنه مع ختام هذا المؤتمر ستبدأ رحلة الاستعداد لتخطيط والتجهيز لنسخة العام القادم من المؤتمر، مشيراً إلى أن سعادتهم وفرحتهم في هيئة الأدب والنشر والترجمة، ستكتمل بحضور الجميع ومشاركتهم فيه. وتناولت جلسات اليوم الختامي للمؤتمر عدة موضوعات ومحاور، حيث جاءت أولى الجلسات بعنوان: "ما الذي نتعلمه من العلوم العصبية عن الأخلاقيات"، استهلها الدكتور "بند بلاك" متحدثاً عبر منصة "الزوم" عن الإدراك والاختلافات بين الإدراك والتفكير، موضحاً "الإدراك الفئوي"، و"طريقة التعود أو الاعتياد"، وشارحاً الطريقة اللغوية أو غير الكلامية التي يستخدمها الطفل وغير البالغ لتمييز الألوان والتعرف عليها، مستعرضاً تجربة "تشارلز داروين"، مع أبنائه بخصوص مقدرتهم على تمييز الألوان، عندما وصفهم بأنهم مصابون بعمى الألوان، وناقش بعض ما جاء في كتابه "أصل الأنواع" والذي نُشر في عام 1859م، حيث كان يُظهر لنا عجزه عن تفسير معقول وفق نظريته لشيء معقد جداً ومُحكم كتركيب العين مثلاً، ثم تحدثت الدكتورة "باتريشيا تشيرشلاند"، أستاذة الفلسفة الفخرية بجامعة كاليفورنيا عبر منصة "الزوم" حول محور: "كيف يمكن للمفاجأة أن تؤدي دوراً مهماً"، مستعرضة طبيعة التفاعل الاجتماعي والأخلاقيات أو الفضيلة، مُحدِّدة العوامل التي تشكلها، مستعينة ببعض ما ورد في كتاب: "الجين الأناني" (The Selfish Gene) لريتشارد دوكينز، وكتاب "أصل الأنواع". وضمن جلسات اليوم الأخير استضاف المؤتمر الفيلسوف الأمريكي وأستاذ علم الحكومة بجامعة "هارفارد"، الدكتور "مايكل ساندل" في محاضرة عامة قدمها عبر منصة "الزوم"، بعنوان "الفلسفة العامة"، تحدث فيها عن العدالة والأخلاقيات، وخلال المحاضرة جرت مناقشة فلسفية، وصفها "ساندل" بأنها رحلة في الفلسفة وفي التأمل في النفس، كما ناقش الفلسفة الأخلاقية، وتمّ طرح بعض الأسئلة الأخلاقية الفلسفية، وإثارة بعض الجدليات الفلسفية الأساسية، وفتح الباب للتفكير في بعض الإشكاليات الأخلاقية، وفي مبادئ الحق والباطل الوصول إليها عن طريق "التأمل"، وكذلك إتاحة الفرصة لمحاولة التوفيق بين المبادئ المتناقضة والمتصارعة، واختتمت المحاضرة بنقاش تفاعلي وحوار مباشر حول الالتزامات الأخلاقية والقيم والمبادئ، مع طلبة من الجامعات السعودية. وجاءت الجلسة الختامية للمؤتمر بعنوان "دراسات ما بعد جائحة كورونا.. الفلسفة من أجل المستقبل"، استعرض فيها الأستاذ بجامعة"تورينو" بإيطاليا الدكتور "ماور يتسيو تشيفاز"، دور "الفلسفة" في معالجة آثار "الجائحة" التي ضربت العالم، وألقت بظلالها وتداعياتها على جميع الدول، منوهاً ببعض أساليب النظر إليها من منظور فلسفي، مقدماً الدعوة لاستحضار أهمية التفكير الفلسفي في التعامل مع التحديات العديدة التي تعصف بالعالم بصفة عامة، والوقوف على دلالات جائحة "كورونا" وسبر أغوارها على وجه الخصوص، حيث إن هذا "الوباء" الذي تفشى في كل العالم، قد فرض على الأفراد العزلة في البيوت، وذلك بسبب الحجر الصحي، وأتاح لهم متسعا من الوقت للتفكير والتأمل والنقد والتفكير في النفس وفي الذات. كما تناول أهمية "التقنية"، وعدّد أدوارها المحورية في عمليات التعليم والصحة وغيرها، منوهاً بأن مستقبل البشرية يكمن فيها، وذلك لكونها تتيح فرص الأتمتة والتعليم، داعياً للتفكير في المستقبل وفي الأمل. وتلا هذه المحاضرة، مناقشة تناولت محور: "التساؤلات الفلسفية حول تداعيات جائحة "كورونا"، التي أعقبها نقاش حول أطر التعافي الممكنة بعد هذه الجائحة العالمية، وأيضاً حول أهمية التعليم والبحث من أجل المستقبل. وكان المؤتمر الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، قد انطلقت جلساته يوم الأربعاء المنصرم تحت شعار "مهرجان الأفكار" ومفهوم "اللا متوقع" كمحور رئيسي للمؤتمر، وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية قدم المشاركون موضوعاتهم وتأملاتهم وأبحاثهم ذات الصلة بهذا المفهوم، حيث شهد المؤتمر عقد 11 محاضرة عامة و17 ورشة متخصصة، قدمها وشارك فيها كبار الفلاسفة والمفكرين المعاصرين من الباحثين و الأكاديميين المرموقين على مستوى العالم، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة الموازية، في مقدمتها "مقهى سقراط" مع الفيلسوف الأمريكيكريستوفر فيليبس، و"المقهى الفلسفي" الذي شكل ساحة للاجتماعات وبناء العلاقات بين المشاركين في المؤتمر والضيوف من حول العالم. // انتهى // 23:37ت م 0145 www.spa.gov.sa/2311670

مشاركة :