«البيانات» تعزز تنافسية القطاع العقاري

  • 12/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ترسم البيانات ملامح التحول الرقمي في القطاع العقاري بالإمارات، وهو ما يدعم القرار الاستثمار ويعزز من تنافسية القطاع، فيما تعكف الشركات حالياً على تعظيم الاستفادة من قواعد المعلومات المتوافرة لديها، والتي تشمل بيانات العملاء وعمليات الشراء وأداء الأسواق العقارية، بحسب خبراء عقاريين. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن الشركات العقارية تقبل في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى على بناء قواعد بيانات منتظمة، مع تبني أحدث حلول وبرمجيات لتحليل البيانات الضخمة. ولفتوا إلى أن تقدم الشركات العقارية على هذا المضمار يعزز تنافسيتها وقدرتها على الوصول لشرائح العملاء المستهدفة، وتوسيع قاعدة عملائها المحليين والدوليين، مع تحديد وسائل التسويق المناسبة لكل فئة. وساهمت جائحة «كورونا» في تسريع وتيرة التحول الرقمي بالشركات العقارية للتغلب على الصعوبات المرتبطة بالتواصل مع العملاء عبر استخدام التطبيقات الذكية التي وفرت معاينة افتراضية للعقارات المعروضة للبيع، وبالنسبة للعقارات المعروضة للإيجار وفرت هذه التطبيقات خدمات إبرام وتجديد العقود، وتلقي طلبات الصيانة عن بُعد. وعلى الرغم من تسارع عملية التحول الرقمي بالقطاع العقاري، أكد عقاريون أن عمليات البيع والإيجار ستظل هجينة بين المسارين الرقمي والتقليدي، نظراً لصعوبة التحول بشكل كامل في صناعة لاتزال تعتمد على المعاينات الميدانية. قاعدة البيانات أكد ماجد صقر المري المدير التنفيذي لقطاع التسجيل والخدمات العقارية في دائرة الأراضي والأملاك في دبي لـ«الاتحاد»، أنه خلال فترة الجائحة كانت جميع الخدمات التي تقدمها الدائرة ذكية، بما في ذلك خدمات التسجيل العقاري. وقال: إن التوجه الرئيس في الدائرة هو اعتماد البيانات والحلول الذكية بحيث يتم توظيف التكنولوجيا والتقنيات الناشئة، لافتاً إلى أن استخدام الدائرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إنجاز عملية تقييم العقارات قلل الزمن المستغرق لعملية إنجاز المعاملة من عدة أيام إلى ثوان معدودة. واستكملت دائرة الأراضي والأملاك مسح 150 ألف عقار، من ضمنها الأراضي والمباني، وذلك ضمن مشروع المسح الميداني الذي تم إطلاقه عام 2015، حيث تم ضح 9 ملايين بيان إضافي إلى قاعدة البيانات بالدائرة، كما تم تصنيف جميع العقارات، بما صب في صالح المالك والمستأجر والمستثمر. وسيتم ربط معطيات تصنيف العقارات بمؤشر الإيجارات، في خطوة مهمة لاحقة من شأنها أن تحقق التوازن المطلوب في هذا القطاع، بحيث يستفيد العقار مرتفع الجودة والمزود بالمرافق والتسهيلات من خلال تحديد سعر إيجار أعلى مقارنة بالمبنى الأقل على هذا الصعيد. منصة رقمية وأطلقت دائرة الأراضي والأملاك في دبي في وقت سابق منصة «دبي ريست»، والتي تسهم بدورها في توفير الكثير من الوقت والجهد والمال على متعاملي القطاع العقاري، حيث قدمت هذه المنصة نموذجاً رقمياً لباقي الشركات العقارية، من خلال تمكين المتعاملين من إنجاز جميع تعاملاتهم دون حاجة للتنقل إلى مكاتب الدائرة. وأثبتت المنصة فعالياتها خلال الجائحة وأثناء فترة الإغلاق، فلم تتوقف المعاملات العقارية، حيث تعد «دبي ريست» المحفظة العقارية الرقمية المتكاملة الأولى من نوعها عبر العالم، والتي ساهمت في إحدات نقلة رقمية بالقطاع العقاري. ومن جهتها أعلنت داماك العقارية، عن تشغيل منصة رقمية شاملة تغطي كافة أعمالها المتعلقة بمتطلبات إدارة عمليات المكتب الخلفي، وذلك في إطار مبادرات التحول الرقمي التي تنتهجها الشركة. وتقدم منصة «داماك سنترال» مجموعة من الحلول المتكاملة التي تركز على جميع أنشطة الاتصال وآفاق التعاون وآليات اتخاذ القرارات والخدمات الداخلية بين الإدارات والموظفين. وتهدف المنصة الشاملة بشكل أساسي إلى رقمنة جميع الموافقات الضرورية، والتي من شأنها خفض الوقت اللازم لإتمام العمليات، حيث بات بإمكان كبار المديرين والموظفين التنفيذيين منح الموافقات وإتمام الإجراءات من خلال هذه المنصة الرقمية. وتعمل المنصة على إتاحة الوصول إلى التقارير التحليلية والخدمة الذاتية للموظفين والدعم الفني وبطاقات العمل الرقمية والعروض الحصرية المتاحة للموظفين. وتضم منصة «داماك سنترال» العديد من الخصائص المتطورة، لعل أبرزها أتمتة المذكرات الداخلية، ومنح الموافقات السريعة للمشتريات، والأتمتة الكاملة لجميع محاضر الاجتماعات، وإدارة المذكرات وتتبعها، والتكامل التام مع برنامج إدارة المهام الذي يعمل تلقائياً على تحديد المهام للأفراد مباشرةً بعد الاجتماع. قواعد البيانات ومن جانبها قالت لينيت ساكشيتو مديرة الاتصالات في «بروبرتي فايندر»: «من دون وجود قاعدة بيانات، فإن الأمر سيكون مجرد شخص آخر يدلي برأيه»، وفق إدوارد دمينغ. وأضافت أن البيانات هي وحدها التي تروي القصة كاملة، ومن حسن الحظ، أن «بروبرتي فايندر» تعتمد على منصة رقمية وتمتلك ميزة الشراكة مع «دائرة الأراضي والأملاك في دبي»، وهي الشراكة التي تمكنها من الحصول على بياناتها وإعداد المؤشر الرسمي لأسعار المبيعات في الإمارة ومن خلال استخدام هذه البيانات، يتم تقديم تفاصيل حول سوق العقارات والمعاملات في دبي. وأوضحت أن العديد من الشركات العقارية تقوم ببناء قواعد البيانات واستخدام التكنولوجيا وإطلاق التطبيقات الذكية لتسهيل إنجاز المعاملات والتواصل مع العملاء لتسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أكثر فعالية. حلول هجينة ومن ناحيته قال رضوان ساجان المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الدانوب: إن الشركات العقارية باتت تدرك أهمية الانخراط في بناء قواعد بيانات منتظمة باعتبارها حجر الأساس لعمليات التحول الرقمي. ولفت إلى أنه على الرغم من تسارع عمليات التحول الرقمي في قطاع العقارات، فإن العمليات بالقطاع ستظل تجمع بين العمل التقليدي المستند إلى المعاينات الميدانية والثقة والمصداقية المرتبطة بالمطور وبين جاذبية المعاملات الرقمية. وأضاف:«سيحتاج العملاء إلى مقابلة المطور، ومعاينة العقار قبل اتخاذ القرار، لذلك لن تتحول العمليات إلى رقمية بالكامل إلا مع انتشار الطباعة ثلاثية الأبعاد للمباني، وهو الأمر الذي سيستغرق وقتاً طويلاً». تحرك سريع وأكد فراس المسدي الرئيس التنفيذي لشركة «إف إي إم العقارية» أن العالم يتحرك بأسره بشكل سريع جداً اتجاه التحول الرقمي، لاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك القطاع العقاري. وأضاف أن تسارع وتيرة التحول الرقمي القائم على البيانات في القطاع العقاري في الدولة بدأت من الجهات الحكومية المنظمة للقطاع، حيث اتجهت هيئة التنظيم العقاري في دبي «ريرا» على سبيل المثال إلى تبني أحدث الحلول والتقنيات بسرعة كبيرة جداً، وفق استراتيجية ورؤية حكومية واضحة. ونوه بأن التوجه للتحول الرقمي لم يعد يمثل خياراً، بل ضرورة لمواكبة تطورات الحاضر والمستقبل، حيث لا يمكن الاستمرار في السوق من دون أن الانخراط في هذا الاتجاه المتنامي. وأضاف المسدي أن بناء قاعدة بيانات منتظمة، وتبني حلول تحليل البيانات الضخمة، يسهم في دقة اتخاذ القرارات وسرعة إنجاز المعاملات. ولفت إلى أن تطبيق «في إف إي إم العقارية» يوفر التقارير والتي تشمل عدد عمليات البيع، الأسعار، وكيف تحولت الأسعار خلال ثماني سنوات لتكوين تصور معين عن اتجاه السوق حول مشروع معين.

مشاركة :