«السياحة والثقافة» في مهرجان الشيخ زايد.. جناح الحرف

  • 12/11/2021
  • 00:00
  • 143
  • 0
  • 0
news-picture

عشرات العروض والفعاليات والأنشطة التي يقدمها جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في مهرجان الشيخ زايد المستمر إلى 1 أبريل المقبل وسط حضور جماهيري كبير، ضمن محتوى غني يرحل بزواره إلى عالم مشبع بالعراقة، وعبر أركانه وحرفييه التقليدين وفرقه الشعبية وورش عمله والمعلومات التي يتيحها يضع الجمهور في قلب متحف حي وسط تضفي عليه الأهازيج الشعبية الكثير من البهجة، كما يقدم الجناح جانباً تعليمياً وتثقيفياً كبيراً، حيث يقدم لمحة عن مجموعة من الحرف والفنون التي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. الجناح الذي يزخر بالأنشطة التفاعلية ضمن ورش عمل تعليمية يكشف عن أسرار مجموعة من الحرف، كصناعة الدلال وصناعة الفخاريات وصناعة الألعاب الشعبية، إلى جانب ركن لبيت الحرفيين وركن الصقارة والمجلس وركن تقديم القهوة العربية، وذلك في إطار تكاملي يبرز غنى الصناعة التقليدية الإماراتية وقيمها المتمثلة في كرم الضيافة بالإضافة إلى إبراز فنونها عبر المسرح الذي يتوسط الجناح، حيث تقدم فرق الفنون الشعبية يومياً عشرات العروض الحية من رزفات العيالة والحربية والربابة والشلات. وقال سعيد الكعبي المسؤول عن جناح دائرة الثقافة والسياحة إن مشاركة الدائرة تتماشى مع رؤية مهرجان الشيخ زايد، الذي تم إطلاقه عرفاناً بالدور المحوري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في الحفاظ على تاريخ الإمارات ومشاعر الفخر للأجيال المقبلة في المستقبل، يحتفي بالإرث الثقافي لدولة الإمارات، كما يسلط الضوء على التنوع الغني للتقاليد المحلية، ويوفر منصة تثقيفية لتعزيز مسيرة التنوير الثقافي. تراث معنوي وأشار إلى أن جناح دائرة الثقافة والسياحة عبارة عن قرية مصغرة تشتمل على العديد من مفردات التراث وورش التعليم وعناصر التراث المعنوي، لافتا إلى أن الجناح جاء للترويج لعناصر التراث المعنوي، وأضاف:«سجلنا 11عنصراً في منظمة اليونسكو كتراث معنوي، حيث نروج لهذه العناصر بشكل عام، وبشكل خاص لبقية العناصر الأخرى، كما نتطرق لعناصر أخرى عبر ورش العمل لتمكين الزائر من التعرف على الصناعات التقليدية الموجودة مثل صناعة الفخار وصناعة مستلزمات الصقور والخناجر والسيوف والألعاب الشعبية والدلال وركن بيت الحرفين الذي يعرض مجموعة من المنتجات الحرفية التقلدية والعصرية، كما يضم الجناح مسرحا للفنون الشعبية والتي تتمثل في فن الحربية وفن الرزفة واليولة والعيالة، ويحتوي الجناح كذلك على عدة أركان، منها الحياة البدوية وركن الصقارة والمجلس والعديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى. الدلال وفي ركن الدلال يقدم إبراهيم الفلاح مجموعة من مهارات النقش على مختلف الدلال الفاخرة المصنوعة من النحاس، والتي تحظى بمكانة بارزة لدى أهل الإمارات وترتبط بالذاكرة الجمعية، وأوضح الفلاح أن النحاس الذي يعمل عليه عدة أنواع، منه النحاس الأحمر والأصفر والأبيض، وأن النحاس الأبيض يخصص للديكور أما الأحمر فهو للطبخ، إلى جانب الدلال يعمل الفلاح على صناعة السيوف والخناجر، لافتاً إلى أن الأدوات التي يصنعها يدويا تشهد إقبالا كبيرا من نخبة المجتمع، لاسيما أنها تعتبر من الأدوات الفاخرة المتخمة بالنقوش، حيث أكد أن السيوف والخناجر التي يصنعها يدويا ترصع بالأحجار الكريمة، كما تحتوي على نقوش أصيلة. الفخار أسامة العدل صانع الفخاريات، الذي يمهر في تقديم هذه الصناعة المتوارثة عن الأجداد، قال إن الطين عدة أنواع، منه الأحمر والأخضر والأبيض، بينما يعمل هو على استعمال الصلصال ضمن ورشته، لافتا إلى أن صناعة الفخار تتطلب مهارة خاصة، وأنه بعد أن يصنع هذه الأواني والأدوات تصهر في فن على درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة لتعطي هذا اللون البني الزجاجي، بينما أشار أنه سعيد بتفاعل جمهور الجناح الذي يتوافد بكثرة للاطلاع على مختلف الصناعات، ويبدي رغبة في تعلمها. التغرودة في قائمة اليونسكو ضمن الجناح تبرز معلومات عن مجموعة من العناصر التي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسيكو منها:«القهوة العربية، السدو، العازي، التغرودة، الرزفة، العيالة، المجلس، الصقارة».. ومن هذه العناصر مثلا التغرودة وهي الشعر التقليدي المغنى وتمارس في دولة الإمارات بشكل تقليدي من قبل القبائل التي عرفت باهتمامها بتربية الإبل في المنطقة الغربية، وحول مدينة العين، وبعد التجمعات البدوية حول المناطق الجبلية من رأس الخيمة والفجيرة، وسكان القرى الزراعية التي تعرف تراثيا باسم المحضر. مستلزمات أحمد عمر عريضة الذي يشرف على صناعة مستلزمات الطيور من براقع ومرسال ومنقل ومخلاة» حقيبة قال إنه يعمل لاستدامة هذه الحرفة، ويصنع جميع المستلزمات من الجلود الطبيعية وذلك للحفاظ على صحة الطير، حيث إن الجلد الطبيعي يتنفس تلقائيا، لافتا أنه يعمل في هذا المجال منذ 40 عاماً وشارك في مئات المعارض، وقدم عدداً لا يحصى من العروض، مؤكداً أن هذه الحرفة المتوارثة عن الجداد تحظى بإقبال كبير من طرف هواة مهنة الصقارة ومختلف فئات المجتمع. العازي.. شعر الصحراء والواحات العازي فن أداء تقليدي في الإمارات تؤديه العديد من الجماعات التي تقطن المناطق الصحراوية ومناطق الواحات في منطقة العين من إمارة أبوظبي، كما ينتشر بين قبيلة الشحوح في رأس الخيمة وقبائل أخرى في العديد من إمارات الدولة، وبالرغم من تمركز هذا الفن في منطقة العين إلا أنه أخذ بالانتشار في العديد من مناطق الإمارات وأصبح له الكثير من المؤدين المحترفين، ومن أبرز الشعراء الذين اشتهروا بأداء فن العازي عبيد بن محمد عبد الله النيادي، وسلطان بن سعود الكويتي، وسعيد بن مسيعيد النيادي وعبد الله بن سالم نعمان الكعبي والكاسر وسعيد بن هلال، والعازي أداء شعري دون تنغيم أو مصاحبة آلات إيقاعية أو موسيقية يؤديه شخص واحد بمصاحبة مجموعة من الرجال، حيث يتقدمهم بإلقاء قصيدة معدة مسبقاً على غرار الشعر القديم ومن نوع المربوع. السدو.. نسيج المهارات يحتفي الجناح بحرفة السدو باعتبارها واحدة من الحرف التقليدية التي عملت بها المرأة الإماراتية منذ القدم لتلبية الحاجات الضرورية لسكان البادية ولتوفر المواد الأولية اللازمة لهذه الحرفة والمتمثلة بالدرجة الأولى بوبر الإبل وشعر الماعز وصوف الغنم. ويقصد بالسدو حياكة أو نسج الصوف وهو كسائر الحرف والصناعات اليدوية يعتمد في أدواته ومعداته وخاماته على البيئة المحلية ومنه صنع أهل البادية بيوت الشعر، وأثاث المنزل كالأغطية والسجاد والوسائد وزينو إبلهم وزخرفوا أسرجتها وأحزمتها وأخراجها بأشكال وألوان جميلة، لقد شكل السدو بتصاميمه المختلفة وزخارفه وألوانه الزاهية أشكالا تراثية يتجلى فيها الإبداع الشعبي الإماراتي في أجمل صورة وهو من بين الحرف اليدوية التي كانت قادرة على توفير المنتجات اللازمة لإنتاج عتاد الإبل والخيل والمفروشات التقليدية، لا بل إمكانية المضي في تطويره.

مشاركة :