انفجار مرفأ بيروت.. المحقق العدلي يطلب التنفيذ الفوري لمذكرة توقيف وزير سابق

  • 12/11/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت‭ ‬–‭ ‬الوكالات‭: ‬طلب‭ ‬المحقق‭ ‬العدلي‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬طارق‭ ‬بيطار‭ ‬أمس‭ ‬بعد‭ ‬استئنافه‭ ‬التحقيقات‭ ‬تنفيذ‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬الصادرة‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬خليل،‭ ‬المقرب‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مصدر‭ ‬قضائي‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬ وغرق‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الانفجار‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬السياسة‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬قضائية،‭ ‬فمنذ‭ ‬ادعائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السابق‭ ‬حسان‭ ‬دياب‭ ‬ووزراء‭ ‬سابقين‭ ‬وطلبه‭ ‬ملاحقة‭ ‬مسؤولين‭ ‬وأمنيين،‭ ‬تنتقد‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬عدة،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحركة‭ ‬أمل،‭ ‬عمل‭ ‬بيطار‭. ‬ ومنذ‭ ‬تسلمه‭ ‬التحقيق،‭ ‬لاحقت‭ ‬16‭ ‬دعوى‭ ‬بيطار‭ ‬مطالبة‭ ‬بكفّ‭ ‬يده‭ ‬عن‭ ‬القضية،‭ ‬تقدم‭ ‬بغالبيتها‭ ‬وزراء‭ ‬سابقون‭ ‬مُدعى‭ ‬عليهم‭ ‬وامتنعوا‭ ‬عن‭ ‬المثول‭ ‬أمامه،‭ ‬هم‭ ‬وزيرا‭ ‬الأشغال‭ ‬السابقان‭ ‬يوسف‭ ‬فنيانوس‭ ‬وغازي‭ ‬زعيتر،‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬خليل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬نهاد‭ ‬المشنوق‭. ‬ وأدت‭ ‬تلك‭ ‬الدعاوى‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭ ‬التحقيق‭ ‬مرات‭ ‬عدة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستأنف‭ ‬مجدداً‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬إثر‭ ‬رد‭ ‬القضاء‭ ‬دعاوى‭ ‬عدة‭ ‬ضد‭ ‬بيطار‭. ‬ وأفاد‭ ‬المصدر‭ ‬القضائي‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بأن‭ ‬بيطار،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬إجراء‭ ‬بعد‭ ‬استئناف‭ ‬التحقيق،‭ ‬‮«‬أعاد‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التمييزية‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬الغيابية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬النائب‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬خليل،‭ ‬وأمر‭ ‬بتنفيذها‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‮»‬‭. ‬ ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لقوى‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬اللواء‭ ‬عماد‭ ‬عثمان‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬الغيابية،‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬أكتوبر،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬خليل،‭ ‬النائب‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬نبيه‭ ‬بري‭. ‬ وقال‭ ‬المصدر‭ ‬القضائي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬قرار‭ ‬البيطار‭ ‬بضرورة‭ ‬تعميم‭ ‬هذه‭ ‬المذكرة‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ووجوب‭ ‬تنفيذها‭ ‬فوراً،‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬استئناف‭ ‬عمله‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬امتناع‭ ‬جهاز‭ ‬أمني‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مذكرة‭ ‬قضائية‭ ‬يعد‭ ‬سابقة‭ ‬خطرة‭ ‬وتمرداً‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‮»‬‭. ‬ وأثارت‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬الغيابية‭ ‬غضب‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحركة‭ ‬أمل‭. ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬صدورها‭ ‬تظاهر‭ ‬مناصرون‭ ‬للحزبين‭ ‬ضد‭ ‬بيطار،‭ ‬وتخللت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أعمال‭ ‬شغب‭ ‬وعنف‭ ‬ثم‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬أوقع‭ ‬سبعة‭ ‬قتلى‭. ‬ ولم‭ ‬تجتمع‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر،‭ ‬جراء‭ ‬رفض‭ ‬وزراء‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحركة‭ ‬أمل‭ ‬عقد‭ ‬أي‭ ‬جلسة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مخصصة‭ ‬للبتّ‭ ‬بمصير‭ ‬بيطار،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬ينص‭ ‬دستوره‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭. ‬ ويُشكك‭ ‬كثر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تنفيذ‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬خليل‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬تطغى‭ ‬عليه‭ ‬ثقافة‭ ‬‮«‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬طبعت‭ ‬المشهد‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يحفل‭ ‬تاريخه‭ ‬باغتيالات‭ ‬وانفجارات‭ ‬وملفات‭ ‬فساد،‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬يوماً‭ ‬محاسبة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المتورطين‭ ‬فيها‭. ‬ وعزت‭ ‬السلطات‭ ‬انفجار‭ ‬المرفأ‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2020،‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬215‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وإصابة‭ ‬6500‭ ‬آخرين،‭ ‬إلى‭ ‬تخزين‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬نيترات‭ ‬الأمونيوم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬وقاية‭. ‬وتبيّن‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬وقضائية‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمخاطر‭ ‬تخزينها‭ ‬ولم‭ ‬يحركوا‭ ‬ساكناً‭. ‬

مشاركة :