أقرت مجلة «إيكونوميست» الأمريكية بأن حركة الإخوان الإرهابية تمزق نفسها بنفسها، مشيرة إلى أن قياديين يتنافسان على قيادة أقدم حركة متطرفة.وذكرت المجلة بما قاله حسن البنا الذي أسس حركة الإخوان المسلمين، منذ قرن تقريبا عندما ناشد أتباعه «التضحية بالنفس، بدل المصلحة الذاتية»، لكن أتباعه يواجهون المصاعب للالتزام بالنصيحة. ولفتت إلى تبادل الاتهامات والشتائم بين القادة في لندن وإسطنبول،وقالت في تقريرها: «يتهمون بعضهم بالفساد بل وأسوأ، بخدمة وكالات الاستخبارات الأجنبية».ونقلت المجلة عن أسامة جاويش، الإخواني السابق الذي يعيش في بريطانيا «بدل التضحية بأنفسهم، فإنهم يضحون بالحركة»، وفقا لموقع (24) الخبري الإماراتي.ووفقا للتقرير، تشهد الحركة خلافا داخليا منذ نشأتها حول الاستراتيجية والأساليب، لكن الصدع زاد سوءا بعد نجاح الحكومة المصرية في إزاحة الإخوان المسلمين من السلطة في 2013، حيث بدأ الخلاف في التنظيم حول كيفية الرد، ودعا «الحرس القديم» إلى وضع نجاة الحركة أولوية، وفضلوا النهج البراغماتي، وقرر أعضاء آخرون تبني العنف.وأصبحت الأولوية عند أعضاء وقادة الحركة، إخراج السجناء من المعتقلات. لكن الخلافات على زعامة الحركة أحبطت تلك الجهود، فمن جهة هناك إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام بعد القبض عليه في مصر. ومن جهة ثانية هناك محمود حسين، السكرتير العام السابق الذي علق منير عضويته في أكتوبر إلى جانب خمسة أعضاء بارزين، بعد اتهامهم بالفساد.وبعد رفض قرار منير، أصدر حسين والخمسة الآخرون بيانا فصلوه فيه من منصبه. ويشرف منير الذي يعيش في لندن على الشبكة الدولية للحركة ولديه علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية.أما حسين الذي يعيش في إسطنبول، فيدير موقع الحركة على الإنترنت وحساباتها المصرفية ولديه مفاتيح قناتها التلفزيونية، ويتهمه النقاد بالتخلص من منافسيه، وبقطع الرواتب عن عائلات الموقوفين. وقال عزام التميمي «يتعامل مع الإخوان المسلمين، مثل الملك الخاص».وتلفت المجلة إلى أن الخلاف العلني وغير العادي الذي استخدمت فيه حملة تشهير من الجانبين، أدخل الحركة في اضطراب، في وقت يكافح فيه الإسلاميون السنة في العالم العربي. فقد أخرجتهم الانتخابات في العراق، والمغرب من الحكومة، وأخرجهم حكام أقوياء في تونس، والسودان من السلطة.وأشار التقرير إلى أن تركيا حاولت التصالح مع مصر ودول الخليج فابتعدت خطوات عن التنظيم، وطلبت من ناشطي الإخوان مغادرة أراضيها، وضغطت على الفضائيات الإخوانية لتخفيف نبرتها. ولم تعد الحركة الدولية موجودة، بعدما فشلت في رأب الصدع، حيث باتت منشغلة بتسوية خلافات قادتها الداخلية.
مشاركة :