لطالما مازلت على قيد الحياة وأحد الرجال الذين عاصروا زمن الطيبين الولّاد لأهم الشخصيات الذهبية التي صنعت تاريخنا المجيد والمشرّف كما يحكى عنه، ويصفونه بزمن الطيبة والبساطة والعطاء حرصت بشدة أن أوثق سيرة أجدادي وأصدقائي حتى أورثه لأبنائنا والأجيال القادمة الباحثة عن تاريخ وأسرار عوائلهم المعطاءة في هذا البلد الحبيب مملكة البحرين. هذا ما قاله الدكتور خالد إسماعيل العلوي عن سبب إصداره لكتاب من ذاكرة الفريج حكايات وأحداث من واقع زمان، والذي يعتبر من أحدث الإصدارات المحلية المليئة بالزخم التاريخي الذي يحمل أجمل الحكايات الحقيقية والمواقف النادرة من عبق الذكريات انطلاقا من فريج آل بن علي أحد أحياء مدينة المحرق التي ترعرع فيها خلال حقبة زمنية امتدت من منتصف الخمسينات إلى منتصف السبعينات، كما تضمن الكتاب أيضاً صورا خاصة لشخصيات مؤثرة في المجتمع وتركت بصماتها التي لا تفارق الذاكرة وكان له الفخر أن يكونوا أصحابها حاضرين بسيرتهم النابضة بين طيّات صفحاته، وتطرق بأسلوبه الجميل إلى الجانب التعليمي والأثري وأهمية أبرز مواقع المنشآت الرئيسية في المنطقة وأيضاً تحدث عن البؤرة الثقافية المتميزة في مدينة المحرق العريقة لم يكتف بذلك بل ركز على الجوانب الطفولية والمغامرات ووحده القلوب وتآلفها بين الأسر والجيران آنذاك، والذي يعتبرها من أجمل أيام العمر التي يتمنى أن تعود كما كانت في عهد الآباء والأجداد، عهد الصداقة الحقيقية والمحبة والبساطة والألفة. بالإضافة إلى أنه عمل أدبي وتاريخي تم توثيقه بتفاصيله ما يقارب 1000 صفحة والصور التاريخية النادرة بالأبيض والأسود، هناك تساؤلات عديدة وربما أحداث كثيرة ومحيّرة في نفوس القراء ما بين حقيقة مصداقيتها أم خرافة وخيال استطاع الكاتب المحرقي أن يجيب عنها بأسلوب سلس ورائع كما يقول الدكتور خالد العلوي بأن كل إنسان يمتلك في عقله شريحة تحمل ذكرياته السعيدة والحزينة التي لازمته طوال رحلته منذ طفولته، وحتى الآن المليئة بالكثير من الخبرات والتحولات التاريخية والاجتماعية والديموغرافية التي طرأت على الحقبة المذكورة وأكثر من ذلك بكثير والأهم أن المساهمين والداعمين لاكتمال هذا العمل نخبة من الأهل والأصدقاء وشخصيات مهمة بمختلف الأجيال والأعمار لها مساهمات ضخمة أيضاً في وطننا الحبيب الداعم دوماً لأبنائه.@DalalAlMasha3er