تحت شعار «عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة»، افتتحت أمس السبت مؤسسة بينالي الدرعية، النسخة الأولى من «بينالي الدرعية للفن المعاصر» في الرياض، والذي يؤسِّس لسلسلة حوارات مثمرة بين المشهد الفني المزدهر في المملكة العربية السعودية والمجتمعات الإبداعية في مختلف أنحاء العالم. ويشارك في الحدث المستمر حتى 11 مارس 2022، 64 فناناً عالمياً، بينهم 27 فناناً سعودياً، يقدّمون في حي جاكس، مجموعة واسعة من التحف المتفرِّدة بما فيها أعمال تكليفية، وقطع مبتكَرة تحمل توقيع عدد من أشهر الفنانين المعاصرين. الارتجال والتجربة يضم «بينالي الدرعية» 6 أقسام تم توزيعها داخل قاعات فسيحة مجهَّزة بأحدث التقنيات الحسية والصوتية والضوئية، وهي: «عبور النهر»، «المحافظة التجريبية»، «التفكير المحيطي»، «الظهور العلني»، «عالم جديد كلياً» و«فيما يخص الروح». ويتناول كل قسم بعداً مختلفاً يجسِّد الرؤية الشاملة للتوسّع بالأفكار وإتاحة الفرصة للإبحار في عمق التفاصيل، ما يستدعي كل الحواس، والانفتاح على آفاق مستقبلية جديدة يسودها التفاؤل. ويعبِّر شعار «تتبّع الحجارة» عن الانتقال من إحدى ضفتي النهر بثبات وحكمة، ما يُتيح الارتجال والتجربة وتصوّر أنماط مغايرة للحياة، تماشياً مع النشاط الثقافي في ذروة التطوّر الاجتماعي والاقتصادي. ويُقام البينالي بقيادة القيّم الفني فيليب تيناري، المدير العام والرئيس التنفيذي لمركز UCCA للفن المعاصر في الصين، وبدعم من قّيمين دوليين بينهم وجدان رضا، مؤسِّس «سحابة للاستشارات الفنية»، وشيشوان ليوان ونيل جانغ من مركز UCCA. ساحة إبداعية وأوردت آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية أن الحدث الضخم يُعد مساحة للتعبير الفني الراقي، مشيرة إلى أن «بينالي الدرعية» سيكون وجهة للثقافات وساحة إبداعية تجمع الجمهور المحلي والدولي لاكتشاف الفنون البصرية وأشكالها المختلفة داخل المملكة وخارجها. وذكر فيليب تيناري، القيّم الفني أن البينالي يستهدف شقين: تقديم الفن السعودي المعاصر ضمن حوار ثري يطرح تصوراته أمام المشهد العالمي، وتشويق الجمهور السعودي للتعرّف من قرب إلى عالم الفن المعاصر. وقال: نشعر بالامتنان لخوض هذه التجربة المتفرِّدة والكشف عن 29 عملاً تكليفياً مخصَّصاً، ونأمل بأن يحفِّز ذلك على مشاركة أعمق في المملكة مع الفن العالمي المعاصر. خيال وأفكار وأوضحت الفنانة السعودية غادة الحسن أن لوحة «أبعاد أفقية»، بطول 25 متراً، والتي نفّذتها بفن الكولاج والتصوير الفوتوعرافي والطباعة، مع ابنتها الفنانة سارة أبو عبدالله، تلخِّص سلسلة مناقشات دارت بينهما، وتصوِّر السرد الشخصي بحيث ترتبط بخطوط تستحضر الطبيعة والخيال والأفكار. وتضم روايات تجتمع بأسلوب مغاير على قماشة صفراء غنية بقصاصات الورق والأكريليك. كما شهد البينالي عرض تصميم «ولادة مكان» بتوقيع المبدعة زهرة الغامدي. «نبوءة رماد النباتات» وذكر الفنان الألماني تيمور سي كين أن منحوتته «نبوءة رماد النباتات» تمثِّل شكلاً جديداً من فن البيئة، عبر استكشاف تطوّر الثقافة وتفاعلات المعرفة والفلسفة المعاصرة. وقد استخدم فيها عدة مواد مدمجة، منها النحت المطبوع ثلاثي الأبعاد وصناديق الإضاءة والمواقع الإلكترونية والنصوص والواقع الافتراضي.
مشاركة :